الدنمارك: الزيارة المقررة لوفد أمريكي إلى غرينلاند غير لائقة

انتقد وزير الخارجية الدنماركي، لارس لوكه راسموسن، الزيارة المرتقبة لوفد أمريكي إلى جزيرة غرينلاند، يضم مستشار الأمن القومي الأمريكي مايك والتز، وأوشا فانس زوجة نائب الرئيس الأمريكي، واصفا الزيارة بأنها "إشكالية وغير لائقة".

وأضاف في تصريحات صحفية، الاثنين، أن التحركات الدبلوماسية الأمريكية تجاه الجزيرة ليست مجرد صدفة، بل استراتيجية، بحسب ما أوردته هيئة الإذاعة الدنماركية "DR".

ومضى راسموسن قائلا: "هؤلاء ليسوا سياحا بالصدفة"، وشدد على أن بلاده ستقاوم أي محاولة من قبل الولايات المتحدة للتأثير على الوضع السياسي لغرينلاند، خاصة بعد الانتخابات الأخيرة هناك.

وقال: "لقد جرت انتخابات للتو في غرينلاند ولا توجد حكومة غرينلاندية"، مضيفا أنه سيكون من "غير اللائق" في هذه الظروف إجراء الزيارة إلى المنطقة.

وأشار إلى أن بلاده "حليف قوي" للولايات المتحدة داخل حلف شمال الأطلسي "ناتو"، مستدركا: "لكن لا يمكن أن يكون لدينا وضع يتحدى فيه حليف كبير سيادة الآخر".

ومن المقرر أن يزور الوفد الأمريكي، الذي يضم زوجة نائب الرئيس الأمريكي جي. دي فانس، أوشا فانس، ووزير الطاقة كريس رايت، ومستشار الأمن القومي مايك والتز، غرينلاند في الفترة من 27 إلى 29 مارس.

وتأتي زيارة الوفد الأمريكي إلى غرينلاند، في خضم الترويج لضم الجزيرة للولايات المتحدة أو على الأقل شرائها من الدانمارك.

هذا وتتبع غرينلاند للدنمارك وتتمتع بحكم ذاتي، وتعتبر أكبر جزيرة في العالم، ولها موقع مركزي في منطقة القطب الشمالي التي تكتسب أهمية متزايدة نظرا لذوبان الجليد بسبب أزمة المناخ وفتح طرق تجارية جديدة.

وتُعد الجزيرة بما تحتويه من احتياطيات أرضية غنية "ميزة استراتيجية" لواشنطن، لا سيما في سياق المنافسة المتزايدة مع روسيا والصين، وذلك بسبب قربها من الولايات المتحدة وموقعها على الطرق البحرية الرئيسية (شمالا).

وكان ترامب قد أبدى رغبته في شراء الجزيرة من الدنمارك خلال فترة ولايته الأولى (2017-2021)، لكن رئيسة الوزراء الدنماركية ميتي فريدريكسن، رفضت هذا العرض عام 2019 ووصفته بأنه "سخيف".

ومنذ عودته إلى الإدارة الأمريكية مجدداً، يعرب ترامب مراراً عن رغبته في الاستحواذ على غرينلاند، وفي 23 ديسمبر/كانون الأول 2024، قال إن الجزيرة يجب أن تكون تحت سيطرة الولايات المتحدة.