يني شفق

هرتسوغ: لا يمكن استئناف القتال في غزة وتجاهل معاناة عائلات الأسرى

17:5120/03/2025, الخميس
الأناضول
هرتسوغ: لا يمكن استئناف القتال في غزة وتجاهل معاناة عائلات الأسرى
هرتسوغ: لا يمكن استئناف القتال في غزة وتجاهل معاناة عائلات الأسرى

الرئيس الإسرائيلي هاجم الحكومة برئاسة نتنياهو قائلا إنه "لا يعقل أن نرسل أبناءنا إلى الجبهة بينما نقوم في الوقت ذاته بتعزيز سياسات مثيرة للانقسام العميق داخل المجتمع"..

هاجم الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، مساء الخميس، حكومة بلاده برئاسة بنيامين نتنياهو، معتبرا أنه لا يمكن استئناف القتال في غزة في وقت تتجاهل فيه معاناة عائلات الأسرى في القطاع.

وقال هرتسوغ وفق ما نقلت عنه صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية: "لا يمكن استئناف القتال بحجة الالتزام المقدس لإعادة الأسرى، وفي الوقت ذاته تجاهل معاناة عائلاتهم التي تعيش كابوسًا لا يحتمل".

وفي إشارة مبطنة إلى تصريحات نتنياهو حول ما يسمى بـ"الدولة العميقة"، قال هرتسوغ: "موظفو الدولة يتعرضون لحملة تشهير، لكنهم يقومون بعملهم بإخلاص".

وأردف "بينهم جنود احتياط، وعائلات ثكلى، وجيران لكل واحد منا، يجب دعمهم وليس مهاجمتهم".

وتقدر تل أبيب وجود 59 أسيرا إسرائيليا بقطاع غزة، منهم 24 على قيد الحياة، بينما يقبع في سجونها أكثر من 9500 فلسطيني، يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.

وتابع هرتسوغ: "لا يمكننا إلا أن نشعر بقلق عميق إزاء الواقع القاسي الذي نشهده؛ آلاف أوامر الاستدعاء للخدمة الاحتياطية صدرت مؤخرًا".

وقال: "لا يعقل أن نرسل أبناءنا إلى الجبهة بينما نقوم في الوقت ذاته بتعزيز سياسات مثيرة للانقسام العميق داخل المجتمع"، في إشارة إلى إعفاء المتدينين من الخدمة الإجبارية.

وبدأت الأزمة مع الحريديم عندما قررت المحكمة العليا الإسرائيلية في 25 يونيو/حزيران 2024 إلزامهم بالتجنيد في الجيش، ومنع المساعدات المالية عن المؤسسات الدينية التي لا يمتثل طلابها للخدمة العسكرية.

ويشكل "الحريديم" نحو 13 بالمئة من سكان إسرائيل البالغ عددهم 10 ملايين نسمة، ويرفضون الخدمة العسكرية بدعوى تكريس حياتهم لدراسة التوراة، مؤكدين أن الاندماج في المجتمع العلماني يشكل "تهديدًا لهويتهم الدينية واستمرارية مجتمعهم".

بدوره، رد مصدر في الحكومة على تصريحات هرتسوغ، قائلا: "ليس مفاجئًا أن ينضم هرتسوغ مجددا بالكامل إلى الدولة العميقة".

وأضاف: "لقد تبنى (هرتسوغ) موقفا ضعيفا تجاه ظاهرة رفض الخدمة العسكرية الخطيرة قبل السابع من أكتوبر (تشرين الأول 2023)، والآن يتحالف مرة أخرى مع نشطاء الاحتجاجات ضد الحكومة، إنه لاعب سياسي بكل معنى الكلمة، ولا أحد يصدق الحيادية المزيفة التي يحاول تسويقها".

تصريحات الرئيس الإسرائيلي تأتي قبل ساعات من اجتماع الحكومة للتصويت على إقالة رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) رونين بار، وسط تحركات لعقد جلسة يوم الأحد المقبل لمناقشة عزل المستشارة القانونية للحكومة، غالي بهاراف-ميارا، وفق صحيفة "يديعوت أحرنوت".

وكانت حسابات حكومية رسمية قد نشرت منشورات أثارت جدلًا، إذ نشر الحساب الرسمي لمكتب نتنياهو بالإنجليزية على منصة "إكس"، الأربعاء، منشورًا هاجم فيه ما وصفه بـ"الدولة العميقة التي يستخدمها اليسار لإفشال إرادة الشعب"، قبل أن يتم حذفه وإعادة نشره بالعبرية على الحساب الشخصي لنتنياهو.

كما نشر رئيس الوزراء مقطع فيديو على تيك توك يشرح فيه عبر الذكاء الاصطناعي "كيف تبدو الدولة العميقة".

وفجر الثلاثاء، استأنفت إسرائيل حرب الإبادة على غزة، متنصلة من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى مع "حماس" استمر 58 يوما منذ 19 يناير/ كانون الثاني 2025، بوساطة قطر ومصر ودعم الولايات المتحدة.

وكثف الجيش الإسرائيل فجأة جرائم إبادته، بغارات جوية عنيفة وعلى نطاق واسع استهدفت المدنيين؛ ما أسفر عن "591 قتيلا و1042 مصابا 70 في المئة منهم من الأطفال والنساء والمسنين" وفق بيان للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة.

فيما صرح متحدث الوزارة خليل الدقران، للأناضول في وقت سابق الخميس، بوصول "710 شهداء وأكثر من 900 جريح" منذ الثلاثاء، إلى مستشفيات القطاع جراء مواصلة إسرائيل الإبادة والتطهير العرقي في القطاع بدعم أمريكي.

وبينما تربط إسرائيل استئناف الإبادة برغبتها في إعادة الأسرى من غزة وإزالة ما تعتبره تهديدا من القطاع، عزا محللون إسرائيليون هذا التطور إلى رغبة نتنياهو في تمرير الميزانية، للحيلولة دون سقوط حكومته تلقائيا نهاية مارس/ آذار الجاري.

وباستئنافه الإبادة تمكن نتنياهو بالفعل، الثلاثاء، من إعادة وزير الأمن القومي المستقيل إيتمار بن غفير إلى الائتلاف الحكومي، ليضمن دعم نواب حزبه "القوة اليهودية" اليميني المتطرف لمشروع الميزانية.

ويمثل هذا التصعيد، الذي قالت تل أبيب أن يتم بتنسيق كامل مع واشنطن، أكبر خرق لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة، والذي امتنعت إسرائيل عن تنفيذ مرحلته الثانية بعد انتهاء الأولى مطلع مارس/ آذار الجاري.

ورغم التزام حركة حماس، بجميع بنود الاتفاق، رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المضي قدما في المرحلة الثانية، استجابةً لضغوط المتطرفين في حكومته.

وكان نتنياهو يريد فقط تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق لضمان إطلاق أكبر عدد من الأسرى الإسرائيليين بغزة، عوضا عن الدخول في المرحلة الثانية منه، التي كانت تعني إنهاء الحرب تماما والانسحاب الكامل من القطاع.

وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 162 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.

#إسرائيل
#الأسرى
#غزة
التعليقات

مرحبًا، تشكل التعليقات التي تشاركها على موقعنا مصدرًا قيمًا للمستخدمين الآخرين. يرجى احترام المستخدمين الآخرين والآراء المختلفة. تجنب استخدام لغة نابية أو مسيئة أو مهينة أو عنصرية.

لا توجد تعليقات حتى الآن

كن أول من يترك تعليقًا.

انقر هنا لتلقي أهم الأخبار في اليوم عبر البريد الإلكتروني. اشترك هنا.

بعد إنشاء العضوية تكون قد وافقت على تلقي الإشعارات من مواقع مجموعة ألبيرق الإعلامية وعلى شروط الاستخدام وسياسة الخصوصية