
المهندس المعماري ورجل الأعمال السوري رواد رمضان، ألقى كلمة تناولت أهمية المكان والزمان، ورحّب بالوفد التركي، وتحدث عن معاني التحرير والفتح، مستشهدًا ببيت شعر للشاعر التركي سيزائي كاراكوتش.
في مشهد استثنائي داخل الجامع الأموي بدمشق، وأمام آلاف المصلين، وقف شخص في محراب الشافعية بعد صلاة الجمعة، متحدثًا باللغتين العربية والتركية، موجّهًا كلمته إلى الحضور الذي ضم وفدًا تركيًا رفيع المستوى بقيادة بلال أردوغان، وعددًا من الوزراء، والبرلمانيين، ورؤساء البلديات، ورجال الأعمال الأتراك، إضافةً إلى شخصيات سورية رسمية، من بينهم محافظ دمشق، ووزير الأوقاف، وومدير أوقاف دمشق.
كان هذا المتحدث المهندسَ المعماريَ ورجل الأعمال السوري رواد رمضان، الذي ألقى كلمة تناولت أهمية المكان والزمان، ورحّب بالوفد التركي، وتحدث عن معاني التحرير والفتح، مستشهدًا ببيت شعر للشاعر التركي سيزائي كاراكوتش.

حضور تركي وسوري بارز في الجامع الأموي
وحضر هذا الحدث وفد تركي رفيع المستوى، تقدّمه بلال أردوغان، وضم عددًا من الشخصيات السياسية والاقتصادية البارزة، من بينهم وزراء، وأعضاء في البرلمان التركي، ورؤساء بلديات، ورجال أعمال.
وعلى الجانب السوري، كان الحضور الرسمي ممثلًا بـمحافظ دمشق، ووزير الأوقاف، وومدير أوقاف دمشق، إضافةً إلى شخصيات دينية واجتماعية.
وجاء هذا اللقاء، الذي جمع مسؤولين من الجانبين بحضور آلاف المصلين في الجامع الأموي، في سياق تزايد الاهتمام بالتواصل بين مختلف القطاعات، سواء على المستوى الرسمي أو المجتمعي، وهو ما أعطى للحدث أبعادًا تتجاوز مجرد زيارة بروتوكولية.
من هو رواد رمضان؟
المهندس المعماري ورجل الأعمال السوري رواد رمضان انتقل إلى تركيا عام 2014 بعد حادث في دمشق مرتبط بمشاركته في الحراك الشعبي ضد نظام الأسد البائد.
بدأ رمضان مسيرته بالمشاركة في تأسيس وإدارة عدد من مؤسسات المجتمع المدني، حيث عمل على تطوير مشاريع تهدف إلى دعم السوريين في مجالات مختلفة.
إلى جانب ذلك، أسس عددًا من الشركات التجارية في تركيا، خاصة في مجالات الاتصالات والتجارة، ليبرز لاحقًا كمدير تنفيذي لإحدى أكبر المجموعات الاستثمارية التركية، وهي إسراء القابضة، التي تنشط في الإنشاء، والطاقة، وإدارة الصناديق الاستثمارية.
وتولى رمضان إدارة عدد من صناديق ومحافظ الاستثمار الدولية، كما شارك في العديد من الوفود الرسمية التي رافقت الرئيس التركي في زياراته إلى ماليزيا، وإندونيسيا، وإسبانيا، وقطر، والسعودية، والإمارات، والولايات المتحدة، وسويسرا.
وكان له دور في تأسيس وإدارة أحد أكبر مراكز الدراسات وتوثيق الانتهاكات في سوريا، بالتعاون مع نخبة من الباحثين.
ولم يكن اختيار الجامع الأموي لهذا اللقاء عاديًا، فهو أحد أكثر المعالم الإسلامية أهمية، حيث ارتبط عبر التاريخ بمحطات رئيسية في مسيرة العالم الإسلامي.
وقد أضفى إلقاء الكلمة في محراب الشافعية بُعدًا إضافيًا على الحدث، إذ إن هذا الموقع داخل المسجد ارتبط عبر العصور بالعلماء والمفكرين والدعاة الذين كان لهم تأثير كبير في مختلف الفترات التاريخية.
لمحة عن الكلمة التي أُلقيت بعد الصلاة
جاءت الكلمة في سياق الحدث، حيث تحدث المتحدث عن أهمية الزمان والمكان، وربطها بالماضي والحاضر.
وأشار إلى معاني التحرير والفتح، ورحّب بالوفد التركي القادم إلى دمشق، مستشهدًا ببيت شعر للشاعر التركي سيزائي كاراكوتش، الذي يعكس عمق العلاقة الثقافية بين البلدين.
إن إلقاء الكلمة بالعربية والتركية أمام آلاف الحاضرين، وبحضور شخصيات بارزة من تركيا وسوريا، جعلها رسالة ذات أبعاد متعددة، تعكس روح المرحلة الجديدة التي تمر بها المنطقة.
السوريون في تركيا: مساهمات اقتصادية بارزة
منذ عام 2011، لم يكن السوريون في تركيا مجرد لاجئين، بل أصبحوا جزءًا من نسيج الحياة الاقتصادية والاجتماعية في البلاد. فقد لعبوا دورًا محوريًا في دعم الاقتصاد التركي من خلال تأسيس آلاف الشركات التي نشطت في مجالات التجارة، والصناعة، والخدمات.
ولم تسهم هذه الشركات في تنمية الاقتصاد التركي فحسب، بل ساعدت في خلق فرص عمل لآلاف الأشخاص، مما عزز اندماج السوريين في السوق التركية.
إلى جانب ذلك، برز العديد من السوريين في مجالات ريادة الأعمال، والاستثمار، والأبحاث، وأصبح بعضهم جزءًا من المشهد الاقتصادي العالمي.
ومع تطورات المرحلة الحالية، أصبح من الواضح أن السوريين في تركيا يمثلون جسرًا اقتصاديًا وثقافيًا مهمًا، يمكن أن يلعب دورًا رئيسيًا في أي مبادرات مستقبلية تخص إعادة الإعمار والتنمية في سوريا.
وضمن تفاصيل الزيارة، برزت لمسة رمزية حملت دلالات ثقافية وحضارية، حيث قامت بلدية غازي عنتاب التركية بتأمين سجاد فاخر للجامع الأموي، تم تصنيعه بأحدث التقنيات في مصانع المدينة.
وقد قامت الحكومة السورية بشرائه، ليكون بذلك أحد مظاهر التعاون في المجالات الثقافية والحرفية بين الطرفين.
ويعكس اختيار الجامع الأموي ليكون مستفيدًا من هذا الإنتاج، استمرارية العلاقات التي تتجاوز السياسة، وتمتد إلى التاريخ والتراث المشترك الذي يجمع بين سوريا وتركيا.
ويُعدّ هذا الحدث في الجامع الأموي تعبيرًا عن لحظة تقاطع بين التاريخ والمستقبل، حيث اجتمع في مكان واحد مسؤولون أتراك وسوريون، إلى جانب رجال أعمال ونخب ثقافية، في مشهد لم يكن متوقعًا قبل سنوات قليلة.
وفي الوقت الذي تعيد فيه المنطقة ترتيب أولوياتها، يظل الجامع الأموي شاهدًا على أن التاريخ لا يتوقف عند محطة واحدة، وأن الأحداث، مهما بدت رمزية، قد تحمل في طياتها إشارات لمستقبل مختلف.
مرحبًا، تشكل التعليقات التي تشاركها على موقعنا مصدرًا قيمًا للمستخدمين الآخرين. يرجى احترام المستخدمين الآخرين والآراء المختلفة. تجنب استخدام لغة نابية أو مسيئة أو مهينة أو عنصرية.
كن أول من يترك تعليقًا.