يني شفق

معدن الكولتان.. نعمة انقلبت نقمة على الكونغو الديمقراطية

11:2330/01/2025, الخميس
الأناضول
معدن الكولتان.. نعمة انقلبت نقمة على الكونغو الديمقراطية
معدن الكولتان.. نعمة انقلبت نقمة على الكونغو الديمقراطية

تعود الحروب والصراعات التي تشهدها الكونغو الديمقراطية إلى غناها بمعدن الكولتان الاستراتيجي رئيس اتحاد طلاب جمهورية الكونغو الديمقراطية في تركيا دولا عبدول للأناضول: - هناك دول تدعم الجماعات المسلحة في البلاد وتستخرج المعادن بطريقة غير قانونية - يأخذون معدن الكولتان منا بأسعار منخفضة ثم يعيدون تصنيعه ويبيعونه لنا - عمالة الأطفال في مناجم الكولتان ظاهرة منتشرة تضر بالمجتمع


يعد معدن الكولتان من أهم الموارد الطبيعية في جمهورية الكونغو الديمقراطية، إلا أنه عوضا عن جلب الرخاء، أصبح سببا للصراعات الدامية والاستغلال، وتهجير آلاف السكان.

ويعتبر الكولتان استراتيجيا بامتياز، وهو معدن أسود أو بني محمر مركب من معدنين: الكولومبيت والتانتاليت، ويستخرج منه النيوبيوم.

ويتم استخدامه في المنتجات الإلكترونية كالمكثفات والرقائق في الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر وألعاب الفيديو والأجهزة المنزلية، كما يدخل بسبب مقاومته الحرارة والتآكل في صناعة المحركات النفاثة في الصواريخ والطائرات، وفي سبائك أدوات القطع أو الخراطة.

هذه الثروة في البلد الإفريقي عادت عليه بنتائج سلبية على عكس المنتظر، إذ تتهم الكونغو الديمقراطية رواندا بمحاولة احتلال أراضيها الغنية بالمعادن مثل الذهب والكولتان، ودعم متمردي "حركة 23 مارس" (إم 23)، بينما تنفي رواندا هذه الاتهامات.

وتسببت الهجمات المسلحة للحركة المتمردة، النشطة في شرق البلاد منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2021، بنزوح آلاف المدنيين، وأزمة حادة مع جارتها رواندا.

** الثراء يخلق مشاكل أحيانا

وفي حديث للأناضول، أشار رئيس اتحاد طلاب الكونغو الديمقراطية في تركيا دولا عبدول، إلى أهمية معدن الكولتان بالنسبة لشركات التكنولوجيا العالمية العملاقة.

وأضاف عبدول، أن "جمهورية الكونغو الديمقراطية بلد غني جدا من حيث الموارد الطبيعية، لكن الثراء يخلق أحيانا العديد من المشاكل".

في هذا السياق، قال عبدول، إن عمالة الأطفال "مفضلة في مناجم الكولتان لأنها تقلل التكاليف، ما يؤثر سلبا على حياتهم جراء الإرهاق الذي يصيبهم خلال العمل بتلك المناجم".

وأضاف: "في الوقت الحالي، للأسف يجبر الأطفال على العمل. تخيل فقط أن طفلا يبلغ من العمر 12 عاما يذهب إلى المنجم بدلا من الذهاب إلى المدرسة".

*استغلال الموارد الإفريقية

وأكد عبدول أن "الدخل من الموارد الطبيعية لا يستفيد منه مواطنو البلاد، والكولتان المستخرج يرسل إلى الخارج بأسعار منخفضة على أنه مادة خام".

ومشيرا إلى تبعات ذلك، قال عبدول، إن الكولتان الذي يعالج في الخارج تستورده الكونغو بتكاليف أعلى بكثير.

وأضاف: "يشترون الكولتان منا، ثم يحولون المعادن إلى هواتف أو أجهزة كمبيوتر، ويبيعونها لنا".

وعن أضرار استخراج الكولتان في بلاده، قال عبدول إنه يسبب أيضا أمراض الرئة، وأضرار أخرى كبيرة على المجتمع من الناحية الاقتصادية والصحية.

وعزا عبدول وجود جماعات مسلحة في بلاده إلى التدخلات الخارجية، قائلا إن "بعض الدول تدعم هذه الجماعات، وتستخرج المعادن من البلاد بطريقة غير مشروعة".

وأضاف أن "إفريقيا قارة تعرضت للاستغلال طوال تاريخها، ولا ينبغي لنا أن نتوقع الكثير من القوى الخارجية".

وتواجه البلاد، التي تعد موطنا لـ80 بالمئة من احتياطيات الكولتان في العالم، مشكلة كبرى أخرى تتمثل في وجود جماعات مسلحة تنشط خاصة في المناطق الشرقية من البلاد، ويصل إجمالي عدد المجموعات المسلحة في البلاد إلى 266 بحسب متابعين.

** قلبت حياة الناس

وعن الأحداث الأخيرة في بلاده، قال عبدول: "نريد السلام وليس الحرب، وليكن السلام والإخوة والأمل إرثا نتركه للأجيال القادمة".

وأضاف: "قلبت سنوات الصراع حياة الناس رأسا على عقب، ودمرت المنازل، وشردت الناس".

ومنذ بداية العام الجاري، نزح أكثر من 400 ألف شخص بسبب الاشتباكات العنيفة المستمرة بين الحركة المتمردة وقوات الأمن في شرقي الكونغو الديمقراطية.

وبعد أن سيطرت على العديد من القرى والبلدات في المنطقة، فرضت حركة "23 مارس" مؤخرا حصارا على مدينة غوما شرقي البلاد.

واندلعت في الأيام الأخيرة احتجاجات في العاصمة كينشاسا، على خلفية الاشتباكات في مدينة غوما شرق البلاد، بين قوات الأمن وحركة "إم 23".

وحركة "إم 23" تعرف أيضا باسم "جيش الكونغو الثوري" وتأسست بعد انهيار اتفاق السلام الموقع في 23 مارس/ آذار 2009، ومعظم أفرادها من قبيلة "التوتسي" التي ينتمي إليها الرئيس الرواندي بول كاغامي.

#إفريقيا
#الكولتان
#الكونغو الديمقراطية
#عمالة الأطفال
التعليقات

مرحبًا، تشكل التعليقات التي تشاركها على موقعنا مصدرًا قيمًا للمستخدمين الآخرين. يرجى احترام المستخدمين الآخرين والآراء المختلفة. تجنب استخدام لغة نابية أو مسيئة أو مهينة أو عنصرية.

لا توجد تعليقات حتى الآن

كن أول من يترك تعليقًا.

انقر هنا لتلقي أهم الأخبار في اليوم عبر البريد الإلكتروني. اشترك هنا.

بعد إنشاء العضوية تكون قد وافقت على تلقي الإشعارات من مواقع مجموعة ألبيرق الإعلامية وعلى شروط الاستخدام وسياسة الخصوصية