يني شفق

زراعة الأشجار بغزة.. مبادرات فردية لإعادة خضرة أبادتها قوات الاحتلال

08:2130/01/2025, الخميس
الأناضول
زراعة الأشجار بغزة.. مبادرات فردية لإعادة خضرة أبادتها قوات الاحتلال
زراعة الأشجار بغزة.. مبادرات فردية لإعادة خضرة أبادتها قوات الاحتلال

الشاب الفلسطيني فضل نبهان: - الزراعة هي الأساس في الحياة كلها - لو زرعت شجرة وأنت زرعت شجرة وزرعنا هذه البلاد، سنعمرها من جديد - الجيش الإسرائيلي تعمد تجريف وقصف الأراضي الزراعية خلال 15 شهرا من الإبادة


في ظل الدمار الهائل الذي خلفته حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية على مدى أكثر من 15 شهرا، شرع الشاب الفلسطيني فضل نبهان بزراعة الأشجار الخضراء في القواطع الفاصلة بين شوارع في مخيمي البريج والنصيرات للاجئين وسط قطاع غزة.

هذه الخطوة جاءت كمبادرة فردية أطلقها نبهان، طالب الهندسة الزراعية، لـ"إعادة الحياة" إلى القطاع بعدما انتهى "كابوس" الإبادة الإسرائيلي.

وتعكس هذه المبادرة حب الأرض والرغبة في إعادة إعمار قطاع غزة لمكافحة الآثار النفسية والبيئية التي خلفتها الحرب.

وفي 19 يناير/ كانون الثاني الجاري، بدأ سريان اتفاق وقف إطلاق النار بغزة وتبادل الأسرى بين حركة حماس وإسرائيل، بوساطة قطر ومصر والولايات المتحدة.

ويتكون الاتفاق من 3 مراحل مدة كل منها 42 يوما، يتم خلالها التفاوض لبدء مرحلة ثانية وثالثة وصولا لإنهاء حرب الإبادة.

وبدعم أمريكي، ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 و19 يناير 2025، إبادة جماعية بغزة خلّفت نحو 159 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.


في حديثه للأناضول، يقول نبهان إن هذه المبادرة جاءت من قلب المعاناة بعدما دمرت إسرائيل غالبية الأراضي الزراعية في القطاع.

وقال: " الزراعة هي الأساس في الحياة كلها، لو زرعت أنا شجرة وزرعت أنت شجرة وزرعنا هذه البلاد، سنعمرها من جديد".

وأوضح أنه أطلق هذه المبادرة بشكل ذاتي من أجل إعمار غزة، معربا عن آماله في أن تلقى رواجا بحيث يحذو الفلسطينيون حذوه.

وبيّن أن هذه المبادرة تأتي بينما يمر قطاع غزة بظروف صعبة جدا بعدما دمرت إسرائيل، وفق إحصائيات المكتب الإعلامي الحكومي، ما نسبته 88 بالمئة من القطاع.

وأشار إلى أن الجيش الإسرائيلي عكف خلال أكثر من 15 شهرا من الإبادة على تجريف الأراضي الزراعية وقصفها متعمدا إيقاع الدمار الكبير فيها.

ولفت إلى أن الجيش دمر المساحات الزراعية الواسعة في بلدتي بيت لاهيا وبيت حانون شمال قطاع غزة، حيث كانت تُزرع بالفراولة والبصل والبطاطس.


يقول نبهان إن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة عاش كابوسا مرهقا جراء الإبادة الجماعية.

وأضاف: "نريد أن ينتهي هذا الكابوس ونحن سنعمّر بلدنا وننظفها".

وعن هذا "الكابوس"، قال إن الفلسطينيين بغزة عاشوا ظروفا قاسية بدءا من القصف والتدمير مرورا بمعايشة مشاهد مروعة جراء القصف نجم عنها وجود أشلاء.

وعبر نبهان عن صمود الفلسطينيين في أرضهم ورغبتهم في إعمار قطاع غزة بنص أدبي كتبه الشاعر الفلسطيني محمود درويش وهو "باقون ما بقي الزعتر والزيتون".

وقال إن زراعة كل فرد لشجرة من شأنها أن تعمر هذه البلاد (في إشارة لغزة).


على مدار أكثر من 15 شهرا من الإبادة، تعمد الجيش الإسرائيلي تدمير وتجريف الأراضي الزراعية خاصة المساحات التي كانت تمثل "السلة الغذائية" لسكان القطاع.

والثلاثاء، قالت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو)، إن أحدث تقييم جغرافي أجرته بالتعاون مع مركز الأقمار الصناعية التابع للأمم المتحدة بين أكتوبر/ تشرين الأول وديسمبر/ كانون الأول 2024، أظهر أن 75 بالمئة من الحقول التي كانت تستخدم في السابق لزراعة المحاصيل وبساتين أشجار الزيتون، قد تضررت أو دمرت.

وأفاد التقييم، وفق بيان صدر عن نائبة المدير العام للمنظمة بيث بيكدول، بأن "أكثر من ثلثي الآبار الزراعية لم تعد تعمل، مما أدى إلى شلل الري".

وقالت بيكدول، وفق البيان إن "الزراعة يجب أن تكون في قلب جهود الطوارئ والتعافي (...) دعم المزارعين والرعاة والصيادين الآن يضمن طعاما طازجا ومغذيا غدا".

وفي 23 يونيو/ حزيران الماضي، قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن إسرائيل أخرجت أكثر من 75 بالمئة من مساحة الأراضي الزراعية عن الخدمة في قطاع غزة.

إخراج تلك الأراضي عن الخدمة، جاء إما "بعزلها تمهيدا لضمها للمنطقة العازلة (بينها وبين القطاع) على نحو غير قانوني أو تدميرها وتجريفها، لتدمر بذلك السلة الغذائية من الخضروات والفواكه واللحوم"، وفق بيان صدر عن المرصد آنذاك.

وأوضح أن الأراضي الزراعية ومزارع الطيور والمواشي تعرضت خلال حرب الإبادة لتدمير منهجي واضح ومتكرر، هدف آنذاك لـ"تجويع السكان وحرمانهم من السلة الغذائية".

وقال المرصد إن إٍسرائيل جرفت ودمرت جميع الأراضي الزراعية على امتداد السياج الأمني الفاصل شرقي قطاع غزة وشماله، بعمق يصل إلى قرابة 2 كيلو متر.

وتابع: "بذلك تكون إسرائيل أخرجت ما يقارب من 96 كيلو متر مربع (من الأراضي الزراعية) في محاولة لضمها للمنطقة العازلة، يضاف إليها نحو 3 كيلو متر مربع، جراء شق طريق ومنطقة عازلة تفصل مدينة غزة عن وسط القطاع".

وبيّن المرصد أن تلك المساحات تشكل نحو 27.5 بالمئة من مساحة قطاع غزة.

كما دمرت إسرائيل، وفق المرصد، أراضي زراعية خارج المنطقة العازلة تقدر مساحتها بما لا يقل عن 34 كيلو مترا، ليصل إجمالي الأراضي الزراعية المدمرة حتى ذلك الوقت إلى ما نسبته 36.9 بالمئة من مساحة القطاع.

وبحسب المرصد، تتركز باقي المساحة المخصصة للزراعة في منطقة "المواصي" غرب مدينة خان يونس جنوبا القطاع والتي استقبلت مئات الآلاف من النازحين خلال الإبادة الجماعية.

وبحسب ورقة حقائق نشرتها مؤسسة الدراسات الفلسطينية على موقعها، فإن المساحة الزراعية في قطاع غزة تمثل ما نسبته 49 بالمئة من إجمالي مساحته البالغة 360 كيلو مترا.

غالبية هذه الأراضي تقع في مناطق شمال وشرق القطاع بينما يقع 80 بالمئة منها بمحاذات السياج الفاصل بين قطاع غزة وإسرائيل، حيث تقدر بنحو 185 ألف دونم.

#إبادة جماعية
#إسرائيل
#أشجار
#إعادة إعمار
#القطاع الزراعي
#غزة
#فلسطين
التعليقات

مرحبًا، تشكل التعليقات التي تشاركها على موقعنا مصدرًا قيمًا للمستخدمين الآخرين. يرجى احترام المستخدمين الآخرين والآراء المختلفة. تجنب استخدام لغة نابية أو مسيئة أو مهينة أو عنصرية.

لا توجد تعليقات حتى الآن

كن أول من يترك تعليقًا.

انقر هنا لتلقي أهم الأخبار في اليوم عبر البريد الإلكتروني. اشترك هنا.

بعد إنشاء العضوية تكون قد وافقت على تلقي الإشعارات من مواقع مجموعة ألبيرق الإعلامية وعلى شروط الاستخدام وسياسة الخصوصية