يني شفق

بعد تمديد الاتفاق.. هل تؤثر سياسة "حزب الله" على تشكيل حكومة لبنان؟

18:2329/01/2025, الأربعاء
الأناضول
بعد تمديد الاتفاق.. هل تؤثر سياسة "حزب الله" على تشكيل حكومة لبنان؟
بعد تمديد الاتفاق.. هل تؤثر سياسة "حزب الله" على تشكيل حكومة لبنان؟

- بيروت شهدت مواجهات بين مؤيدي "حزب الله" وسكان مناطق دخلتها مواكب دراجات نارية تابعة للحزب - المحلل السياسي منير الربيع للأناضول: تحركات حزب الله في الجنوب تهدف إلى عدم تجاوزه في المرحلة السياسية - الكاتب جورج عاقوري للأناضول: حزب الله سعى مؤخرا إلى تمرير رسائل سياسية للداخل والخارج

في ظل مساعٍ حثيثة لتشكيل الحكومة اللبنانية، برزت إلى الواجهة سياسة "حزب الله" على المستوى الداخلي والخارجي، ومدى تأثيرها على تلك الخطوة التي يتطلع إليها اللبنانيون.

وفي ظل رفض الحزب تمديد ترتيبات اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل، ازدادت التساؤلات بشأن تأثير ذلك على مسار تشكيل الحكومة في البلد الذي لم يتعاف بعد من تبعات العدوان الإسرائيلي الأخير.

ونظم حزب الله مساء الأحد أيضا، مواكب بالدراجات النارية في شوارع العاصمة بيروت، حيث وقعت مواجهات بين مؤيديه وسكان عدد من المناطق الآمنة التي دخلوها، مثل عين الرمانة (ذات الغالبية المسيحية)، وساقية الجنزير (ذات الغالبية السنيّة).

هذه التحركات تأتي في وقت حرج، حيث يسعى سلام لتشكيل حكومة تتولى ملفات ثقيلة، أبرزها معالجة الأزمات الاقتصادية والسياسية العميقة التي يعاني منها لبنان.

ومع تأكيد حزب الله على موقفه السياسي في هذه الفترة الدقيقة، باتت تحركاته تشكل نقطة تحول قد تؤثر على مسار المفاوضات المتعلقة بتشكيل الحكومة، وتعقيد العلاقات بين القوى السياسية اللبنانية المختلفة.

والاثنين، قال أمين عام "حزب الله" نعيم قاسم، إن "خرق إسرائيل للاتفاق يؤكد حاجة لبنان إلى المقاومة"، مشددا على رفضه تمديد مهلة انسحاب إسرائيل من الجنوب ومدتها 60 يوما، والتي انتهت الأحد.

وأضاف قاسم: "على إسرائيل أن تنسحب، ولا نقبل أي مبرر لتمديد مهلة الستين يوماً".

تصريحات قاسم تشير إلى أن الحزب يحاول الإمساك بالوضع الأمني على الأرض، ويبرز تمسكه بفكرة أن "جيش وشعب ومقاومة وحدها خيار أبناء الجنوب لتحرير أرضهم".

ومساء الأحد، أعلن البيت الأبيض تمديد ترتيبات اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل حتى 18 فبراير/ شباط المقبل، وبدء محادثات بوساطة أمريكية بشأن إعادة الأسرى اللبنانيين المحتجزين بعد 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

ويعني هذا التمديد منح إسرائيل مهلة حتى 18 فبراير لإكمال انسحاب قواتها من جنوب لبنان، بدل الموعد الذي كان محددا في 26 يناير/ كانون الثاني الجاري، بموجب اتفاق أمهلها 60 يوما.

** رسائل للداخل

وفي هذا الإطار، رأى المحلل السياسي اللبناني منير الربيع أن "تحركات حزب الله في الجنوب تهدف إلى عدم تجاوزه في المعادلة السياسية".

وأضاف الربيع رئيس تحرير جريدة المدن، للأناضول، أن حزب الله "أراد أيضا خلال اليومين الماضيين إعادة إحياء وتثبيت معادلة الجيش والشعب المقاوم".

وأوضح أنه يمكن لهذه الأحداث أن تقود إلى احتمالات، "إما خيار تسريع تشكيل الحكومة خوفا من أن تقود التطورات إلى تأخيرها إلى مدى طويل، وحينها يكون لبنان قد خسر الفرصة".

و"إما أن يؤدي ذلك إلى المزيد من العرقلة، وحينها تتجدد الأزمات وتكون الفرصة قد ضاعت، ولا يمكن للبنان بعدها التفكير بمسار للحصول على المساعدات للدخول في خطة الإنقاذ"، وفق الربيع.

وفي 21 يناير الجاري، قال سلام إن عملية تشكيل الحكومة الجديدة "تسير بخطى ثابتة"، لافتا إلى معارضته مبدأ المحاصصة في تشكيلها، وعدم تقديمه وعودا بحقائب وزارية لأي جهة.

وبعد شغور رئاسي تجاوز عامين جراء خلافات سياسية، انتخب البرلمان اللبناني في 9 يناير الجاري، جوزاف عون رئيسا للبلاد، والذب كلف عقب 4 أيام من انتخابه، سلام، بتشكيل حكومة جديدة.

وعلى مدى يومي 15 و16 يناير، أجرى سلام استشارات نيابية مع الكتل النيابية والنواب لاستطلاع آرائهم بشأن تشكيل الحكومة المقبلة.​​​​​​​

** رفض حزب الله

من جهته، قال المحلل السياسي والكاتب اللبناني جورج عاقوري للأناضول، إن "قرار تمديد الهدنة مع إسرائيل اعتمد من قبل الحكومة اللبنانية، ورفض حزب الله له هو انقضاض على موقف الدولة اللبنانية".

واعتبر عاقوري أن ما أسماه "محاولة حزب الله فرض رأيه على الدولة، لن تكون مجدية".

واستبعد "أن يستأنف حزب الله فتح الجبهة عسكريا لطرد إسرائيل قبل تاريخ 18 يناير/ شباط المقبل“.

ومن وجهة نظره، فإن "الحزب ارتكب خطأ قبل يوم من انتهاء مهلة الستين يوما، وحرض جمهوره على الذهاب إلى الجنوب، بخلاف ما دعا إليه الجيش الذي حث المواطنين على التريث واتباع تعليماته".

ورأى أن "هذا التصرف من الحزب، يؤكد أنه ما زال يسعى إلى توجيه رسائل سياسية للداخل والخارج".

وأشار إلى أن "الحزب نظم المواكب التي جابت شوارع بيروت خارج مناطق نفوذه، كما تم إطلاق النار في الهواء"، وفق قوله.

المحلل لفتت إلى أن "الخضوع لمطالب حزب الله سينعكس سلباً على الحكومة"، مبررا أقواله بأنه "من المستبعد أن يشجع ذلك الدول المانحة على مساعدة لبنان".

وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية، في بيان مساء الاثنين، أن حصيلة الاعتداءات الإسرائيلية يومي الأحد والاثنين بلغت 26 قتيلا، بينهم 6 نساء، و160 جريحا بينهم 14 امرأة و12 طفلا.ومنذ فجر الأحد، بدأ لبنانيون التوافد إلى قراهم التي هُجّروا منها بسبب العدوان الإسرائيلي، بالتزامن مع انتهاء مهلة الستين يوما التي كان على الجيش الإسرائيلي أن ينسحب بحلولها من جنوب لبنان.لكن تمسك إسرائيل بعدم إتمام الانسحاب بحسب الاتفاق وإطلاق جيشها النار على العائدين، أسفر عن عشرات القتلى والجرحى.وبدأ في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، وقف لإطلاق النار أنهى قصفا متبادلا بين الجيش الإسرائيلي و"حزب الله" بدأ في 8 أكتوبر 2023، وتحول إلى حرب واسعة في 23 سبتمبر/ أيلول الماضي.وإجمالا، ارتكب الجيش الإسرائيلي ما لا يقل عن 672 خرقا لاتفاق وقف إطلاق النار في لبنان منذ سريانه، ما أسفر عن عشرات القتلى والجرحى.

#إسرائيل
#حزب الله
#لبنان
#وقف إطلاق النار
التعليقات

مرحبًا، تشكل التعليقات التي تشاركها على موقعنا مصدرًا قيمًا للمستخدمين الآخرين. يرجى احترام المستخدمين الآخرين والآراء المختلفة. تجنب استخدام لغة نابية أو مسيئة أو مهينة أو عنصرية.

لا توجد تعليقات حتى الآن

كن أول من يترك تعليقًا.

انقر هنا لتلقي أهم الأخبار في اليوم عبر البريد الإلكتروني. اشترك هنا.

بعد إنشاء العضوية تكون قد وافقت على تلقي الإشعارات من مواقع مجموعة ألبيرق الإعلامية وعلى شروط الاستخدام وسياسة الخصوصية