يني شفق

"حتى يرحل المحتل".. مواطنون بجنوب لبنان يرابطون وسط الدمار

18:0129/01/2025, الأربعاء
الأناضول
"حتى يرحل المحتل".. مواطنون بجنوب لبنان يرابطون وسط الدمار
"حتى يرحل المحتل".. مواطنون بجنوب لبنان يرابطون وسط الدمار

- عدد كبير من أهالي بلدة كفركلا نصبوا خيامهم عند تخوم بلدتهم وأعلنوا عزمهم البقاء هناك حتى انسحاب الجيش الإسرائيلي - العديد من أهالي بلدة الوزاني نصبوا خيامهم أمام منازلهم المدمرة بأطراف البلدة التي تراجع عنها الجيش دون انتظار خروجه الكامل مرابطون لبنانيون من بلدة الوزاني، : - الدمار في كل الاتجاهات فقد جرف جيش الاحتلال أرضي واقتلع أشجار الزيتون وهدم دكاني وقتل بقرتي - جيش الاحتلال الإسرائيلي لم يترك لنا شيئا حتى أثاث المنازل سرقوه ونحن نطالب بتعويضنا - إسرائيل هدمت كل شيء اقتلعت الأشجار من جذورها وخرّبت الأرض بالكامل

في مشهد يعكس الإصرار على التمسك بالأرض، يواصل عدد من اللبنانيين الرباط عند حدود بلداتهم الجنوبية، رافضين مغادرتها رغم منع الجيش الإسرائيلي دخولهم.

فيما يرابط آخرون أمام منازلهم التي دمرتها إسرائيل ببلدات أخرى جنوبية، مصرّين على البقاء لإعادة إعمارها وتأهيل أراضيهم الزراعية.

وكان من المفترض أن يكمل الجيش الإسرائيلي، فجر الأحد الماضي انسحابه من المناطق التي احتلها في الجنوب اللبناني خلال الحرب الأخيرة، وفق اتفاق وقف إطلاق النار، الذي حدد 60 يوما مهلة لذلك.

إلا أن إسرائيل امتنعت عن تنفيذ الانسحاب، قبل أن يعلن البيت الأبيض، مساء الأحد، عن اتفاق إسرائيلي لبناني على تمديد مهلة الانسحاب حتى 18 فبراير/ شباط المقبل.

وفي ظل مماطلة تل أبيب بالانسحاب، نصب عدد كبير من أهالي بلدة كفركلا في قضاء مرجعيون التابع لمحافظة النبطية (جنوب) خيامهم عند تخوم بلدتهم، وأعلنوا عزمهم البقاء هناك حتى انسحاب الجيش الإسرائيلي.

وتكرر هذا المشهد في بلدات أخرى لا يزال الجيش الإسرائيلي يحتلها بالجنوب اللبناني.

أما في بلدة الوزاني بقضاء مرجعيون، فقد نصب العديد من الأهالي خيامهم أمام منازلهم المدمرة التي تقع بأطراف البلدة التي تراجع عنها الجيش الإسرائيلي، دون انتظار خروجه الكامل منها.

وأعرب عدد منهم عن إصرارهم على البقاء لإعادة إعمار منازلهم وتأهيل أراضيهم الزراعية التي تعرضت للتخريب جراء الاحتلال الإسرائيلي.

ومن ضمن هؤلاء محمد، وهو مزارع عمره 50 عاما، الذي روى حجم الخراب الذي حلّ بممتلكاته، قائلا للأناضول: "الدمار في كل الاتجاهات، فقد جرف جيش الاحتلال الإسرائيلي أرضي المزروعة، واقتلع أشجار الزيتون، وهدم دكاني، وقتل بقرتي".

ومستنكرا تساءل محمد (الذي طلب عدم ذكر اسمه الثاني): "من يعوضنا (عن هذه الخسائر)؟ من يعيد بناء منازلنا؟ من يعيد أرضنا الزراعية التي نعيش منها إلى طبيعتها؟".

وأشار إلى أنه نزح مع أولاده الخمسة إلى بلدة وطى الخيام القريبة، حيث يقيم بمدرسة تؤوي نازحين، لكنه رغم ذلك نصب خيمة مكان منزله المدمر ببلدة الوزاني، في محاولة لإعادة أسرته للعيش معه في البلدة.

من جهتها، وقفت سليمة خضر (مزارعة عمرها 56 عاما) مشيرة من بعيد إلى أرضها المجرفة، وقالت للأناضول: "أرضي التي تبلغ مساحتها 10 دونمات كانت مزروعة بأشجار الزيتون، لكن اليوم وجدناها قاحلة بعدما جرفها الاحتلال الإسرائيلي وحوّلها إلى مسرح للدبابات، حيث أقاموا السواتر الترابية لإخفائها".

وأضافت بأسى: "إعادة تأهيل الأرض بعد تحويلها إلى خنادق وقاعدة عسكرية إسرائيلية تحتاج إلى عشرات الآلاف من الدولارات. كما أن بيوتنا جميعها مدمرة، نريد خيامًا تؤوينا، لأن جيش الاحتلال الإسرائيلي لم يترك لنا شيئا حتى أثاث المنازل سرقوه. نطالب بتعويضنا".

وأكدت خضر تمسكها بأرضها قائلة: "لن أغادر حتى يرحل المحتل".

أما الحاج حسين ياسين (مزارع عمره 67 عاما)، فلم يتمكن من الوصول إلى أرضه التي لا يزال الجيش الإسرائيلي يسيطر عليها، وقال: "البلدة مدمرة بالكامل، وليس جزئيًا".

وأضاف: "إسرائيل هدمت كل شيء، اقتلعت الأشجار من جذورها، وخرّبت الأرض بالكامل (..) حتى التراب انتزعوه، وأقاموا به السواتر لدباباتهم".

ووفق مراسل الأناضول، تعمد جنود الجيش الإسرائيلي في البلدات الجنوبية التي احتلها تشويه جدران المنازل بكتابات عبرية وتخريبها بشكل ممنهج، في مشهد يعكس حجم الدمار الذي لحق بالبلدات الجنوبية.

ومنذ فجر الأحد الماضي، بدأ لبنانيون التوافد إلى بلداتهم التي هُجّروا منها بسبب العدوان الإسرائيلي، بالتزامن مع انتهاء مهلة الستين يوما التي كان على الجيش الإسرائيلي أن ينسحب بحلولها من جنوب لبنان.

لكن تمسك إسرائيل بعدم إتمام الانسحاب بحسب الاتفاق وإطلاق جيشها النار على العائدين، أسفر عن عشرات القتلى والجرحى.

وبدأ في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، وقف لإطلاق النار أنهى قصفا متبادلا بين الجيش الإسرائيلي و"حزب الله" بدأ في 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وتحول إلى حرب واسعة في 23 سبتمبر/ أيلول الماضي.

وحتى اليوم، خلفت خروقات الجيش الإسرائيلي للاتفاق 64 قتيلا و251 جريحا، وفق إحصاء للأناضول استنادا إلى بيانات رسمية لبنانية.

وأسفر العدوان الإسرائيلي على لبنان عن 4 آلاف و95 قتيلا و16 ألفا و876 جريحا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، إضافة إلى نزوح نحو مليون و400 ألف شخص، وتم تسجيل معظم الضحايا والنازحين بعد تصعيد العدوان في 23 سبتمبر الماضي.

#إسرائيل
#الجيش الإسرائيلي
#كفركلا
#لبنان
التعليقات

مرحبًا، تشكل التعليقات التي تشاركها على موقعنا مصدرًا قيمًا للمستخدمين الآخرين. يرجى احترام المستخدمين الآخرين والآراء المختلفة. تجنب استخدام لغة نابية أو مسيئة أو مهينة أو عنصرية.

لا توجد تعليقات حتى الآن

كن أول من يترك تعليقًا.

انقر هنا لتلقي أهم الأخبار في اليوم عبر البريد الإلكتروني. اشترك هنا.

بعد إنشاء العضوية تكون قد وافقت على تلقي الإشعارات من مواقع مجموعة ألبيرق الإعلامية وعلى شروط الاستخدام وسياسة الخصوصية