منتدى إسطنبول للطاقة يناقش الديناميكيات الجديدة لأمن الغاز

ناقشت الجلسة الأولى لمنتدى إسطنبول للطاقة، الجمعة، "الديناميكيات الجديدة لأمن الغاز" بمشاركة مسؤولين ومدراء شركات غاز في المنطقة، وركزت على أهمية تحقيق أمن الغاز في الفترة المقبلة عبر التعاون المشترك.

جاء ذلك خلال جلسة "الديناميكيات الجديدة لأمن الغاز: وجهات نظر إقليمية" وهي الجلسة الأولى لمنتدى إسطنبول للطاقة.

وانطلق المنتدى في وقت سابق اليوم، بتنظيم من وكالة الأناضول وبرعاية وزارة الطاقة والموارد الطبيعية التركية، تحت شعار "مستقبل مشترك وأهداف مشتركة"، وفق مراسل الأناضول.

وشارك في الجلسة التي أدارها نائب وزير الطاقة في تركيا، أحمد براءات جونكار، مسؤولون ومدراء شركات الغاز والطاقة من دول الجوار.

عبد الواحد فيدان رئيس شركة بوتاش التركية لنقل النقط والغاز، قدم عرضا عن جهود الشركة بالقول "هذه الفعالية الخاصة في الذكرى الخمسين لتأسيس الشركة تشعرني بسعادة وأشكر وكالة الأناضول لتنظيمها المنتدى".

ولفت إلى أن "شركة بوتاش أنشئت لنقل النفط الخام العراقي ولكن الآن لديها عمل في مجال تشغيل الطاقة في تركيا والغاز وتنوعت مهامها لتكون من أقوى شركات المنطقة".

وقدم لمحة عن نشاطات الشركة في نقل النفط والغاز عبر خطوطها سواء على الصعيد المحلي أو على صعيد امدادات الطاقة لأوروبا.

كما تطرق للمحطات الحرارية وقدراتها في تركيا، وأكد أن هناك جهودا مستمرة لمشاريع تهدف لتلبية حاجة السوق المحلية والانتقال للتصدير، وأن تركيا تلعب دورا في تصدير الغاز لشرق أوروبا.

وأكد أن "بوتاش تعمل بجهد من أجل زيادة الاعتماد على طاقة الرياح، وتسعى لمزيد من التعاون والاتفاقيات مع الدول المجاورة وهي منفتحة عليها وعلى دعم الاستثمارات عبر بنيتها التحتية القوية، والشركة مستعدة للتعاون وزيادة الاستثمارات القائمة على مبدأ رابح-رابح" وعلى العلاقة الصادقة "التي ستمكن الجميع من تجاوز جميع الأزمات في الطاقة بالمنطقة".

-السوق التركية وإمكانياتها فرصة هامة

من ناحيته، قال حمد النعماني رئيس شركة الغاز المسال العمانية في مداخلته، إن لديهم اتفاقيات مع شركة بوتاش لنقل الغاز، وأوضح أن استراتيجيتهم تتمثل في تحقيق "أسعار مناسبة ومحقة ومستدامة".

وأضاف: "يجب علينا تأسيس ذلك مع جميع الدول وتحقيق أمن الطاقة وخلال السنوات السابقة لاحظنا ذلك".

وشدد أن "مركز عمان في هذا الصدد قائم على تعزيز الاستثمار وعبر مصادر وشراكات والتحرك سوية في القطاع للتغلب على الصعوبات".

وتابع: "وهو ما نهدف له ونفس الأمر نراه في تركيا حيث أنها على تواصل مع أوروبا".

وأكمل "عبر شراكات مع بوتاش نهدف للانتقال لأسواق أخرى، في المستقبل سيكون هناك وضع مختلف لمسألة الطاقة وبعد 10 سنوات أيضا يجب تخطيط الاستثمارات على المدى البعيد من أجل تحقيق أمن الطاقة".

وتابع أنه يعملون على الاستثمارات في تركيا، وأن الاستثمار في خطوط الغاز خطة استراتيجية هامة.

وعن تحديات تجارة الغاز مستقبلا أفاد "هناك مشاكل حالية يجب حلها اليوم، عبر تعزيز العمل المشترك والخطط المستقبلية من أجل إمكانية حل أي مشاكل بالمستقبل".

وأكد أن تحول الطاقة "لا يعني التخلي عن الغاز" وأنه "يجب مقاربة الأمر بشكل أكبر حيث أن التقنيات تزداد، وتخزين الغاز وإمكانية نقله والاستثمار فيه، والاتفاقيات المعقودة مهمة".

وأضاف: "السوق التركية وإمكانياتها فرصة هامة لنا من أجل طاقة مستدامة آمنة ولهذا الحديث عن التعاون وتحول الإمكانيات لفرص ستحقق التقدم".

وتابع: "يجب أن تكون هناك مرونة مع الاستثمار وعند العمل مع شركائنا نود الربح المشترك، وأن يكون ذلك بنوايا طيبة، ونحن نحاول التعامل بشكل جيد مع الشركاء (...) هناك فرص كبرى ومصادر يمكن أن تتحول لمنتجات للتصدير ومنها الغاز".

- سوكار الأذربيجانية: نهدف لتحقيق الأمن في الطاقة

رئيس شركة سوكار للطاقة في أذربيجان روشفان ناجاف ذكر من ناحيته أن "بوتاش شركة هامة ويمكن الاعتماد عليها في نقل الغاز لتركيا وخارجها" وأكد أنهم حققوا نجاحا معها ولديهم مشاريع مشتركة.

وتحدث عن وجود مساعي للتحول في الطاقة "وهو ما يرفع الطلب على الغاز وهناك تقنيات تتزايد وتتخذ في حياتنا مكانا وهو ما يزيد الطلب على الطاقة".

وأضاف: "لا أعتقد أننا سنعاني من قلة المصادر مستقبلا، التحول للطاقة الخضراء يحتاج لدعم شركات مثل سوكار".

وذكر أن كل المعطيات تشير إلى الحاجة إلى الغاز، ولهذا يواصلون العمل والشراكات وحاليا يعملون مع 11 دولة أوروبية لنقل الغاز لهم مع شركائهم، بينهم تركيا.

وختم بالقول: لدينا خطط لتطوير المحطات عبر تركيا، نثق بسوقها ولدينا شراكات فيها ولدينا خطط مستقبلية عبر الانتقال للطاقة النظيفة، ومن أهدافنا تحقيق الأمن في الطاقة والتطور في التكنولوجيا.

- تركيا تتمتع بموقع هام

بافل سوراكين، النائب الأول لوزير الطاقة في الاتحاد الروسي وصف موقع تركيا بالهام في مركز الطاقة حيث أنها في تقاطع طرق مشيدا بأهمية المنتدى.

وشدد "الغاز هو مصدر هام ويحتاج إلى تحول محق ولا يجب الاكتفاء بالشعارات، ويجب تخفيف انبعاث الغازات والاعتماد على المصادر البديلة، ونحن عبر الألواح الشمسية نحاول تخفيض الأسعار".

وأكمل: "الجميع يتحدث عن الوصول للطاقة بسعر مناسب ولكن الوصول لهذه المصادر يصعب كل يوم والجميع يشهد ذلك ولهذا التكاليف لا تنزل عن حد ممكن من أجل تشغيل المنشآت".

وأردف أن العالم يتغير والتضخم مستمر والساحة السياسية متوترة والأسواق بدأت تتباعد، وكل دولة تبحث عن مصادرها، ويجب أن تنظيم الخطط وفق ذلك.

ومضى قائلا: يمكن لكل دولة أن تبيع لمواطنيها الطاقة بأسعار مناسبة، ونحن نرى أن الزيادة يجب أن تكون أقل من 50 بالمئة في الفترة المقبلة".

- الغاز لايزال له دور كبير

من ناحيته قال لازسلو فريتش، رئيس شركة إم في إم للطاقة في المجر، إن "هناك وضعا غير مسبوق وثمة تحول في أوروبا للطاقة النظيفة".

وتابع: "لكن الغاز لا يزال له دور كبير وخاصة في بقية أوروبا، مهم لشرق أوروبا".

وأضاف: "فيما يخص الغاز نحاول تعزيز إمكانياتنا أكثر وأتوقع أننا نجحنا في ذلك ولدينا عمل بعدة دول ونسعى لتعزيز هذا العمل عبر التوازن".

وأكمل: "الغاز القادم من روسيا لا يزال هاما وشراكاتنا مع بوتاش وسوكار تعطينا فرص هامة وإمكانيات ونحاول تنويع مصادرنا وتقويتها".

وختم قائلا "نعطي الأولوية لأمن الطاقة، نطور الطاقة النووية، وأيضا الغاز دوره هام (...)، وسنكثف التعاون مع الدول المجاورة وهذا التعاون مهم لكل المنطقة".

- جهود مستمرة لاستخراج الغاز من البحر الأسود

بدوره فرانك نيل عضو مجلس الإدارة التنفيذي لشركة "أو إم في بتروم" في رومانيا تحدث بالجلسة عن وجود أعمال في السواحل الرومانية وعلاقات قوية ومتجذرة مع بوتاش.

وأردف: "جهودنا مستمرة لاستخراج الغاز من البحر الأسود ونهدف الوصول لنتائج في السنوات المقبلة، استثماراتنا مستمرة وهناك فرص كبيرة في الغاز".