تحرير:

عاهل الأردن: حجم الفظائع غير المسبوق بغزة "لا يمكن تبريره"

19:3524/09/2024, الثلاثاء
تحديث: 24/09/2024, الثلاثاء
الأناضول
عاهل الأردن: حجم الفظائع غير المسبوق بغزة "لا يمكن تبريره"
عاهل الأردن: حجم الفظائع غير المسبوق بغزة "لا يمكن تبريره"

الملك عبد الله الثاني في كلمة بالأمم المتحدة: - العدوان الإسرائيلي تسبب بأحد أسرع معدلات الوفيات مقارنة بالصراعات الأخيرة وأسرع معدلات المجاعة بسبب الحروب. - لا عجب أن الثقة بالمبادئ والقيم الأساسية للأمم المتحدة قد بدأت بالانهيار سواء داخل هذه القاعة أو خارجها.

أكد عاهل الأردن الملك عبد الله الثاني، الثلاثاء، أن حجم الفظائع الإسرائيلية "غير المسبوق" في قطاع غزة "لا يمكن تبريره".


حديث الملك عبد الله جاء خلال كلمة خلال الجلسة الافتتاحية لاجتماعات الدورة الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، تابعها مراسل الأناضول.


وقال: "خلال ربع القرن الماضي، لطالما وقفت على هذا المنبر والصراعات الإقليمية والاضطرابات العالمية والأزمات الإنسانية تعصف بمجتمعنا الدولي وتختبره".


واستدرك: "غالبا لم تمر لحظة على عالمنا دون اضطرابات، إلا أنني لا أذكر وقتا أخطر مما نمر به الآن".


وبدعم أمريكي، تشن إسرائيل حربا على غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، خلّفت أكثر من 137 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال.


واضاف الملك عبد الله: "تواجه أممنا المتحدة أزمة تضرب في صميم شرعيتها، وتهدد بانهيار الثقة العالمية والسلطة الأخلاقية".


وأردف أن "الأمم المتحدة تتعرض للهجوم، بشكل فعلي ومعنوي أيضا، فمنذ قرابة العام، وعلم الأمم المتحدة الأزرق المرفوع فوق الملاجئ والمدارس في غزة يعجز عن حماية المدنيين الأبرياء من القصف العسكري الإسرائيلي".


وتابع: "تقف شاحنات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة بلا حراك، على بعد أميال فقط من فلسطينيين يتضورون جوعا، كما يتم استهداف ومهاجمة عمال الإغاثة الإنسانية الذين يحملون شعار هذه المؤسسة، ويتم تحدي قرارات محكمة العدل الدولية التابعة للأمم المتحدة وتجاهل آرائها".


وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل إسرائيل الحرب متجاهلة قراري مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني المزري بغزة.


كما تتحدى تل أبيب طلب مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية كريم خان إصدار مذكرتي اعتقال بحق رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو ووزير دفاعها يوآف غالانت، لمسؤوليتهما عن جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في غزة.


انهيار الثقة


ومضى الملك عبد الله قائلا: "لا عجب أن الثقة بالمبادئ والقيم الأساسية للأمم المتحدة قد بدأت بالانهيار، سواء داخل هذه القاعة أو خارجها".


وزاد بأن "الواقع الأليم الذي يتجلى أمام الكثيرين هو أن بعض الشعوب هي فعليا فوق القانون الدولي، والعدالة الدولية تنصاع للقوة، وحقوق الإنسان انتقائية؛ فهي امتياز يُمنح للبعض ويُحرم البعض الآخر منه حسب الأهواء".


وتساءل: "إذا لم نكن أمما متحدة بالقناعة والإيمان بأن جميع البشر متساوون في الحقوق والكرامة والقيمة، وأن جميع الدول متساوية أمام القانون، فما هو العالم الذي نختاره لأنفسنا؟".


وقال: "أدانت دول العالم أجمع العام الماضي، ومن ضمنها الأردن، هجمات 7 أكتوبر على مدنيين إسرائيليين، لكن حجم الفظائع غير المسبوق الذي تم إطلاقه على غزة منذ ذلك اليوم لا يمكن تبريره بأي حال من الأحوال".


وفي ذلك اليوم، هاجمت حماس قواعد عسكرية ومستوطنات بمحاذاة غزة، فقتلت وأسرت إسرائيليين؛ ردا على "جرائم الاحتلال الإسرائيلي اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى"، وفق الحركة.


واستطرد الملك عبد الله: "تسبب العدوان الإسرائيلي بأحد أسرع معدلات الوفيات مقارنة بالصراعات الأخيرة، وأسفر عن أسرع معدلات المجاعة بسبب الحروب، وأكبر مجموعة من الأطفال مبتوري الأطراف، ومستويات غير مسبوقة من الدمار".


واستطرد: "قتلت الحكومة الإسرائيلية في هذه الحرب أطفالا وصحفيين وعمال إغاثة إنسانية وطواقم طبية أكثر من أي حرب في التاريخ الحديث".


الضفة الغربية


وتطرق ملك الأردن إلى اعتداءات الجيش الإسرائيلي والمستوطنين بحق الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة.


وقال إن الحكومة الإسرائيلية قتلت منذ 7 أكتوبر 700 فلسطيني، منهم 160 طفلا، وتجاوز عدد المحتجزين في مراكز الاعتقال 10 آلاف و700، منهم 400 امرأة و730 طفلا.


وأضاف أنه "في القدس الشريف، لا تزال الانتهاكات الصارخة للوضع التاريخي والقانوني القائم في المقدسات الإسلامية والمسيحية مستمرة، بحماية وتشجيع أعضاء في الحكومة الإسرائيلية".


وتابع: "استشهد نحو 42 ألف فلسطيني منذ 7 تشرين الأول (في غزة والضفة الغربية).. هل من الغريب أن يتساءل كثيرون: كيف يمكن لهذه الحرب ألا تعد استهدافا متعمدا للفلسطينيين؟".


وأشار إلى أن "متطرفين" يروجون باستمرار لفكرة الأردن كـ"وطن بديل" للفلسطينيين، مشددا على أن "هذا لن يحدث أبدا، ولن نقبل أبدا بالتهجير القسري للفلسطينيين، فهو جريمة حرب".


التصعيد في لبنان


وفيما يتعلق بالأحداث في لبنان، أكد الملك عبد الله أن "التصعيد ليس من مصلحة أي دولة في المنطقة، ويتجلى ذلك بوضوح في التطورات الخطيرة في لبنان في الأيام القليلة الماضية، يجب أن يتوقف هذا التصعيد".


ومنذ صباح الاثنين، يشن الجيش الإسرائيلي هجوما هو "الأعنف والأوسع" على لبنان منذ بدء المواجهات مع "حزب الله" قبل نحو عام؛ وأسفر عن 558 قتيلا، بينهم 50 طفلا و94 امرأة، و1835 جريحا، وفق وزارة الصحة اللبنانية.


وقال الملك عبد الله إنه "لسنوات، مد العالم العربي يده لإسرائيل عبر مبادرة السلام العربية (منذ عام 2002)، مستعدا للاعتراف التام بها وتطبيع العلاقات معها مقابل السلام".


واستدرك: "إلا أن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة اختارت المواجهة ورفضت السلام، نتيجة للحصانة التي اكتسبتها عبر سنوات في غياب أي رادع لها.. وفي غياب الرادع، ازدادت هذه الحصانة شيئا فشيئا".


وزاد قائلا: "تحمل الفلسطينيون أكثر من 57 عاما من الاحتلال والظلم والاضطهاد، وخلال هذه السنوات، سُمح للحكومة الإسرائيلية بأن تتجاوز الخط الأحمر تلو الآخر".


وشدد على أن "وحشية الحرب على غزة أجبرت العالم على النظر عن كثب ورؤية الحقيقة، والآن بات كثيرون ينظرون إلى إسرائيل بعيون ضحاياها، وبات التناقض بين تلك الصورتين واضحا بشدة لا يمكن التغاضي عنها".


والثلاثاء، انطلقت أعمال الدورة الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة، وهي تجمع قادة دول وحكومات وممثلين رفيعي المستوى حتى 30 سبتمبر/ أيلول الجاري.



#الأردن
#الجمعية العامة للأمم المتحدة
#الملك عبد الله الثاني

انقر هنا لتلقي أهم الأخبار في اليوم عبر البريد الإلكتروني. اشترك هنا.

بعد إنشاء العضوية تكون قد وافقت على تلقي الإشعارات من مواقع مجموعة ألبيرق الإعلامية وعلى شروط الاستخدام وسياسة الخصوصية