تحرير:

مقرر أممي: ازدواجية المعايير بشأن فلسطين تهدد مصداقية الأمم المتحدة

09:3419/09/2024, الخميس
الأناضول
مقرر أممي: ازدواجية المعايير بشأن فلسطين تهدد مصداقية الأمم المتحدة
مقرر أممي: ازدواجية المعايير بشأن فلسطين تهدد مصداقية الأمم المتحدة

مقرر الأمم المتحدة المعني بالنظام الدولي جورج كاتروغالوس، في حديثه للأناضول: - من المؤسف أن تستمر دولنا (الأوروبية) ببيع الأسلحة لإسرائيل في مثل هذا الوضع - ازدواجية المعايير التي تمارسها العديد من الدول بشأن قضية فلسطين ستطال مصداقية الأمم المتحدة - الانقسام في الموقف الأوروبي بشأن القضية الفلسطينية محزن، وأمر نحتاج إلى تغييره في المستقبل - لا يمكن للمجتمع الدولي أن يظل ساكتا عن الجرائم، وآمل أن يؤدي الضغط إلى منع حدوث أزمات أكبر

قال جورج كاتروغالوس، مقرر الأمم المتحدة المعني بالنظام الدولي، إن ازدواجية المعايير التي تمارسها العديد من دول العالم بشأن القضية الفلسطينية لن تؤثر على فلسطين وحدها، بل ستطال مصداقية الأمم المتحدة نفسها.

وفي حديث للأناضول على هامش الدورة 57 لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف، تطرق كاتروغالوس إلى تطورات الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة والتصعيد العسكري بالضفة الغربية المحتلة.

وفي 9 سبتمبر/أيلول الجاري افتتح مجلس حقوق الإنسان أعمال دورته الـ57 العادية التي تبحث حتى 11 أكتوبر/تشرين الأول المقبل قضايا حقوق الإنسان في مختلف مناطق العالم.

صمت المجتمع الدولي

ومتطرقا إلى المأساة الإنسانية بقطاع غزة التي قُتل وأصيب فيها عشرات آلاف المدنيين الفلسطينيين، معظمهم من الأطفال والنساء، جراء الحرب التي تشنها إسرائيل، أكد المقرر الأممي أنه "لا يمكن للمجتمع الدولي أن يظل ساكتا عن هذه الجرائم".

وقال إنه ينبغي على الدول أن تضغط على إسرائيل لوقف الحرب في غزة وتحقيق وقف فوري لإطلاق النار، مشيرا إلى وجود قرار واضح من محكمة العدل الدولية بهذا الشأن.

وفي 19 يوليو / تموز الماضي خلصت محكمة العدل الدولية إلى أن استمرار وجود إسرائيل في الأرض الفلسطينية المحتلة غير قانوني، وأنها ملزمة بإنهاء وجودها غير القانوني في الأرض الفلسطينية المحتلة بأسرع ما يمكن، وملزمة أيضا بالوقف الفوري لجميع أنشطة الاستيطان الجديدة وإخلاء جميع المستوطنين من الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وأكد المقرر الأممي أن هذا الوضع "ينطبق أيضا على كل من الضفة الغربية وقطاع غزة، أي أعمال عنف ضد الأشخاص الذين يعيشون في الأراضي المحتلة محظورة بموجب القانون الدولي".

وأضاف: "أنا قلق جدا بشأن ما يحدث في الضفة الغربية لأنني أرى تصعيدا واضحا (الهجمات الإسرائيلية المتزايدة) فيما يحدث هناك".

وأعرب عن أمله في "أن يؤدي الضغط الدولي (على إسرائيل) إلى منع حدوث أزمات أكبر في المنطقة".

وعلى مدى نحو 10 شهور، تعثرت جهود التفاوض للتوصل إلى اتفاق يفضي إلى وقف لإطلاق النار بغزة وتبادل الأسرى نتيجة المماطلة الإسرائيلية وتعنت رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وإصراره على مواصلة الحرب، والتمسك باستمرار السيطرة العسكرية على محور فيلادلفيا الحدودي، وممر نتساريم الفاصل بين شمال القطاع وجنوبه.

قرار محكمة العدل الدولية

وأشاد كاتروغالوس بالجهود التي بذلتها محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية، بشأن مناصرة القضية الفلسطينية، قائلا إن المحكمتين بذلتا قصارى جهدهما في القضية.

وأشار كذلك إلى طلب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان بإصدار "مذكرة اعتقال" بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت، مبينا أن الطلب "ما يزال معلقا".

وفي 20 مايو/ أيار الماضي، طلب مدعي عام المحكمة كريم خان إصدار مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت، لمسؤوليتهما عن جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بقطاع غزة منذ 7 أكتوبر.

مصداقية الأمم المتحدة على المحك

كاتروغالوس لفت إلى تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، التي حذر فيها من أن ردود فعل مجلس الأمن الدولي إزاء غزة تهدد مصداقية المنظمة.

وقال: "كثير من الدول تتصرف بمعايير مزدوجة، وإذا استمر هذا الوضع فلن تتأثر فلسطين وحدها، بل مستقبل التعددية، وحتى الأمم المتحدة".

انقسام الاتحاد الأوروبي

وأعرب المقرر الأممي عن أسفه لانقسام الدول الأوروبية حول القضية الفلسطينية، مبينا أن العديد منها لا يزال يبيع الأسلحة لإسرائيل رغم الوضع المأساوي في غزة.

وأشار إلى أن دولاً مثل إسبانيا وأيرلندا تدعو إلى وقف الحرب والاعتراف بالدولة الفلسطينية، بينما تلتزم دول أخرى الصمت.

وقال: "هذا الانقسام في الموقف الأوروبي محزن، وأمر نحتاج إلى تغييره في المستقبل".

ومضى قائلا: "من المؤسف أن تستمر دولنا (الأوروبية) ببيع الأسلحة لإسرائيل في مثل هذا الوضع".

وأضاف أن اليونان دافعت عن حقوق الفلسطينيين في الماضي، لكن حكومة رئيس الوزراء كيرياكوس ميتسوتاكيس "اتخذت خطوات معاكسة" بشأن هذه القضية في السنوات الأخيرة.

ومؤخرا، اعترفت كل من أيرلندا وإسبانيا والنرويج وسلوفينيا وأرمينيا بدولة فلسطين، ما يسمح بإقامة علاقات دبلوماسية كاملة معها.

فيما لا يزال هناك دول غربية وعلى رأسها الولايات المتحدة وبريطانيا تدعم إسرائيل بشكل مطلق في حربها على قطاع غزة، لا سيما بتزويدها بأسلحة متطورة، ما أثار انتقادات محلية وعالمية لتواطؤ تلك الدول في دعم إسرائيل.

وبدعم أمريكي مطلق تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، حربا مدمرة على غزة خلفت أكثر من 136 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.

وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل إسرائيل هذه الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.

#القضية الفلسطينية
#ازدواجية المعايير
#الأمم المتحدة
#الدول الأوروبية
#مقرر أممي

انقر هنا لتلقي أهم الأخبار في اليوم عبر البريد الإلكتروني. اشترك هنا.

بعد إنشاء العضوية تكون قد وافقت على تلقي الإشعارات من مواقع مجموعة ألبيرق الإعلامية وعلى شروط الاستخدام وسياسة الخصوصية