تحرير:

بعد صدمة تفجيرات "بيحر" وأيكوم".. شوارع بيروت يكسوها الحزن

22:3018/09/2024, Çarşamba
الأناضول
بعد صدمة تفجيرات "بيحر" وأيكوم".. شوارع بيروت يكسوها الحزن
بعد صدمة تفجيرات "بيحر" وأيكوم".. شوارع بيروت يكسوها الحزن

-اللبنانيون يعيشون صدمة كبيرة على مدار يومين جراء تفجيرات أجهزة الاتصال من طراز "بيجر" و"أيكوم". -الأناضول جالت في شوارع بيروت التي بدت حزينة حيث أغلقت المدارس والجامعات والمؤسسات الحكومية والنقابات. -لبنانيون للأناضول: تفجيرات أجهزة الاتصال حدث غير مسبوق يفوق تفجير مرفأ بيروت. -تقبلنا ما حصل وعلى إسرائيل أن تتقبل ما سوف يحصل ردا على ذلك.


لم يستفق الشارع اللبناني من صدمته جراء تفجير أجهزة الاتصالات "بيجر" أمس الثلاثاء، حتى أعيد المشهد اليوم عبر تفجيرات عشرات الأجهزة من طراز "أيكوم"، ليقضي سكان البلد، لاسيما العاصمة بيروت، يومين عصيبين على وقع النزيف الدامي الذي اعتبره مراقبون أكبر خرق أمني منذ أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

والثلاثاء، قتل 12 شخصا بينهم طفلان، وأصيب نحو 2800 آخرين، بينهم 300 بحالة حرجة، في تفجير آلاف أجهزة "بيجر" وفق آخر حصيلة لوزارة الصحة اللبنانية.

أما اليوم الأربعاء، ووفق أحدث حصيلة وزارة الصحة اللبنانية، أدت الموجة الثانية من تفجيرات أجهزة اتصال لاسلكية "أيكوم" إلى سقوط 14 قتيلا، ونحو 450 جريحا.​​​​​​​

وأجهزة الاتصالات "أيكوم" تعمل غالبا في نطاقات الترددات العالية جدا وهي "VHF" أو"UHF"، لضمان اتصال واضح، وذلك باستخدام الترددات للتواصل لاسلكيا بحيث يمكن إرسال واستقبال إشارات لاسلكية.

وتعتبر هذه الأجهزة نسخة متطورة نسبيا من أجهزة "أيكوم"، وهي فعالة في المناطق المفتوحة وعلى مسافات طويلة.

ووفق إعلام لبناني، فإن أيكوم شركة تصنيع عالمية لمعدات الاتصالات المتقدمة، بما في ذلك أنظمة الراديو ثنائية الاتجاه، وإلكترونيات الطيران، وأنظمة الملاحة البحرية، والشبكات القائمة على بروتوكول الإنترنت.

أما "بيجر"، فهو جهاز اتصال إلكتروني لا سلكي صغير ومحمول يستخدمه مدنيون وعاملون بالمجال الصحي وغيرهم للتواصل داخل مؤسسات أو ضمن مجموعات ومنظومات مختلفة، وهو يعمل ببطاريات قابلة للشحن ويستقبل رسائل مكتوبة واتصالات وإشارات صوتية وضوئية، وفق مراسل الأناضول.

وفي تصريحات تابعها مراسل الأناضول، تساءل رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، خلال زيارته وزارة الصحة لمواكبة عمليات إسعاف الجرحى: "أين الأمم المتحدة مما يحصل في لبنان؟"

كما طمأن اللبنانيين بأن "الموجة الثانية من التفجيرات انتهت ولا إصابات جديدة تدخل إلى المستشفيات".

**بيروت حزينة

الأناضول جالت في العاصمة بيروت، واستطلعت الأجواء المحزنة التي سببتها التفجيرات خلال يومين، حيث بدت الشوارع شبه فارغة والحركة قليلة، وسط إقفال المدارس والثانويات والجامعات ومعظم المؤسسات الرسميّة والنقابات.

ووصف مواطن خمسيني خلال حديثه للأناضول الوضع بأنه "محزن، وعلى جميع اللبنانيين التضامن والالتفاف حول خيار الوحدة الوطنية مهما كان موقفهم السياسي من حزب الله".

وأعرب عن صدمته حيال خلو الشوارع من الكثافة التي سبق وشهدتها سابقا قبل وقوع التفجيرات التي أخلت أغلب الشوارع، فيما طغت الصدمة على وجوه مرتاديها الأقلاء.

أحد الشبان في بيروت قال للأناضول تعقيبا على ذلك: "لا نستبعد إجرام إسرائيل ومسؤوليتها عن التفجيرات، فهي لا تميز بين الحجر والبشر".

ورأى أن "المقاومة لديها إنجازات والمفاجآت قريبة"، داعيا العرب "للتضامن مع لبنان ضد الإجرام الإسرائيلي الوحشي".

وأشار إلى أنه ينتظر خطاب أمين عام "حزب الله" حسن نصرالله غدا الخميس، والذي من المتوقع أن يتحدث فيه عن تداعيات التفجيرات على المواجهات الحدودية بين مقاتلي الحزب والجيش الإسرائيلي.

مواطن ستيني آخر في أحد شوارع بيروت، قال إن تفجيرات "بايجر" مفاجأة كبيرة، واعتبرها "أكبر من مفاجأة انفجار مرفأ بيروت، وعملية غير مسبوقة".

وتسبب انفجار مرفأ بيروت في أغسطس/ آب 2020 بمصرع نحو 220 شخصا وإصابة 6 آلاف و500، وأضرار مادية جسيمة في مبان ومرافق، بينها 50 ألف وحدة سكنية، فيما قدرت خسائره المادية بنحو 15 مليار دولار وفق مصادر رسمية آنذاك.

**ثقة بالرد

ومعربا عن ثقته بالرد المحتمل على إسرائيل، أضاف المواطن ذاته: "تقبلنا ما حصل، لكن عليهم (إسرائيل) التقبل ما سيحصل فيهم".

والثلاثاء، قال الخبير العسكري هشام جابر في مقابلة مع الأناضول، إن تفجيرات أجهزة الاتصال في لبنان هي "أكبر خرق أمني" منذ أكتوبر الماضي، مشيرا إلى أن إسرائيل وحدها لا تستطيع فعل ذلك، إنما بمساعدة حلفاء.

ودون إيضاحات عن الكيفية، اتهمت الحكومة اللبنانية و"حزب الله" إسرائيل بتنفيذ الهجوم التي تسبب في تفجير أجهزة الاتصالات، وتوعد الحزب إسرائيل بـ"حساب ‏عسير"، فيما قابلت تل أبيب ذلك بصمت رسمي، وتنصل مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، في بيان، من منشور لمستشاره توباز لوك على منصة "إكس" ألمح فيه إلى مسؤولية تل أبيب عن الهجوم قبل أن يحذفه.

وفي وقت سابق الأربعاء، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوأف غالانت، إن تل أبيب تعمل على نقل القوات والموارد إلى الشمال (على الحدود مع لبنان)، استعدادا لرد محتمل من "حزب الله" على تفجيرات أجهزة الاتصال، وفق هيئة البث العبرية الرسمية.

ويدفع نتنياهو بقوة ​​​​​​​منذ أيام نحو شن عملية عسكرية ضد لبنان في مواجهة "حزب الله"، تحت وطأة ضغوط داخلية جراء استمرار قصف الحزب لمواقع عسكرية إسرائيلية، والإخفاق في إعادة عشرات آلاف من المستوطنين الذين نزحوا من الشمال مع بدء الاشتباكات على جبهة لبنان.

ومنذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، أبرزها "حزب الله"، مع الجيش الإسرائيلي قصفا يوميا عبر "الخط الأزرق" الفاصل، ما أسفر عن مئات بين قتيل وجريح معظمهم بالجانب اللبناني.

وتطالب هذه الفصائل بإنهاء الحرب التي تشنها إسرائيل بدعم أمريكي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر، ما خلف أكثر من 136 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.

#أجهزة الاتصال
#إسرائيل
#تفجيرات
#صدمة لبنانية
#لبنان

انقر هنا لتلقي أهم الأخبار في اليوم عبر البريد الإلكتروني. اشترك هنا.

بعد إنشاء العضوية تكون قد وافقت على تلقي الإشعارات من مواقع مجموعة ألبيرق الإعلامية وعلى شروط الاستخدام وسياسة الخصوصية