تحرير:

من كاليفورنيا إلى كابل.. طبيب أمريكي يغير حياة طفل أفغاني

09:1117/09/2024, mardi
الأناضول
من كاليفورنيا إلى كابل.. طبيب أمريكي يغير حياة طفل أفغاني
من كاليفورنيا إلى كابل.. طبيب أمريكي يغير حياة طفل أفغاني

- الطبيب بنيامين ألين قال إن حلمه الأكبر أن يكون قادرا على تغيير حياة الآخرين كما غيّر أطباؤه حياته - ألين ولد بإعاقة جسدية وبعد نجاح تركيب ساق صناعية له قرر أن يصبح طبيبا ليساعد الآخرين - ألين ساعد الطفل الأفغاني يحيى ليتخطى إعاقة مشابهة ويمنحه أمل النجاح رغم ظروفه الصحية الصعبة

في عالم مليء بالتحديات والاختلافات الثقافية والجغرافية، تبرز قصص إنسانية تجمع بين الأمل والعزيمة لتغيير مصير الإنسان.

ومن ذلك قصة الطبيب الأمريكي بنيامين ألين الذي تحدث للأناضول عن إعاقته الجسدية وكيف تحداها ليصبح جراحا متميزا، وتمكن من تغيير حياة طفل أفغاني وُلد بإعاقة مماثلة.

وُلد ألين في كاليفورنيا عام 1947 لأسرة فقيرة تعمل في الزراعة، وعانى منذ ولادته إعاقة جسدية تمثلت في قصر ساقه اليمنى بشكل كبير مقارنة بالساق الأخرى، وهو يما يعرف بمرض "انعدام النصف الشظوي للطرف (هيميميليا)".

واستطاع ألين بفضل استخدامه ساقا صناعية مخصصة من صنع حداد محلي، أن يشارك في الأنشطة اليومية مثل المشي، والجري، وركوب الدراجة، بل حتى مساعدة والده في الأعمال الزراعية.

لكن عندما بلغ 16 عاما، قرر الأطباء بتر ساقه اليمنى من فوق الركبة، ومع تركيب ساق صناعية بشكل مناسب، انفتحت أمام ألين فرص جديدة لحياة أفضل.

هذا الإلهام جعله يطمح لأن يصبح طبيبا ليساعد الآخرين الذين يعانون من إعاقات مشابهة.

وبعد تخرجه في كلية الطب بجامعة تافتس في بوسطن، تخصص في الجراحة العامة وجراحة العظام بجامعة هارفارد، واستقر في فيرجينيا، حيث أسس فريقا متخصصا في جراحة العظام بمستشفى محلي.

** حالة مشابهة في كابل

رغم أن ابنة ألين، أماندا جين، كانت ترغب في البداية أن تصبح طبيبة كوالدها، فإنها اختارت العمل في مجال العلاقات الدولية.

وبعد هجمات 11 سبتمبر/ أيلول 2001 في الولايات المتحدة التي غيرت مسار حياتها، عملت مع وزارة الدفاع الأمريكية وسافرت إلى أفغانستان عام 2012.

وخلال عملها هناك، تعرفت على داود نورستاني، قائد فريق الأمن في برنامجها، ونشأت بينهما علاقة وثيقة.

ولاحظت أن لنورستاني طفلا يدعى يحيى، يعاني مشكلة مشابهة لمشكلة والدها، حيث كان مولودا بساق يمنى غير مكتملة.

ولما أخبرت أماندا أباها بحالة يحيى، قرر الطبيب أن الطفل الأفغاني بحاجة إلى جراحة بتر لساقه، ليتمكن من استخدام ساق صناعية في أقرب وقت.

** العملية في فيرجينيا

بعد 18 شهرا من الإجراءات الإدارية والتأشيرات، وصل يحيى ووالده إلى فيرجينيا.

أعد الطبيب ألين فريقه في المستشفى، وتكفلوا بجميع نفقات العلاج والعملية وحتى الساق الصناعية.

تم إجراء الجراحة بنجاح، وبعد تركيب الساق الصناعية، استطاع يحيى أن يمشي للمرة الأولى بمساعدة جهاز المشي، معبرا عن فرحته بعبارات قالها باللغة الدارية المحلية، والتي تعني "تنحوا عن طريقي".

وبعد الانتهاء من العلاج الطبيعي، قضى داود وابنه شهرين في منزل ألين، قبل أن يعودا إلى أفغانستان عام 2014.

** العودة بعد 10 سنوات

على مدى السنوات، كبر يحيى وواصل دراسته ورغم المسافة بينهما، ظل الطبيب ألين على اتصال دائم بأسرة نورستاني، يقدم لهم الدعم والمشورة.

لكن عام 2021، مع انسحاب القوات الأمريكية المفاجئ من أفغانستان، وجدت أسرة نورستاني نفسها في موقف خطير، حيث حاولوا الفرار من البلاد وسط الفوضى.

وبعد محاولات فاشلة في كابل، تمكنت أماندا جين من التدخل مرة أخرى، ونقلت الأسرة إلى الإمارات قبل أن يصلوا في النهاية إلى الولايات المتحدة عام 2022.

استقرت أسرة نورستاني في ولاية ميزوري الأمريكية، وفي صيف 2024، اجتمعوا مرة أخرى مع أسرة ألين في فيرجينيا بعد 10 سنوات.

أدرك يحيى أن الشخص الذي يعاني مثل حالته الصحية يمكنه النجاح في الحياة، وهو الأمر الذي منحه حافزا كبيرا لتحقيق أحلامه.

عبر الطبيب ألين عن سعادته الكبيرة قائلا: "حلمي الأكبر أن أكون قادرا على تغيير حياة الآخرين كما غير أطبائي حياتي. ويحيى منحني هذا الشعور".

#إعاقة جسدية
#أفغانستان
#الولايات المتحدة
#قصة إنسانية
#قصة نجاح

انقر هنا لتلقي أهم الأخبار في اليوم عبر البريد الإلكتروني. اشترك هنا.

بعد إنشاء العضوية تكون قد وافقت على تلقي الإشعارات من مواقع مجموعة ألبيرق الإعلامية وعلى شروط الاستخدام وسياسة الخصوصية