قال مسؤولون فلسطينيون، إن قوات إسرائيلية خاصة اعتدت على الطواقم الطبية أثناء اقتحامها مستشفى ابن سينا التخصصي في جنين بالضفة الغربية واغتيال 3 شبان داخله.
وفي وقت سابق الثلاثاء، قالت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا"، إن "قوة خاصة من الجيش الإسرائيلي متنكرة بزي أطباء وممرضين اقتحمت مستشفى ابن سينا في جنين شمالي الضفة الغربية واغتالت ثلاثة فلسطينيين داخله".
وأوضح مدير مستشفى ابن سينا التخصصي توفيق الشوبكي أن القوات الإسرائيلية "اعتدت على الأطقم الطبية وهددت حياتهم خلال عملية اقتحام المستشفى واغتيال 3 فلسطينيين".
وأضاف: "في ساعة مبكرة من فجر الثلاثاء، اقتحمت قوات خاصة إسرائيلية متخفية بلباس مدني بينهم لباس طبيب وممرض، ونساء واعتدت على ممرضة بالضرب، كما وهددت حياة الأطقم الطبية والمرضى".
وأردف الشوبكي أن "الاستهداف والعملية سابقة خطيرة وهذا نهج الاحتلال تعودنا على مثل هذه الانتهاكات".
وأشار إلى أن العملية "أسفرت عن اغتيال مريض يعالج منذ 4 أشهر ومرافقيه".
وبين الشوبكي، أن القوات "اقتحمت عدة أقسام في المستشفى، وصعدت حتى الطابق الثالث حيث يرقد محمد جلامنة وتم اغتياله مع مرافقيه محمد وباسل غزاوي".
وطالب الشوبكي "بالتدخل الفوري لمساءلة إسرائيل ومحاسبتها على انتهاكاتها".
وأظهر فيديو اقتحام نشر على وسائل التواصل الاجتماعي مجموعة من القوات الخاصة الإسرائيلية بلباس مدني ولباس أطباء وممرضين وسيدات لمستشفى ابن سينا واغتيال 3 فلسطينيين.
من جانبه قال مدير وزارة الصحة في جنين وسام صبيحات للأناضول إن "ما جرى جريمة تمت في أروقة المستشفى تضاف لسجل جرائم الاحتلال الإسرائيلي".
وأضاف: "يجب الوقوف عند هذه الجريمة ومحاسبة إسرائيل"، داعيا المنظمات الدولية إلى "الخروج عن التنديد والبيانات الرسمية إلى محاسبة إسرائيل على جرائمها".
كما طالب صبيحات منظمة الصحة العالمية "بالتحرك العاجل".
ولفت إلى أن "الجريمة مثبتة بالتصوير وتم الاعتداء على الأطقم الطبية".
وكان متحدث الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي قال إن القوات الإسرائيلية قامت "بتصفية خلية مسلحة تابعة لحماس"، مدعيا أنها "اختبأت داخل مستشفى ابن سينا في مدينة جنين وخططت لتنفيذ عملية تخريبية في المدى الزمني الوشيك".
وأضاف في بيان على حسابه بمنصة "إكس"، أن "العملية نفذها الجيش والشاباك والوحدة الشرطية الخاصة"، مشيرا إلى أنه تم خلالها "تحييد محمد جلامنة ناشط عسكري في حماس".
وزعم البيان، أن جلامنة (27 عاما) "تورط طيلة الفترة الماضية بتخطيط لنشاطات ملموسة واختبأ داخل مستشفى ابن سينا في مدينة جنين حيث تم العثور مع المطلوب مسدس تمت مصادرته من قبل القوات".
وإلى جانب جلامنة ذكر الجيش أنه "تم تحييد ناشطين عسكريين آخرين اختبآ في المكان وهما محمد غزاوي من مخيم جنين والناشط في كتيبة جنين، بالإضافة إلى باسل غزاوي شقيق محمد والناشط في الجهاد الإسلامي".
وأكدت وزارة الصحة الفلسطينية اقتحام المستشفى و"استشهاد 3 شبان"، داعية إلى "توفير الحماية لمراكز العلاج فوراً".
وطالبت وزيرة الصحة مي الكيلة في بيان مقتضب وصل الأناضول نسخة منه، "بشكل عاجل الهيئة العامة للأمم المتحدة والمؤسسات الدولية والمنظمات الحقوقية بوضع حد لسلسلة الجرائم اليومية التي يرتكبها الاحتلال بحق أبناء شعبنا والمراكز الصحية في قطاع غزة والضفة الغربية، وتوفير الحماية اللازمة لمراكز وطواقم العلاج والإسعاف".
وأضافت: "تأتي هذه الجريمة بعد عشرات الجرائم التي ارتكبتها قوات الاحتلال بحق مراكز وطواقم العلاج (الفلسطينية)".
وفي وقت سابق الثلاثاء، نعت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة "حماس" في جنين على قناتها في تيلغرام "ثلة من أبطال جنين الذين ارتقوا فجر هذا اليوم بعد عملية اغتيال جبانة نفذتها قوة خاصة من المستعربين الصهاينة".
وذكرت أن جلامنة "قيادي فيها وناطق إعلامي باسمها، فيما محمد أيمن الغزاوي أحد مؤسسي كتيبة جنين التابعة لسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامية"، موضحة أن "باسل هو شقيق محمد".
ومنذ شهور ينفذ الجيش الإسرائيلي عمليات عسكرية واسعة شمالي الضفة الغربية، زادت حدتها بعد بدء حربه المدمرة على قطاع غزة في 7 أكتوبر 2023.
وخلفت الحرب على غزة، حتى الاثنين "26 ألفا و637 شهيدا و65 ألفا و387 مصابا، معظمهم أطفال ونساء"، وفق السلطات الفلسطينية، وتسببت في "دمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب الأمم المتحدة.