رجل الإطفاء الإسباني أنخيل لورينزو غوتيريز قال للأناضول: - المخاطر التي تصاحب التعامل مع حرائق الغابات والتضاريس الوعرة لا تعد ولا تحصى - تشمل المخاطر السقوط وحوادث المرور والمخاطر الجوية والتسمم بأول أكسيد الكربون رجل الإطفاء فان دن بير من جنوب إفريقيا قال للأناضول إن: - يجب أن يحضر رجال الإطفاء التدريب بشكل سنوي للاطلاع على أحدث التقنيات والتأكد من جاهزيتهم للمهام الشاقة
لطالما حلم الإسباني، أنخيل لورينزو غوتيريز، عندما كان طفلا بقيادة شاحنة، والجلوس خلف عجلة القيادة للانطلاق على الطرق السريعة.
واليوم، يعمل غوتيريز (39 عاما) رجلا للإطفاء، حيث يفعل أكثر مما كان يأمل في تحقيقه من قيادة سيارات الإطفاء وطائرات الهليكوبتر فوق أماكن الحرائق المستعرة بهدف إنقاذ الأرواح.
وفي مقابلة مع الأناضول، قال غوتيريز إن "مكافحة حرائق الغابات هي عملي اليومي، وأريد أن يقدم عملي الخير للمجتمع".
ويشاطر روفان فان دن بير، رجل إطفاء الغابات في جنوب إفريقيا، شعور غوتيريز نفسه، حيث يوضح أن هذه المهنة "تجذب في الغالب الأشخاص الذين يريدون إحداث فرق" في المجتمع.
وقال فان دن بير للأناضول إن "إطفاء الحرائق ليست مجالا كبيرا، ولا جيد الأجر في جميع أنحاء العالم، لكن رجال الإطفاء يعملون في هذه المهنة بسبب شغفهم".
وأضاف: "نحن ممن يتجه إلى الغابات المحترقة ولا يرانا أحد، أو يرى عملنا الشاق للغاية".
ورغم التهديد المتزايد من خطر حرائق الغابات، أظهرت الأرقام الخاصة بالاتحاد الأوروبي أن الدول الأعضاء لديها 359 ألف و780 رجل إطفاء في عام 2022، مسجلة انخفاضا بعدد 2800 رجل إطفاء عن العام السابق له.
وأشار مسؤولون أوروبيون إلى مخاطر التراجع الظاهر في عدد رجال الإطفاء، حيث وصفته إستر لينتش، الأمينة العامة لاتحاد النقابات العمالية الأوروبية، بأنه "وصفة جاهزة لكارثة" محتملة.
ينحدر غوتيريز من مدينة هويلفا بمنطقة الأندلس، وهي منطقة معروفة بزهرة عباد الشمس والذرة والطماطم.
بدأ غوتيريز عمله رجلا للإطفاء عام 2007، عقب اجتيازه امتحانا لدخول المهنة، وها هو اليوم يعمل سائقا ورجل إطفاء في الغابات، حيث يقود المركبات الكبيرة التي تلعب دورا أساسيا في عمليات مكافحة الحرائق.
وفي وقت سابق من أغسطس / آب الجاري، شارك غوتيريز في مكافحة حرائق هويلفا، حيث ساعد في إخماد حريق أجبر العديد من السكان على إخلاء منازلهم.
وتشمل المركبات التي يقودها غوتيريز شاحنة ضخ تزن 17 طنا وسيارة "لاند روفر" رباعية الدفع، كما يمكن للإسباني أيضا أن يحلق بهليكوبتر ثقيلة يمكنها حمل دلو ماء بسعة 4000 لتر.
وبالمثل، ينحدر فان دن بير من مدينة كيب تاون، إذ يعمل مدربا لإطفاء الحرائق لأكثر من عشر سنوات، ويتطوع في عمليات مكافحة الحرائق.
ويصف فان دن بير نفسه بأنه "تلميذ النار"، حيث ذهب إلى الجامعة لدراسة التحقيق في الحرائق.
ومتحدثا عن نظام التدريب، قال فان دن بير للأناضول: "نقوم بالكثير من التجول في الجبال، حيث نختلق بعض السيناريوهات للحرائق ونتدرب على مكافحتها".
وفي الغالب، وبحلول نهاية أكتوبر/ تشرين الأول يتعين على المتطوعين أن يكونوا مؤهلين ومستعدين لعمليات محتملة لمكافحة الحرائق بين نوفمبر/ تشرين الثاني ومايو/ أيار، أشهر الصيف في جنوب إفريقيا، وفق فان دن بير.
كما يجب أن يحضر رجال الإطفاء التدريب بشكل سنوي للاطلاع على أحدث التقنيات والتأكد من جاهزيتهم للمهام الشاقة.
أوضح غوتيريز أن المخاطر التي تصاحب التعامل مع حرائق الغابات والتضاريس الوعرة "لا تعد ولا تحصى".
وتشمل المخاطر السقوط وحوادث المرور والمخاطر الجوية والتسمم بأول أكسيد الكربون، وفق غوتيريز.
وأضاف أن الأعمال الشاقة تؤثر أيضا على رجال الإطفاء من الناحية الجسدية والنفسية.
كما يعد التوفيق بين العمل والأسرة "أمرا صعبا"، حيث يعمل رجاء الإطفاء أحيانا لمدة 18 ساعة متواصلة.