تقرير صادر عن مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية "CSIS" يؤكد أن النظام السوري قام بسرقة 96 بالمائة من المساعدات الإنسانية الأممية، مشيرًا إلى أنه استخدم تلك المساعدات طيلة عشرة أعوام، لمصلحة عناصره ومسؤوليه.
أفادت تقارير إعلامية عديدة أن ملايين الطرود من المساعدات الإنسانية التي أرسلتها الأمم المتحدة إلى المناطق الخاضعة تحت سيطرة النظام السوري ومنظمة بي كا كا الإرهابية قد تبخرت ولم يعرف مصيرها.
وفي هذا الصدد، أكد تقرير صادر عن مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية "CSIS" تلك الاداعاءات، مشيرًا إلى أن النظام السوري استخدم المساعدات الدولية الإنسانية طيلة عشرة أعوام، لمصلحة عناصره ومسؤوليه.
وأفاد التقرير، المؤلف من 70 صفحة، والمستند إلى مقابلات مع مسؤولي الأمم المتحدة والعاملين في المجال الإنساني في سوريا، أن النظام السوري استخدم تلك المساعدات كمورد اقتصادي جديد.
التقرير جاء تحت عنوان "إنقاذ المساعدات في سوريا"، وأشار إلى أن النظام السوري استغل سلطته للهيمنة على منظمات الإغاثة وسرقة القوافل الإغاثية لدعم جيشه وتوظيف أقارب كبار مسؤوليه داخل هيئات الأمم المتحدة.
كما لفت التقرير إلى أن هذه إحدى الطرق الرئيسية التي تقوم بها الأمم المتحدة بإدخال الأموال إلى سوريا حيث أنها تلعب دورًا رئيسيًا في تعزيز الاقتصاد، ولهذا السبب، أنشأ النظام قطاعًا اقتصاديًا جديدًا خلال الحرب.
وعلى الرغم من وصول1.3 مليون طرد من تركيا في نوفمبر/تشرين الثاني من العام الفائت، إلا أنه لم يتم تسليم سوى 43 ألف و 500 صندوق للمحتاجين، حسبما أشار التقرير.
وأجرى التقرير بحوث في مناطق مختلفة خاضعة تحت سيطرة النظام السوري ومنظمة بي كا كا الإرهابية والمعارضة، مؤكدًا على وجود مشاكل كبيرة في توزيع الطرود، لا سيما في المناطق الخاضعة تحت سيطرة منظمة بي كا كا الإرهابية والنظام السوري.
وشدد التقرير على أنه عندما تم نقل المساعدات عبر خطوط الصراع في كل من شمال غرب وشرق سوريا، والمعروفة باسم الشحنات العابرة للحدود، كانت هناك سرقات وتوزيع للمعدات الطبية بشكل عشوائي.
وفي السياق ذاته، قالت مؤلفة التقرير "ناتاشا هول”: "لا توجد مواقف كثيرة في التاريخ لشخص يرتكب جرائم فظيعة ويبقى في السلطة ويسيطر على جهاز المساعدة".
وأضافت: "إذا كانت حكومة الأسد ستبقى، وهو ما يبدو أن الكثير من الحكومات قد استسلمت لهذا الواقع، فيجب تسوية هذا الأمر لأن المساعدات ستستمر على الأرجح في هذه البيئة المعادية".
وفي سياق متصل، كشف التقرير أن ماهر أسد، شقيق رأس النظام السوري بشار الأسد، وصديقه المقرب رجل الأعمال محمد حمشو، فازا بعقود مشتريات أممية لنزع المعادن في المناطق التي استعادها النظام السوري وأعادوا تدويرها للبيع في شركة حديد يملكها ويديرها حمشو.