في ظرف ساعات، "انتقاد" ثم "اغتيال"، هكذا أصبحت المحامية والناشطة، حنان البرعصي، أحدث ضحايا سلسلة اغتيالات في شرق ليبيا تُوجه فيها أصابع الاتهام إلى مليشيا الانقلابي، خليفة حفتر.
متحديةً قائد المليشيا، الذي ينازع الحكومة الليبية، المعترف بها دوليا، على الشرعية والسلطة، قالت البرعصي، في بث مصور مباشر على صفحتها بـ"فيسبوك": "أنا لا أخاف حفتر ولا (نجله) صدام".
وما هي إلا ساعات، وأطلق مسلحون مقنعون ومجهولون، على متن ثلاث سيارات، الرصاص على البرعصي، في وضح نهار الثلاثاء، أثناء خروجها من سيارتها وسط مدينة بنغازي (شرق)، فأردوها قتيلة.
وسبق وأن اعتدت مجموعة مسلحة على ابنة البرعصي في بنغازي، حيث سرقوا هاتفها المحمول وحقيبتها ومحتوياتها الشخصية، بحسب تسجيل مصور على "فيسبوك"، روت فيه الأم تفاصيل الاعتداء.
وعادةً ما تنفي مليشيا حفتر صحة الاتهامات الموجهة إليها بخصوص اغتيال النشطاء المدنيين والمعارضين بمناطق الشرق الليبي.
- البرلمانية سهام سرقيوة
البرعصي ليست لوحدها في قائمة الاغتيالات، ففي 17 يوليو/ تموز 2019، وتحديدا بعد منتصف الليل، اقتحم مسلحون منزل البرلمانية، سهام سرقيوة، في بنغازي، واقتادوها إلى مكان مجهول.
ودعت سرقيوة، مرارا، إلى وقف عدوان بدأته مليشيا حفتر على العاصمة طرابلس (غرب)، مقر الحكومة، في 4 أبريل/ نيسان 2019، قبل أن يتمكن الجيش الليبي من تطهير العاصمة من هذه المليشيا، في 4 يونيو/ حزيران الماضي.
وبثت قناة "فبراير" الليبية (خاصة)، في يوليو/ تموز الماضي، تسجيلا صوتيا للنائب عيسى العريبي يؤكد فيه مقتل سرقيوة على أيدي مليشيا حفتر.
وقال حمد العشيبي، المتحدث باسم منظمة "عدالة للمتضررين من الحروب" في ليبيا (غير حكومية)، للأناضول، إن "سرقيوة قُتلت على يد سليمان مسلوخ، آمر (قائد) كتيبة طارق بن زياد سابقا، وهو يدين بالولاء لصدام حفتر".
- شيخ قبيلة العواقير أبريّك اللواطي
وفي 19 مايو/ أيار 2017، قُتل شيخ قبيلة العواقير، أبريّك اللواطي، إحدى أكبر القبائل شرقي ليبيا، إثر انفجار سيارة مفخخة في منطقة "سلوق" (شرق).
وقالت نادين الفارسي، ناشطة حقوقية ومفوضة إعلامية في "تجمع الشرق الليبي" (غير حكومي)، للأناضول، إن "اللواطي كان قد طالب قائد عملية الكرامة (المسلحة)، الانقلابي حفتر، بحقوق أبناء قبيلته المنضمين لصفوف قواته التي وصفها بالمليشيات، ما تسبب بخلاف بينه وبين حفتر".
- بن صويد وأبنائه الثلاثة
وفي 15 أكتوبر/ تشرين الأول 2014، شهدت بنغازي جريمة بشعة، حيث قُتل أب وثلاثة من أبنائه وأُحرق منزلهم، بسبب مشاركة أحد الأبناء في التصدي لرتل تابع لمليشيا حفتر دخل المدينة، عام 2014، وفق العشيبي.
وأوضح العشيبي، أن "قوة تابعة لمليشيا الصاعقة، بقيادة ونيس بوخمادة آنذاك، ومليشيا 204 دبابات، التي كان يقودها المهدي البرغثي، هاجمتا منزل عبد السلام بن صويد".
وأضاف أنهم "استخدموا أنواعا مختلفة من الأسلحة ضد الأسرة، فقتلوا الأب (عبد السلام بن صويد) وثلاثة من أبنائه، ثم أحرقت المليشيا المنزل كاملا بعد اقتحامه".
الناشطة سلوى بوقعيقيص
وفي 25 يونيو/ حزيران 2014، "اقتحم مسلحون تابعون لحفتر منزل الناشطة سلوى بوقعيقيص، بعد توجيهها انتقادات عديدة لمليشيا حفتر، حيث قتلوها وخطفوا زوجها، الذي لا يزال مصيره مجهولا"، وفق ذات المتحدث.