نفى المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، جيمس جيفري، الجمعة، صدور أي تقرير عن وزارة الدفاع ببلاده (البنتاغون) يزعم استفادة تنظيم "داعش" من عملية "نبع السلام" التركية شمال شرقي سوريا.
جاء ذلك في معرض رد جيفري بمقر الأمم المتحدة بنيويورك، عن سؤال من صحفي حول ما قال إنه تقرير للبنتاغون ذكر أن داعش "استفادت" من العملية التركية الأخيرة شرق نهر الفرات.
وقال جيفري إن "ما تشيرون إليه ليس تقريرا للبنتاغون، وإنما تقرير مستقل، وبإمكانهم أن يقولوا فيه ما يريدون قوله".
وأضاف جيفري، في تصريحات إعلامية، أن واشنطن تعمل مع تركيا من أجل حماية الأقليات في المنطقة، وكذلك في الحرب ضد التنظيم.
وتابع أن الولايات المتحدة تريد العمل مع الأمم المتحدة؛ بغية دفع العملية السياسية في سوريا قدما إلى الأمام.
ولفت إلى أن "هناك فرصة لتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2254، الذي يمر الشهر المقبل 4 سنوات على صدوره ولم يحدث تطور كبير".
ويطالب القرار 2254 الصادر بتاريخ 18 ديسمبر/كانون الأول 2015، جميع الأطراف بالتوقف الفوري عن شن هجمات ضد أهداف مدنية، ويحث الدول الأعضاء بمجلس الأمن على دعم الجهود المبذولة لتحقيق وقف إطلاق النار.
كما يطلب من الأمم المتحدة أن تجمع بين الطرفين (النظام والمعارضة) للدخول في مفاوضات رسمية، وإجراء انتخابات حرة ونزيهة تحت إشراف الأمم المتحدة، بهدف إجراء تحول سياسي.
وأكد جيفري أن "الموقف الحالي في سوريا مصدر قلق للجميع"، مشيرا إلى أن واشنطن تعمل مع الأطراف المعنية بغية استقرار الوضع في سوريا، ومحاربة "داعش" في شمال شرقي البلاد".
وأردف قائلا: "لقد رأينا ما حدث في منطقة إدلب (شمالي سوريا) الخميس عندما رأينا إطلاق 21 صاروخا تستخدم عادة في اطلاق أسلحة دمار شامل، وتم توجيهها ضد النازحين داخليا وإحدى المستشفيات؛ ما أدى إلى مقتل 12 شخصا وإصابة آخرين.. ونحن نرى مثل هذه الأمور مرة بعد أخرى وهذا يجب أن يتوقف".
وتابع: "نرى أيضا صواريخ بعيدة المدى يطلقها النظام السوري ويغمض الروس أعينهم عنها، ويقوم بتسهيلها النظام الإيراني؛ ما يهدد أولا وقبل كل شيء إسرائيل، كما يهدد حلفاءنا الآخرين مثل الأردن والسعودية والعراق".
وشدد على أن "الولايات المتحدة تدعم إسرائيل في حق الدفاع عن النفس، وهذا يتضمن حق إسرائيل في تنفيذ هذا الحق، وقد أوضحنا ذلك للروس، وأعتقد أنهم قاموا بإبلاغ النظام السوري بذلك، ولذلك نقول إن الموقف في سوريا هش للغاية ويتطلب اشتباكا أمريكيا كامل".
وردا على أسئلة الصحفيين بشأن مشروعية استراتيجية استيلاء واشنطن على حقول النفط في شمالي سوريا، قال المبعوث الأمريكي: "أعتقد بلا أدنى شك أن هذه عملية مشروعة تماما، ونحن نقوم بذلك لإبعاد هذه الآبار عن سيطرة داعش".
وشدد جيفري على أن آبار النفط "تعود ملكيتها للشعب السوري"، وأن الولايات المتحدة تقوم بالمحافظة عليها باعتبارها أصولا اقتصادية تعود ملكيتها للسوريين.
والشهر الماضي، تعهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعدم السماح لتنظيم "داعش" الارهابي بالاستيلاء على حقول النفط شمالي سوريا.
واتهمت وزارة الدفاع الروسية، عبر بيان، الولايات المتحدة بممارسة "اللصوصية" على مستوى عالمي بعد إعلان نيتها حماية حقول النفط شرقي سوريا.
ونشرت الوزارة صورا عبر الأقمار الإصطناعية لما قالت إنها قوافل من الصهاريج تتجه إلى خارج سوريا، معتبرة أن هذه الصور تدل على أن عمليات استخراج النفط السوري تمت تحت حماية العسكريين الأمريكيين قبل وبعد هزيمة عناصر داعش شرقي الفرات.