في معرض رده على انتقاد بعض المسؤولين الإيرانيين لعملية نبع السلام
دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، نظيره الإيراني حسن روحاني، إلى إسكات الأصوات المزعجة التي تصدر عن بعض المسؤولين الإيرانيين حيال عملية نبع السلام التي أطلقتها تركيا ضد التنظيمات الإرهابية في مناطق شرق الفرات السورية.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده بالعاصمة أنقرة، قبيل مغادرته إلى مدينة سوتشي الروسية للقاء نظيره الروسي فلاديمير بوتين.
وقال أردوغان في هذا الخصوص: "ثمة أصوات مزعجة تصدر من الجانب الإيراني، وكان ينبغي على السيد روحاني إسكاتها، فهي تزعجني أنا وزملائي".
وتابع قائلا: "الحقيقة أن هناك بعض الأصوات الصادرة من إيران تزعجني كثيرا، عليهم أن يتذكروا مواقفي قبل نحو 15 عاما حيال الأسلحة النووية، وقفنا حينها مع الإيرانيين رغم كل الضغوط، والأصوات المزعجة التي تصدر حيال نبع السلام، لا تصدر من روحاني، بل من زملائه".
وأدان أردوغان المسؤولين الإيرانيين الذين يتهجمون على عملية نبع السلام، مشيرا إلى أن مثل هذه التصريحات تطعن التعاون القائم بين تركيا وروسيا وإيران لحل الأزمة السورية.
وكان عدد من المسؤولين الإيرانيين، أعربوا عن رفضهم لعملية نبع السلام التركية، زاعمين أنها تلحق أضرارا بالمدنيين المقيمين في مناطق شرق الفرات.
وعن زيارته إلى روسيا، قال أردوغان إنه سيبحث مع بوتين التطورات في سوريا، مبينا أن أنقرة وموسكو متفقتان عند نقطة محاربة كل أشكال الإرهاب.
وصرح أيضا أنه سيبحث مع بوتين، الخطوات الواجب اتخاذها لإنهاء وجود عناصر "بي كا كا/ ب ي د/ ي ب ك" الإرهابية، في المناطق التي توجد فيها قوات النظام السوري.
وأوضح أردوغان أنه تم حتى الأن، تطهير مساحة ألفين و200 كيلومتر مربع من الإرهابيين في مناطق عملية نبع السلام بسوريا.
وأضاف أن قوات بلاده ستستأنف عملية نبع السلام بحزم أكبر إذا لم تلتزم الولايات المتحدة بالوعود التي قطعتها لتركيا.
وأكد الرئيس التركي أنه لا مكان لـ"بي كا كا/ ي ب ك" في مستقبل سوريا، معربا عن أمله في إنقاذ المنطقة من آفة الإرهاب الانفصالية بالتعاون مع روسيا.
وتابع قائلا: "تم تحييد 775 إرهابيًا منذ 9 أكتوبر/ تشرين الأول، واستشهد 7 من جنودنا الأبطال، و79 من إخوتنا في الجيش الوطني السوري، و20 مدنيًا من مواطنينا جراء هجمات التنظيم الإرهابي".
وحول عودة السوريين للمنطقة الآمنة، قال أردوغان: "ننتظر من كافة البلدان صاحبة الضمير والرؤية إلى دعم هذا المشروع الذي سينهي حنين ملايين السوريين لوطنهم".
وفيما يخص انسحاب الإرهابيين من مناطق بشرق الفرات بموجب الاتفاق التركي الأمريكي، قال أردوغان: "حتى الآن انسحب نحو 800 إرهابي من المنطقة، وهناك نحو 1300 آخرين يواصلون الانسحاب بسرعة، ونحن نراقب الوضع عن كثب".
وجدد أردوغان تأكيده على أن بلاده لن تسمح بتأسيس ممر إرهابي قرب حدودها مع سوريا، وأن عملية نبع السلام تهدف لتطهير المناطق الممتدة من جرابلس إلى الحدود العراقية بطول 444 كلم وعمق 32 كلم، من الإرهابيين.
وأوضح أن الهدف الثاني لنبع السلام، هو توفير إمكانية العودة الطوعية للسوريين إلى بلادهم، مشيرا في هذا الخصوص إلى أن عدد العائدين إلى ديارهم، سيزداد بالتزامن مع استتباب الأمن في مناطقهم.
وأشار إلى إمكانية إعادة مليوني سوري إلى ديارهم، شريطة تعاون المجتمع الدولي لإنشاء المنطقة الآمنة وضم محافظتي دير الزور والرقة إليها.
ولفت إلى أن تركيا وبالتعاون مع روسيا وإيران استطاعت تهدئة الأوضاع في سوريا، وعرقلة حدوث كارثة إنسانية جديدة في إدلب.
وأكد أردوغان أن بلاده وروسيا متفقتان على ضرورة الحفاظ على وحدة الأراضي السورية، مبينا أن نبع السلام ترمي إلى حماية أمن الحدود التركية والحفاظ على وحدة الأراضي السورية في الوقت نفسه.
وتابع قائلا: "عملية نبع السلام أفشلت مخطط إنشاء ممر إرهابي في الشمال السوري، ونأمل عبر التعاون مع روسيا، أن نخلّص منطقتنا من بلاء الإرهابيين الانفصاليين".
وردا على سؤال حول اقتراح الرئيس الفرنسي لتمديد مدة تعليق عملية نبع السلام، قال الرئيس التركي: "لم أتلق من ماكرون اقتراحا بتمديد تعليق العملية، فهو غالبا ما يبحث هذه الأمور مع الإرهابيين".
وتابع قائلا: "لم أتلق عرضا من ماكرون في هذا الشأن والرئيس الفرنسي عادة ما يتناول مثل هذه الأمور مع الإرهابيين، ولعله تلقى هذا المقترح منهم ويريد أن يوصله إلينا بطريقة غير مباشرة".
وأكد أردوغان أن بلاده لا تدير هذه الشؤون المتعلقة بشمال سوريا مع فرنسا، بل مع الولايات المتحدة الأمريكية.
وتطرق إلى احتمال لقائه مع عدد من القادة الأوروبيين قائلا: "تباحثنا مع رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون حول إمكانية عقد لقاء رباعي (أردوغان، جونسون، ماكرون، وميركل) على هامش قمة زعماء الناتو التي ستعقد في لندن مطلع ديسمبر القادم".