أطلقت الشرطة التركية أمس الأربعاء عمليات أمنية موسعة مدعومة بمروحيات جوًّا، في 4 ولايات تركية على رأسها إسطنبول، بهدف اعتقال عدنان أوكتار والمعروف عربيًّا بـ هارون يحيى، بالإضافة 235 من شبكته التي يقدّم نفسه فيها على أنه مفكر ورجل دين.
كما أعلن المدعي العام في إسطبنول، أنّ الأمن التركي ألقى القبض على أوكتار بينما كان يحاول الفرار، حيث اندلعت مواجهات مسلحة بين فريق حمايته وعناصر الشرطة عند مدخل قصره في منطقة بيكوز الراقية في إسطبنول، وظلّ أفراد حمايته يقاومون الشرطة التركية بعض الوقت لتأمين فرار أوكتار. إلا أن فريقًا من القوات الخاصة مدعومًا بمروحيات جوًّا تمكن من إنهاء الاشتبكات والقبض على عناصر الحماية، ومن ثمّ اعتقال أوكتار.
وحسب معلومات أمنيّة، فقد قامت عناصر القوات الخاصة بتفتيش قصر أوكتار وقبض على ما يعرف في الشارع التركي بـ "قطط أوكتار" فتيات يظهرن معه على قناته "A 9" التي تبث جلساته التي تكون عبارة عن رقص بين نساء شبه عاريات، مثيرًا الجدل منذ سنوات في المجتمع التركيّ.
ليس هذه المرة الأولى التي يتعرض فيها أوكتار لاتهام أو اعتقال مباشر، بل منذ تواجده على الساحة الإعلامية لأول مرة في التسعينيات باسم الفكر الديني؛ والشبهات والجدل يدور حوله، حيث ألقي القبض عليه في فضائح جنسية عديدة، وإنشاء منظمة إجرامية.
ويعرف الرجل بكونه مادة إعلامية مثيرة للجدل من خلال مجالسه التي تجمع نساء بلباس شبه عاري، والحديث عن أمور عقائدية مع الرقص أحيانًا والشراب أحيانًا أخرى. كما يعرف بمعاداته نظرية التطور لداروين، حتى أنه ألف كتابًا بعنوان "أطلس الخلق" يردّ من خلاله على نظرية التطور، إلا أن الكتاب كان مادة للنقد والسخرية لافتقاده العلمية في البحث.
العملية الأمنية الواسعة التي انطلقت أمس الأربعاء، شملت إسطنبول، والعاصمة أنقرة، وأنطاليا وموغلا جنوبيّ تركيا فضلًا. واشترك فيها 2000 من عناصر الأمن التركي بعضهم قوات خاصة، ومن أقسام مختلفة بينها شعبة مكافحة الجرائم المالية، وشعبة مكافحة الإرهاب، وشعبة مكافحة جرائم التهريب، وشعبة مكافحة جرائم التنظيم.
وكشفت الشرطة التركية التي اقتحمت قصر أوكتار الفاخر بإسطنبول، عن كم هائل من الأسلحة كانت داخل إحدى غرف القصر، من رشاشات وبنادق وقناص وذخيرة رصاص هائلة عدا المسدسات. ومن جهة أخرى عثرت الشرطة على قطع أثرية كانت مخبأة في قصره، كما وجدة 16 سيارة فاخرة كانت في مرآب القصر.
وأصدرت محكمة الجزاء والصلح التركية قرارًا بفرض حجز على جميع أملاك أوكتار، بعد تلقيها طلبًا من مكتب الادعاء العام بإسطبنول يطالب المحكمة بذلك.
اعتقال عدنان أوكتار وشبكته التي تمّ اعتقال 235 منهم حتى الآن، 129 رجلًا، و106 امرأة؛ صدر بناء على جرائم عديدة يتهم أوكتار وشبكته بارتكابها، وهي:
"الاعتداء الجنسي، اختطاف أطفال او احتجازهم، استغلال الأطفال جنسيًّا، علاقات جنسية مع أشخاص دون سنّ الرشد، الابتزاز، الاعتداء على حرية الآخرين، تجسس سياسي وعسكري، خداع الناس عبر المعتقد والعواطف الدينية، الاحيتال، غسيل أموال، انتهاك سرية الحياة الخاصة لأشخاص، تزوير وثائق رسمية، تحريض الشعب ضدّ الخدمة العسكرية، الإهانة، شهادة زور، معارضة قانون الضرائب، رشوة، منع أشخاص من حق التعليم، إيذاء آخرين، مخالفة قانون حماية الأسرة والعنف ضدّ المرأة".
كشفت مصادر أمنية أنّ 70 دعوة قضائية تم تجميعها ضدّ المدعو عدنان أوكتار، بحقّ 70 شخصًا تتراوح أعمارهم بين 11 و40 سنة، منهم رجال ونساء وفتيات وأطفال.
وحسب أحد المواطنين الأتراك المقيمين في النمسا، فإنه تقدم بشكوى للمحكمة التركية بعدما تفاجأ برؤية ابنتيه الاثنتين في برنامج على قناة عدنان أوكتار المعروفة بـ "A 9"، ليكتشف أن ابنتيه محتجزتان في قصر أوكتار من قبل شبكته.
خبر اعتقال أوكتار لاقى صدى واسعًا في الصحف العالمية لا سيما العربية والإسرائيلية، واللافت أن الإعلام الإسرائيلي قدّم الخبر منتقدًا اعتقال أوكتار، واصفًا إياه بصديق إسرائيل.
حيث نشرت صحيفة ذا جويش برس (The Jewish Press) خبر اعقتال أوكتار تحت عنوان "اعتقال زعيم مسلم وصديق إسرائيل". بينما نشرت صحيفة ذا جورسليم بوست (The Jerusalem Post) الأكثر قراءة في إسرائيل، خبر اعقتال أوكتار بعنوان "هل هي نهاية طريق الصداقة بين أوكتار وإسرائيل؟". أمّا صحيفة هارتز (Haaretz) الإسرائيلية الشهير فقد كتبت عن الخبر تحت عنوان "القبض على زعيم جماعة إسلامية تركي مع حريمه القطط".
كما نشرت صحيفة ذا تايم أف إسرائيل (The Time Of Israel) خبر اعتقال أوكتار ، وتناولت خلال الخبر العلاقة الجيدة بين الأخير وإسرائيل، وعن موافقه المؤيدة لإسرائيل.