
تأسست المكتبة عام 1537 في سراييفو وأُدرجت في سجل "ذاكرة العالم" لدى منظمة اليونسكو عام 2018.

وتأسس هذا الصرح الثقافي عام 1537 من قبل الغازي خسرو بك، حفيد السلطان العثماني بايزيد الثاني، من ابنته سلجوق هاتون، ويعتبر أقدم مكتبة في منطقة البلقان.

وشغل الغازي خسرو بك، منصب أمير السنجق (سنجق بكي) في البوسنة خلال النصف الأول من القرن السادس عشر، وساهم بشكل بارز في تطوير ونهضة سراييفو، وتمكن من تحويلها من بلدة صغيرة إلى مركز حضري وتجاري هام.

وفي سراييفو، تمكن خسرو بك من تأسيس العديد من المعالم العمرانية والحضرية، مثل الجامع الذي يحمل اسمه والمكتبة العمومية وساعة البرج والأسواق والخانات، إلى جانب المدرسة الخسروية.

وأُدرجت المكتبة التاريخية عام 2018 في سجل "ذاكرة العالم" لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو).

ووفقا للبيانات المتاحة في المكتبة، فإنها تحوي مخطوطات نادرة في مجالات العلوم الإسلامية والطبيعية والرياضيات والهندسة وعلم الفلك والطب.

وتعرضت المكتبة لأضرار خلال حرب البوسنة والهرسك بين عامي 1992 و1995، لكن الموظفين فيها حرصوا على حمايتها مضحين بأرواحهم.

وخلال الحرب، قام العاملون بإخفاء العديد من المخطوطات في أماكن آمنة بعيدا عن القصف الذي استهدف المباني ذات القيمة الثقافية. ولكن بعد انتهاء الحرب، أعيدت المخطوطات إلى أماكنها الأصلية.

ويتكون رصيد المكتبة من 100 ألف مادة، بينها ما يزيد عن 10 مادة مخطوطة باللغات العربية والتركية والفارسية والبوسنية، وما بين 9 و10 آلاف وثيقة باللغة التركية.

كما تحتوي حوالي 21 ألف كتاب مطبوع باللغات الشرقية وأكثر من 30 ألف باللغات الأوروبية.

وقال حمزة لافيتش، منسق المجموعات الخاصة في المكتبة، إن المخطوطات تشكل جزءا مهما من المكتبة.

وأشار لافيتش إلى أن الأرشيف الذي تم الاحتفاظ به منذ تأسيس الاتحاد الإسلامي في البوسنة والهرسك عام 1882 متاح أيضا في هذا المكان الأثري.

وأوضح أن هذا الأرشيف "ليس مهما فقط لتاريخ الاتحاد الإسلامي في البوسنة والهرسك، بل يشكل أهمية أيضا لتاريخ المؤسسات في المنطقة على مدى الـ150 عاما الماضية".

وأفاد أن الوثائق الأرشيفية العثمانية تحتوي على نحو 20 ألف وثيقة تغطي الفترة من وصول الحكم العثماني إلى البوسنة عام 1463 وحتى عام 1878.

ومن بين المجموعات الفرعية المهمة في الأرشيف العثماني نحو 800 وثيقة وقفية تصف تأسيس وتطور الأوقاف، وفقا للمسؤول في المكتبة.

وتعتبر الأوقاف العثمانية بمثابة شهادة ميلاد للمدن البوسنية، حيث ساهمت بشكل كبير في التطور الاجتماعي والحضري لهذه المدن، يقول لافيتش.

وقال لافيتش إن المكتبة تحتفظ أيضا بنسخة من كتاب "القانون في الطب" لابن سينا، الذي يعد أحد أعظم الأطباء في التاريخ.

وأضاف: "هذا الكتاب يتألف من 5 مجلدات تجمع بشكل منهجي جميع المعارف الطبية في ذلك الوقت، وهناك أكثر من نسخة له، وتحديدا تفسيراته التي تجذب اهتماما كبيرا".

ولفت إلى أن أقدم آثار المكتبة هو كتاب "إحياء علوم الدين" للإمام الغزالي، الذي كُتب عام 1106.

وذكر لافيتش أن المكتبة تحتفظ بمصحف ملون مزخرف كُتب عام 1849 من قبل مهاجر من داغستان، ويعد من أهم الكنوز الثقافية في البوسنة والهرسك.


مرحبًا، تشكل التعليقات التي تشاركها على موقعنا مصدرًا قيمًا للمستخدمين الآخرين. يرجى احترام المستخدمين الآخرين والآراء المختلفة. تجنب استخدام لغة نابية أو مسيئة أو مهينة أو عنصرية.
كن أول من يترك تعليقًا.