يعتبر وادي "شارين" الواقع على بعد نحو 200 كيلومتر شرق مدينة "ألماتي" جنوب كازاخستان، أحد أكبر وأجمل الأودية في آسيا الوسطى، فضلا عن كونه موطنا لأكثر من 190 نوعا من الحيوانات و1500 نوع من النباتات.
وتعود نشأة الوادي المذهل إلى نحو 12 مليون عام، حيث يُعتقد أنه تشكّل نتيجة انهيار بحيرة قديمة.
ومنذ عام 1964، تم وضع الوادي تحت الحماية البيئية، ليصبح في عام 2004 جزءا من منتزه "شارين" الوطني، الذي تأسس لحماية الموقع الفريد من "العبث البشري".
وسياحيا، يعد وادي "شارين" من الوجهات التي تجمع بين المغامرة والجمال الطبيعي، حيث يستمتع الزوار بتجارب فريدة تجمع بين المناظر والتكوينات الجيولوجية الرائعة والحياة البرية الغنية.
ومع تزايد الاهتمام بهذا الموقع، يشهد الوادي سنويا استقبال أكثر من 50 ألف سائح من مختلف أنحاء العالم، ما يجعله أحد أهم المعالم الطبيعية في كازاخستان وآسيا الوسطى على حد سواء.
ويقارن العديد من الزوار وادي شارين بـوادي الأخدود العظيم "غراند كانيون" الشهير في الولايات المتحدة، نظرا للتشابه بينهما في الحجم والتكوين الجيولوجي.
ويمتد الوادي على طول نهر شارين، حيث تتزين أحجاره بألوان متنوعة تتدرج بين الأحمر والبني والأصفر وحتى الأسود.
وبفعل عوامل التعرية، تبدو بعض صخور الوادي المتهالكة وكأنها منحوتات طبيعية غريبة، لذا تم تسمية بعض أجزاء الوادي بأسماء مثل "وادي القلاع" و"وادي الشيطان" و"وادي الأشباح".
وادي شارين يمتد لمسافة تقارب 154 كيلومترا، ويُعد "وادي القلاع" أشهر أقسامه، حيث يتميز بجدرانه العالية التي تصل في بعض الأماكن إلى 300 متر.
وإلى جانب وادي القلاع، يضم الوادي أربعة أقسام رئيسية أخرى؛ هي وادي الحديد، والوادي الأصفر، والوادي الأحمر، ووادي بستاماق، وكل منها يقدم تجربة فريدة للزوار.
ويتميز الوادي أيضا بتركيبة جيولوجية فريدة تشكلت عبر ترسبات جوية ناتجة عن الرياح أو تأثير البخار البركاني، ما يجعله لوحة طبيعية متغيرة على مدار اليوم والفصول.
وتضفي الشمس عند شروقها وغروبها تباينا ساحرا بين الظلال والألوان، ما يقدم تجربة بصرية فريدة لا تُنسى لسياح المنطقة.
** تجارب ومغامرات فريدة
إضافة إلى جماله الطبيعي، يوفر وادي شارين لزواره مجموعة من الأنشطة الترفيهية والمغامرات، إذ يستمتع الزوار برياضة المشي أو التحليق بالطائرات المروحية للاستمتاع بالمناظر الخلابة من الأعلى.
كما تقدم المنطقة فرصا لهواة المغامرة مثل تسلق الجبال ورياضة التجديف في نهر شارين، مع إمكانية إجراء جولات ليلية تتيح للزوار فرصة استكشاف الوادي تحت ضوء القمر، ما يجعل المكان وجهة سياحية جذابة على مدار العام.
ولعشاق الطبيعة والحياة البرية، يقدم الوادي فرصة لاستكشاف تنوع بيولوجي مدهش، كونه موطنا لأكثر من 190 نوع من الحيوانات التي تأقلمت مع الظروف البيئية الصعبة في المنطقة.
ومن بين تلك الحيوانات، يوجد 62 نوعا من الثدييات، و25 نوعا من الزواحف، و103 أنواع من الطيور، ما يجعل المكان سفاري مفتوحة لمحبي مراقبة الحياة البرية.
** تنوع نباتي استثنائي
ولا يقتصر جمال وادي شارين على الحياة البرية فقط، بل يشمل أيضا تنوعا نباتيا قل نظيره، حيث يحتضن الوادي ما يزيد عن 1500 نوع من النباتات، العديد منها نباتات مستوطنة فريدة لا توجد بأماكن أخرى.
ويعتبر الوادي موطنا طبيعيا لنباتات نادرة تسهم في إثراء التنوع البيئي في كازاخستان، ما يجعله ليس فقط وجهة سياحية، بل أيضا مركزا للبحث العلمي والبيئي.