يتوقع الكثير من الصغار أنه في سنهم هذا سيحصلون على الرعاية والاهتمام الكامل من والديهم، قبل أن تنقلب الأدوار عندما يكبرون ويكبر أهاليهم فيصبحون المعيل والمساعد، ولكن في بعض الأحيان لا يكون هذا هو الحال دائمًا، حيث أن الحياة تسير بالبعض في اتجاه غير متوقع وتضطرهم لتقديم تضحيات كبيرة.هذا ما حدث مع الطفلة الصينية جيا جيا التي لم تتجاوز السادسة من عمرها، والتي أظهرت أنها أقوى وأذكى مما يتوقعه أي شخص في سنها. ذلك عندما أخذت على عاتقها رعاية والدها تيان هايتشنغ، 40 عاماً، الذي أصيب بالشلل من جهة الصدر إلى القدم بسبب حادث سيارة قبل عامين.ولم يكن هذا الحادث الأليم الأول الذي يفجع الطفلة الصغيرة فقد عاشت قبله بشهرين ونصف حادثا أقسى ألما برحيل والدتها وهجرها لبيت الزوجية مع ابنها الأكبر تاركة الطفلة الصغيرة لتحل محلها في رعاية البيت.الطفلة جيا تحملت كامل المسؤولية لرعاية البيت وزادت مسؤولياتها بعد الحادث الأليم الذي تعرض لها والدها والذي جعلها طفلة قوية وذكية إذ تساعده على التحرك بين زوايا المنزل باستخدام رافعة متحركة محلية الصنع وتهتم بإطعامه وعلاجه من الندبات والجروح التي يتعرض لها بسبب قلة الحركة.تبدأ الطفلة يومها مبكراً في السادسة صباحاً فتعمل على دلك عضلات أبيها لمدة ثلاثين دقيقة، ثم تساعده في تنظيف أسنانه وغسل وجهه، قبل أن تشق طريقها إلى المدرسة. وفي فترة غيابها، يعتني جديها المزارعين بوالدها، وعند عودتها تعد له العشاء وتساعده على التجول في المنزل من خلال الرافعة.وتحدثت جيا إلى وسائل الإعلام المحلية عن مهامها اليومي وقالت أنها تقوم به بكل حب ولا تشعر بالتعب على الإطلاق بل أنها تساعده أيضا في حلاقة شعره ولحيته.وكان الأب تيان قد أنشأ حسابا على تطبيق للبث المباشر صور فيه ابنته الصغيرة وهي تهتم به وترعاه بشكل يومي، وجذب الحساب 480 ألف متابع.وفي حديثه لوسائل الإعلام المحلية، أوضح تيان أن زوجته تخلت عنه بعد زواج دام سبع سنوات، وبعد تعرضه لحادث السيارة صنع والده رافعة لتسهيل تنقله داخل المنزل ونقله من الفراش إلى الكرسي المتحرك.