
في إطار زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى إيطاليا كانت سوريا على جدول أعمال المباحثات بين البلدين.
اختتم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان زيارة رسمية إلى العاصمة الإيطالية روما، التقى خلالها رئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني، في جولة سياسية – اقتصادية رفيعة المستوى حملت رسائل استراتيجية على أكثر من صعيد.
وقد رافق الرئيس أردوغان وفد رفيع ضم كلاً من وزير الخارجية هاكان فيدان، ووزير الخزانة والمالية محمد شيمشك، ووزير التجارة عمر بولات، بالإضافة إلى مسؤولين بارزين من مؤسسة الرئاسة، ومجموعة مختارة من رجال الأعمال الفاعلين في ملفات الاستثمار الدولي والطاقة والتكنولوجيا.
منتدى اقتصادي مشترك
على هامش الزيارة، عُقد المنتدى التركي – الإيطالي للأعمال بحضور واسع من مسؤولي الدولة ورجال الأعمال من كلا البلدين، وشهد توقيع عدد من الاتفاقيات المهمة التي تعكس التحول في عمق ومستوى التعاون الاقتصادي.
من أبرز هذه الاتفاقيات، توقيع شركة إسراء القابضة التركية عقد تعاون استراتيجي مع شركة روبنسون الإيطالية لاستقدام تكنولوجيا العزل الزلزالي بنظام النوابض الأفقية، ليكون أول تطبيق من نوعه في تركيا. وقد وقّع الاتفاق رواد رمضان، الرئيس التنفيذي للمجموعة، ضمن مراسم رسمية حضرها مسؤولون من الجانبين.
من جانب آخر، تم توقيع اتفاق مهم بين مجموعة كاليون التركية وعدد من العلامات التجارية الإيطالية الكبرى لتأسيس مركز تجاري ضخم في إحدى المدن التركية الكبرى، من المرتقب أن يشكّل بوابة لترويج منتجات "صنع في إيطاليا" داخل السوق التركي والانفتاح على الأسواق الإقليمية
وفي سياق متصل، تم التوصل إلى تفاهمات في مجالات الطاقة المتجددة، وإدارة النفايات الذكية، والرقمنة الصناعية، في إطار توجه البلدين نحو اقتصاد أخضر وأكثر استدامة.
سوريا على طاولة المحادثات: دعوة تركية للانخراط والاستقرار
على صعيد آخر، عقد رواد رمضان، رجل الأعمال السوري – التركي وعضو الوفد المرافق للرئيس أردوغان، اجتماعًا رسميًا مع رئيس وكالة التجارة الإيطالية. ناقش الطرفان سبل فتح قنوات تواصل اقتصادي مع سوريا، وتمهيد الطريق أمام زيارة مرتقبة لوفد اقتصادي إيطالي إلى دمشق خلال الفترة القادمة.
وقد تلا هذا الاجتماع طرح مباشر من الرئيس أردوغان خلال لقائه مع رئيسة الوزراء الإيطالية، دعا فيه الحكومة الإيطالية إلى تبنّي دور فاعل في دعم الاستقرار السياسي والاقتصادي في سوريا، والمساهمة في جهود إعادة الإعمار عبر أدوات الاستثمار والتنمية المستدامة.
هذه الدعوة وجدت صدى لدى العديد من الحاضرين من الجانب الإيطالي، لا سيما في ظل بحث روما عن فرص جديدة في الأسواق الناشئة ذات الأهمية الجيوسياسية، وسط تحولات متسارعة في موازين الشرق الأوسط.
وفي هذا الصدد، تناولت المباحثات عدة ملفات أخرى كضبط الحدود، ومكافحة الهجرة غير النظامية، بالإضافة إلى قضايا النقل والتجارة عبر سوريا، لاسيما في ظل تطلع تركيا إلى تفعيل الممرات الإقليمية وتعزيز الربط بين موانئ المتوسط والمناطق الداخلية.
تعاون دفاعي متصاعد: بايكار تدخل على الخط
أما من الناحية العسكرية فقد بحث الجانبان سبل تعميق التعاون الدفاعي، حيث جرى الإعلان عن تفاهم مشترك بين شركة بايكار التركية للصناعات الجوية الدفاعية، وعدد من الشركات الإيطالية الرائدة، لتطوير تقنيات الطائرات المسيّرة والتسليح الذكي، مع احتمالية التصنيع المشترك داخل تركيا.
كما ناقشت الوفود الأمنية آليات حماية خطوط الملاحة البحرية في البحر المتوسط، وتعزيز الشراكات الاستراتيجية داخل منظومة حلف الناتو، بما يعكس توافقًا في الرؤية بشأن التحديات الإقليمية في شرق المتوسط وشمال إفريقيا.
40 مليار دولار حجم التجارة المستهدف
أشارت التصريحات الرسمية التي أعقبت المباحثات إلى تطلع البلدين إلى رفع حجم التبادل التجاري الثنائي إلى 40 مليار دولار سنويًا، وذلك من خلال تسريع الاتفاقيات الجمركية، وتوسيع الاستثمارات المتبادلة، وتحفيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص.
والجدير بالذكر أن إيطاليا ثالث أكبر شريك تجاري لتركيا ضمن الاتحاد الأوروبي، مما يجعل العلاقات الاقتصادية بين أنقرة وروما مرشحة لنمو كبير في السنوات القادمة.
مرحبًا، تشكل التعليقات التي تشاركها على موقعنا مصدرًا قيمًا للمستخدمين الآخرين. يرجى احترام المستخدمين الآخرين والآراء المختلفة. تجنب استخدام لغة نابية أو مسيئة أو مهينة أو عنصرية.
كن أول من يترك تعليقًا.