يني شفق

سفير السودان بأنقرة: استعدنا غالبية الخرطوم وقريبا نشكل حكومة تكنوقراط

13:096/05/2025, الثلاثاء
الأناضول
سفير السودان بأنقرة: استعدنا غالبية الخرطوم وقريبا نشكل حكومة تكنوقراط
سفير السودان بأنقرة: استعدنا غالبية الخرطوم وقريبا نشكل حكومة تكنوقراط

سفير السودان في أنقرة نادر يوسف الطيب للأناضول: - العاصمة باتت تحت سيطرة الجيش بشكل شبه كامل باستثناء بعض الجيوب القليلة - قوات "الدعم السريع" تحاول إرسال رسالة للعالم بأنها لا تزال موجودة، لكنها في الحقيقة باتت في موقف خاسر وضعيف - الإعلان عن حكومة تكنوقراط جديدة قريبا وتطبيق خارطة الطريق بشكل كامل لن يتحقق إلا في حال تم "القضاء" على قوات الدعم السريع وإعادة إرساء السلام في السودان - قوات الدعم السريع تمنع المنظمات الإنسانية في الفاشر، بينما بقية مناطق السودان شهدت موسما زراعيا جيدا هذا العام - نشكر الحكومة التركية والشعب التركي على المساعدات الإنسانية المتواصلة التي يقدمونها للسودان


قال سفير السودان لدى أنقرة نادر يوسف الطيب، إن القوات المسلحة السودانية حققت تقدما ميدانيا في مواجهة قوات "الدعم السريع"، وتمكنت من فرض سيطرتها على العاصمة الخرطوم، مشيرا إلى أن الإعلان عن حكومة تكنوقراط في بلاده سيكون قريبا.

وفي مقابلة مع الأناضول قدّم السفير السوداني تقييما حول آخر التطورات في بلاده والمستجدات الميدانية، مشيرا إلى أن العاصمة الخرطوم باتت تحت سيطرة الجيش السوداني بشكل شبه كامل باستثناء بعض الجيوب القليلة، فيما لا تزال قوات "الدعم السريع" تحاول فرض نفوذها من خلال مواصلة استهداف المدنيين.

ويخوض الجيش السوداني و"الدعم السريع" منذ منتصف أبريل/ نيسان 2023 حربا خلفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدر بحث لجامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألفا.

ومؤخرا، بدأت تتراجع مناطق سيطرة "الدعم السريع" لصالح الجيش في عدة ولايات، خاصة في العاصمة الخرطوم، التي استعادت القوات النظامية فيها مقار مهمة مثل القصر الرئاسي، ووزارات حكومية، والمطار، ومقار أمنية وعسكرية.

وفي عموم السودان، لم تعد "الدعم السريع" تسيطر سوى على أجزاء من ولايتي شمال وغرب كردفان، وجيوب محدودة في جنوب كردفان والنيل الأزرق، إلى جانب 4 ولايات في إقليم دارفور.


حصار خانق

واتهم الطيب قوات "الدعم السريع" ارتكبت في 27 أبريل/ نيسان الماضي، مجزرة بحق المدنيين في حي الصالحة بمنطقة أم درمان التابعة للعاصمة، مشيرا إلى أنها أسفرت عن مقتل 31 شخصًا.

وقال الطيب، إن القوات الحكومية "لا تزال تحكم سيطرتها معظم مناطق البلاد، باستثناء إقليم دارفور (غرب)، حيث تحتفظ الدعم السريع بمواقع لها هناك حتى اليوم".

وأشار إلى أن مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، "تتعرض لحصار خانق منذ نحو عامين من قبل قوات الدعم السريع، التي شنت عدة هجمات على المدينة خلال هذه الفترة".

وأكد الطيب أن "الدعم السريع تحاول إرسال رسالة للعالم بأنها لا تزال موجودة، لكنها في الحقيقة باتت في موقف خاسر وضعيف".

وأشار إلى أن "المعلومات المتوفرة تشير إلى استخدام هذه القوات (الدعم السريع) طائرات مسيرة متطورة يتم التحكم بها من خارج السودان، وتستهدف بشكل خاص البنية التحتية، ولا سيما محطات الطاقة في شمال ووسط البلاد".

وقال الطيب، إن هذا الوضع "ترك أثرا كبيرا على حياة السكان المدنيين، ويعد من أصعب التحديات التي تواجههم حاليا".


حكومة تكنوقراط قريبا

وتطرق الطيب، إلى "خارطة الطريق التي أعلنتها وزارة الخارجية السودانية في فبراير/ شباط الماضي، والتي تتضمن حوارا وطنيا، وتشكيل حكومة انتقالية كفؤ، ومراجعة الوثيقة الدستورية، إلى جانب بحث شروط محتملة لوقف إطلاق النار".

وأكد أن "العملية السياسية تسير قدما، وقد وافقت عليها الأحزاب السياسية والمجتمع المدني، وأبدوا ارتياحهم لهذه الخطوات".

وكشف السفير السوداني عن "قرب الإعلان عن حكومة تكنوقراط جديدة (لم يحدد موعدا لذلك)، مؤكدا أن "تطبيق خارطة الطريق بشكل كامل لن يتحقق إلا في حال تم القضاء على قوات الدعم السريع، وإعادة إرساء السلام في السودان".

وفي 9 فبراير الماضي، أعلنت وزارة الخارجية السودانية في بيان، أن "قيادة الدولة" طرحت خارطة طريق لمرحلة ما بعد الحرب تتضمن استئناف العملية السياسية وتتوج بإجراء انتخابات عامة.

وتتضمن هذه الخارطة، وفق البيان، أولا "إطلاق حوار وطني شامل لكل القوة السياسية والمجتمعية، والترحيب بكل مَن يقف موقفا وطنيا ويرفع يده عن المعتدين وينحاز للصف الوطني".

وثانيا، "تشكيل حكومة من الكفاءات الوطنية المستقلة لاستئناف مهام الفترة الانتقالية، وإعانة الدولة على تجاوز تبعات الحرب".

وكذلك "إجراء التعديلات اللازمة في الوثيقة الدستورية، وإجازتها من القوي الوطنية والمجتمعية، ثم اختيار رئيس وزراء مدني لإدارة الجهاز التنفيذي للدولة دون تدخل".

وفي أغسطس/ آب 2019 جرى توقيع الوثيقة الدستورية بين المجلس العسكري برئاسة البرهان آنذاك وتحالف قوى الحرية والتغيير لإدارة فترة انتقالية كان مفترضا أن تنتهي في يناير/ كانون الثاني 2023.

كما تشمل خارطة الطريق، بحسب البيان، "اشتراط وضع السلاح وإخلاء الأعيان المدنية لأي محادثات مع التمرد".

وتتضمن أيضا "عدم القبول بالدعوة لوقف إطلاق نار ما لم يُرفع الحصار عن الفاشر (مركز ولاية شمال دارفور)، علي أن يتبع وقف إطلاق النار الانسحاب من الخرطوم وغرب كردفان وولايات دارفور"، حسب البيان.


مجاعة السودان

وفي تعليقه على تصريحات منسقة الطوارئ في برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، سامانثا شاتاراج بشأن مواجهة نحو 25 مليون شخص في السودان لخطر الجوع الحاد قال الطيب: "الوضع في السودان ليس كما تحاول منظمة الأغذية العالمية تصويره أو الإيحاء به، نحن نعتقد أنه لا توجد مجاعة في السودان".

وأشار إلى "وجود أزمة فعلية في مدينة الفاشر، الخاضعة لحصار قوات الدعم السريع، حيث يعيش نحو مليون نسمة، حيث تعيق هذه القوات وصول المساعدات الإنسانية إلى المواطنين، ما يفاقم معاناتهم".

وقال الطيب، إن "قوات الدعم السريع تمنع المنظمات الإنسانية من العمل في تلك المناطق"، لكنه أشار إلى أن "بقية مناطق السودان شهدت موسما زراعيا جيدا هذا العام، إذ كان الحصاد وفيرا، واستطاع المزارعون في المناطق الآمنة زراعة محاصيل مثل الذرة والدخن، ما عزز وفرة الإنتاج الغذائي.

ولفت إلى أن الحكومة السودانية "تعمل بتعاون وثيق مع منظمات الإغاثة، وقدمت الدعم اللازم لبرنامج الأغذية العالمي وغيره من المؤسسات للوصول إلى المتضررين في مختلف مناطق البلاد".


امتنان لتركيا

وفيما يخص العلاقات مع تركيا، أعرب الطيب عن "شكر بلاده العميق للحكومة التركية والشعب التركي على المساعدات المتواصلة التي يقدمونها للسودان"، مشيرا إلى أن تركيا "كانت من أوائل الدول التي قدمت مساعدات إنسانية عقب اندلاع الأزمة".

وأوضح أن تركيا وبدعم من هيئة الإغاثة الإنسانية التركية (إي ها ها)، أرسلت الأسبوع الماضي سفينة المساعدات الرابعة من ميناء مرسين التركية (جنوب) إلى ميناء بورتسودان (على البحر الأحمر)، وتحمل على متنها 1600 طن من المواد الغذائية والخيام والملابس.

ولفت الطيب، إلى أنه ومنذ بداية النزاع في السودان، "وصلت كمية المساعدات التركية إلى نحو 10 آلاف طن، مضيفًا: "نحن ممتنون جدًا لتركيا. لقد قدمت دعمًا كبيرًا. إنها شريك حقيقي وصادق".

وتحدث السفير أيضا عن دور وكالة التعاون والتنسيق التركية "تيكا" التي افتتحت مكتبًا لها في بورتسودان منذ ديسمبر/ كانون الأول 2024، وتواصل تقديم خدماتها لا سيما في القطاع الصحي بمناطق متعددة.

وكشف عن عزم الخطوط الجوية التركية "بدء تسيير رحلات إلى بورتسودان في يونيو/ حزيران المقبل"، معتبرا ذلك "مؤشرا قويا على مدى التزام تركيا وصدق نواياها في دعم السودان في هذه المرحلة الحرجة".

وختم السفير حديثه بالإشارة إلى أن تركيا "لطالما دعمت السودان سياسيا وحاولت القيام بدور الوساطة لإحلال السلام في هذا البلد"، معربا عن امتنان بلاده لهذه المواقف النبيلة خصوصا في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها السودان.

#أنقرة
#الخرطوم
#السودان
#تركيا
التعليقات

مرحبًا، تشكل التعليقات التي تشاركها على موقعنا مصدرًا قيمًا للمستخدمين الآخرين. يرجى احترام المستخدمين الآخرين والآراء المختلفة. تجنب استخدام لغة نابية أو مسيئة أو مهينة أو عنصرية.

لا توجد تعليقات حتى الآن

كن أول من يترك تعليقًا.

انقر هنا لتلقي أهم الأخبار في اليوم عبر البريد الإلكتروني. اشترك هنا.

بعد إنشاء العضوية تكون قد وافقت على تلقي الإشعارات من مواقع مجموعة ألبيرق الإعلامية وعلى شروط الاستخدام وسياسة الخصوصية