مدينة قيصري التركية شهدت أعمالا استفزازية وتخريبية من قبل أشخاص عنصريين قاموا بحرق المنازل والسيارات والمحلات الخاصة بالسوريين، الأمر الذي كان له دور كبير في تراجع الإنتاج الصناعي والحركة التجارية.
تواصل السلطات التركية ملاحقة المخربين الذين حوّلوا شوارع مدينة قيصري إلى مسرح للفوضى والحرائق، بسبب الأعمال التخريبية وإضرام النيران في منازل السوريين ومحلاتهم وسياراتهم.
ويشار إلى أن المخربين العنصريين أعلنوا نيتهم عن استهداف السوريين في الشوارع وأماكن العمل، ما أدى إلى التزام الشباب السوريين منازلهم حرصا على سلامتهم.
في هذا الصدد، تسبب عدم خروج الشباب السوريين إلى مزاولة أعمالهم اليومية إلى شل الحركة الصناعية والتجارية في قيصري، حيث امتنع نحو 35 ألف سوري عن الذهاب إلى المنطقة الصناعية التي يعملون فيها، لأن حياتهم باتت في خطر بسبب تهديدات العنصريين لهم، الأمر الذي تسبب بتوقف الأعمال في عدد كبير من المصانع.
وأكد محللون أن قيصري من أكبر المدن الصناعية في تركيا، وأن أصحاب المعامل فيها يحتاجون إلى توفر الأيدي العاملة، ولكنهم كانوا يجدون صعوبة في تأمين العمال، قبل مجيء السوريين الذين سدوا هذه الثغرة، ولعبوا دورا محوريا في دفع عجلة الصناعة والتجارة في المدنية.
وفي سياق متصل، تشكِّل العمالة السورية ثلث العمال العاملين في المنطقة الصناعية التي تحتوي على 1605 مصانع، وغالبيتهم يعملون في الأعمال التي لا يرغب بها الأتراك، فعلى سبيل المثال تلقت المدينة الصناعية حوالي 10 آلاف طلب توظيف، ومع وجود حاجة ماسة إلى توظيف أعداد كبيرة من الموظفين إلا أنه لم يقبل بالعمل سوى 1000 شخص فقط من المتقدمين، لأن أغلبهم كانوا يرغبون بالأعمال المكتبية.
من جانب آخر، أفادت السلطات التركية بأن المخربين بلغ عددهم حوالي 100 شخص، وهم دون الثامنة عشرة من العمر، وأن قوات الأمن والشرطة اعتقلت معظمهم ليلة أمس، بينما تستمر في ملاحقة الباقين.
كما كشفت التحقيقات أن المخربين كانوا ينظِّمون أنفسهم من خلال التواصل في خمس مجموعات على تطبيق الواتساب، وكانوا على نية مسبقة في استهداف السوريين.
