كشفت وكالة الاستخبارات الوطنية التركية، شبكة تجسّس إسرائيلية تابعة لجهاز المخابرات الإسرائيلي "الموساد" مكوّنة من 15 شخصًا مقسّمين عبر خمس خلايا منفصلة.
وتمكنت الاستخبارات التركية من إلقاء القبض على كل الأعضاء بتهمة "التجسس الدولي"، بعد أن تعقّبتهم على مدار عام كامل، وتبيّن أنّهم قاموا بتبادل المعلومات مع "الموساد"، وتنفيذ أنشطة تمسّ الأمن القومي التركي.
وأشير إلى أن المهام الرئيسية للشبكة كانت تزويد "الموساد" بمعلومات عن الطلاب الأجانب والمحليين في الجامعات التركية، وبخاصة الفلسطينيين والسوريين الذين يدرسون في مجال الصناعات الدفاعية.
كما طلب منهم أيضًا معلومات عن الفرص والتسهيلات التي قدمتها الحكومة التركية والبلديات للفلسطينيين.
وفي سياق متصل، كان من بين هؤلاء الفلسطيني م.س، والذي كان يعمل لحساب الاحتلال الإسرائيلي، وكان وضعه مريبًا وغريبًا وملفتًا للأنظار.
حيث تم تقديم طلب بلاغ مفقود ضد المشتبه به منذ فترة، وادعى أصدقاؤه أنهم لم يسمعوا عنه قط بعد أن غادر المنزل لأداء صلاة الجمعة.
وحينها بدأ أقارب م.س، الذين ادعوا أنه اختطف من قبل إسرائيل، حملات على وسائل التواصل الاجتماعي، كما اتخذت بعض المنظمات غير الحكومية مبادرات لنشر الخبر عبر وسائل الإعلام المتنوعة.
وظهر والد (م.س) في مقطع فيديو من فلسطين وهو يطالب تركيا بالعثور على ابنه، إلا أن الأمر لم يستغرق وقتًا طويلًا حتى ظهرت الحقيقة، حيث تبين أن م.س، الذي تم اعتقاله مؤخرًا بتهمة "التجسس الدولي" ذهب إلى زيورخ في سويسرا مرتين، والتقى ضباطًا ميدانيين من الموساد الإسرائيلي.
وعلى ذات الصعيد، كُشِف خلال التحقيقات عن اتّصال على نحو متكرّر بين أعضاء الخلية والضبّاط الميدانيين في جهاز المخابرات الإسرائيلي "الموساد"، وذلك عبر وسائل اتصالات سرية وبرامج تشفير إلكترونية، اعتادت منظمة "غولن" الإرهابية استخدامها أيضًا.
وبحسب التحقيقات، فقد حصل أعضاء شبكة الجواسيس على آلالاف الدولارات إزّاء "خدماتهم" ونقلهم للمعلومات الخاصة التي طلبها الموساد الإسرائيلي.
كما كشف خلال التحقيقات عن أن بعض أعضاء الشبكة تم تقديم بلاغ "مفقود" بحقهم للشرطة التركية كي يتمكنوا من العمل والتنقل بسهولة أكبر.