بعد تحرير مدينة شوشا من الاحتلال الأرميني، كان توقيع أذربيجان على اتفاقية السلام برعاية روسية موضع انتقادات كثيرة حيث كانت التساؤلات والقضايا المطروحة الأكثر جدلًا في الشارع السياسي أنه "لماذا جلس الجيش الأذربيجاني على طاولة المفاوضات بينما كان بإمكانه تحرير إقليم قره باغ بأكمله؟"، وحول هذه التساؤلات تحدث الرئيس السابق لمخابرات الأركان العامة التركية إسماعيل حقي بكين إلى يني شفق، موضحًا أهمية الاتفاق بالنسبة لأذريبجان وبين كيف يصب بمصلحتها.
حقق الجيش الأذربيجاني نصرًا تاريخيًا في إقليم قره باغ، المحتل من قبل أرمينيا منذ 28 عامًا، وذلك في أقل من 44 يومًا من بدء الاشتباكات.
وقام الجيش الأذربيجاني بتحرير خمس مناطق من القوات الأرمينية مواصلًا تقدّمه نحو مدينة شوشا الاستراتيجية، التي تقع على بعد كيلومترين جنوب خانكندي؛ ما يسمى عاصمة قره باغ.
وعقب إحراز هذا التقدّم وقّعت أذربيجان، بوساطة روسية، اتفاقية سلام مع أرمينيا، والتي تأتي بمثابة نصر حسب ما أعلن الرئيس الأذري إلهام علييف، حيث يتم بموجبها تسليم باقي المناطق غير المحررة لأذربيجان سلمًا.
وكانت أكثر القضايا والتساؤلات التي أثارت جدلًا بعد توقيع الاتفاق أنه لماذا أبرمت أذربيجان اتفاقًا بوساطة روسية وكان الجيش الأذربيجاني لديه القدرة في تحرير إقليم قره باغ المحتل بأكمله.
وفي السياق ذاته، وحول هذه التطورات والتساؤلات تحدث الرئيس السابق لاستخبارات الأركان العامة التركية إسماعيل حقي بكين إلى صحيفة يني شفق قائلًا: "أبرمت أذربيجان واحدة من أفضل الاتفاقيات فقد حرّرت خمسة مناطق من الاحتلال الأرميني وستأخذ المناطق المتبقية بدون قتال".
وأشار بكين إلى أنّ هناك أماكن في الشمال لم يتم تحريرها بعد، وإنّ مواصلة القتال في تحرير تلك المناطق على الرغم من معارضة روسيا، كان يمكن أن يتسبب ذلك في استمرار الحرب لفترة أطول وربما التدخل العسكري الروسي.
وفي سياق متصل، أكد بكين أنه من أجل التوصل الى اتفاق سلام ستبقى القوات الروسية هناك لمدة 5 سنوات، لكن بعد 5 سنوات سيتم إعادة تقييم الوضع واتخاذ قرارات جديدة وفقًا لذلك.
وعلى الصعيد نفسه، أشار بكين أنه كان يوجد نية لوجود حكومة أرمينية موالية للغرب، ولكن بعد هذه الصراعات لن تكون هناك إدارات موالية للغرب في أرمينيا.
وأكد بكين أنّ روسيا اهتمت بهذه المسألة وقالت لأرمينيا: "إنّ الغرب لم يستطع حمايتك"، وبعد تلك التطورات، ستتصرف أرمينيا بناء على توجيهات روسيا.
وذكر بكين أنّ تركيا وأذربيجان تتعاملان مع الموقف والظرف السياسي في المنطقة بشكل جيد للغاية.
وفي إشارة إلى أنه سيتم فتح خط طريق سريع بين إقليم ناختشيفان وأذربيجان، صرح بكين أنّ هذه نقطة مهمة أخرى تجعل الاتفاقية ذات قيمة.
ويجدر بالذكر أنه قبل الاتفاق، كان الوصول إلى إقليم ناخيتشيفان يتطلب المرور إما عبر إيران أو من خلال أرمينيا، لكن بعد استعادته سيتيح الإقليم لأذربيجان الاتصال الجغرافي مع تركيا من خلال شريط حدودي فاصل بطول 23 كيلومترا، ونافذة عرضها 8 كيلومترات.