بعد التوترات القائمة في شرق البحر الأبيض المتوسط نتيجة الاستفزازات اليونانية المدعومة من فرنسا قد تم فتح باب الدبلوماسية من جديد لإجراء محادثات استكشافية بين اليونان وتركيا ، وبدورهم اصطف العديد من القادة للقاء الرئيس أردوغان.
أشار الرئيس رجب طيب أردوغان أنه سيبقي قنوات الدبلوماسية والحوار مفتوحة حتى النهاية لحل المشاكل في شرق المتوسط مؤكدًا أن تركيا ستكون على الطاولة وفي الميدان دون المساس أو المساومة بحقوق بلاده.
وبدورها انتصرت الدبلوماسية على التوتر القائم في شرق البحر الأبيض المتوسط وضد الاستفزازات اليونانية المدعومة من قبل فرنسا، حيث تم تبني موقف تركيا التي أعلنت عنه بشكل واضح أنها مع الحوار وخفض التوتر رغم كل الاستفزازت.
وعلى الصعيد ذاته، سوف تستمر المحادثات الــ 61 في إسطنبول بالتركيز على اكتشاف وحل المشاكل التي لم يتم حسمها في 60 جولة من المحادثات التي أجريت على مدى 14 عامًا، ومن المتوقع أن يكون الحل بعيدًا الآن بالنسبة للأطراف التي لم تتفق.
ويشار إلى أنه قد عُقدت 60 جولة من المحادثات الاستكشافية بين اليونان وتركيا بين عامي 2002 و2016.
وبدورها ستستمر الاجتماعات بين القوات المسلحة التي يرعاها الناتو لبحث سبل فض النزاع شرق المتوسط وعدم التسبب في وقوع حادث محتمل.
. ويجدر بالذكر أنه تم عقد الاجتماع الفني الخامس بين الوفدين العسكريين التركي واليوناني هذا الاسبوع.
وفي السياق ذاته، ستنعقد الأسبوع المقبل الجولة السادسة من المحادثات العسكرية بين تركيا واليونان التي تهدف إلى القضاء على خطر نشوب نزاع محتمل في شرق المتوسط.
ويبدو أن دبلوماسية الرئيس أردوغان في اجتماعاته مع قادة الاتحاد الأوروبي شخصياً تقترب من تبني أطروحة تركيا حول حل التوترات في المنطقة.
وعلى ذات الصعيد، كان المؤتمر الإقليمي التي شاركت فيه أيضاً جمهورية قبرص التركية، أحد أهم التحركات التركية في دبلوماسية شرق المتوسط في حين أن شكل المفاوضات التي ستبدأ بعد الانتخابات الرئاسية في جمهورية قبرص التركية، هو قيد المناقشة بالفعل.
وتهتم تركيا بالأساس الذي تقوم عليه المصالحة حيث تؤكد الاعتراف بجمهورية قبرص التركية وتقاسم ثروات الجزيرة بشكل عادل.
وبناء على ذلك، فإن أولويات تركيا هي حل المشكلة القبرصية في شرق البحر الأبيض المتوسط.
وعلى صعيد آخر، تسارعت المحاولات الدبلوماسية لإنهاء التوترات بين تركيا واليونان، وقبل قمة قادة الاتحاد الأوروبي، بدأ موظفو الاتحاد الأوروبي والقادة الأوروبيون الاجتماع مع الرئيس أردوغان واحدًا تلو الآخر.
وفي ذات السياق، عقد الرئيس أردوغان قمة ثلاثية عبر تقنية الفيديو مع رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي تشارلز ميشيل والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل .
وأشار البيان عقب الاجتماع أن تركيا واليونان مستعدتان للاجتماع من أجل القيام بمحادثات استكشافية.
كما جاء طلب عقد اجتماع فى نفس اليوم بعد القمة الثلاثية من قبل فرنسا، حيث طلب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إجراء محادثات مع أردوغان، وذكر أردوغان في الاجتماع أنه لا يستطيع تفهم تأييد ودعم فرنسا لمطالب وخطوات اليونان الاستفزازية والجانب القبرصي اليوناني والتي أدى إلى زيادة وتصعيد حدة التوتر.
وفي سياق متصل، أجرى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مساء أمس الأربعاء، مباحثات مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، وأمين عام حلف "الناتو" ينس ستولتنبرغ.
وناقشت المحادثات، التي أجريت بشكل منفصل من خلال المؤتمرات عبر تقنية الفيديو ، الخطوات اللازمة لحل المشاكل، لا سيما في شرق البحر الأبيض المتوسط.
وخلال اجتماعه مع فون دير لاين، تمنى أردوغان ألا تضيع اليونان مرة أخرى فرصة الدبلوماسية كما كان من قبل.
وأشار الرئيس أردوغان، الذي نقل دعوته إلى تقاسم عادل لمسؤولية المهاجرين، أنه يجب على الاتحاد الأوروبي أن يلاحق الانتهاكات التي ترتكبها اليونان والوكالة الأوروبية لحرس الحدود والسواحل ضد اللاجئين وبخصوص إعادتهم إلى تركيا.
وفي الصعيد ذاته، وخلال محادثاته مع ستولتنبرغ، أشار الرئيس أردوغان إلى أن تركيا تؤيد تخفيف حدة التوتر والحوار في قضية شرق البحر الأبيض المتوسط، مؤكدًا أن تركيا أظهرت بشكل واضح وصريح ذلك، ليس بأقوالها فقط بل بأفعالها أيضًا.
وعلى الرغم من تصاعد التوترات والاستفزازات، أكد الرئيس أردوغان أن مسار المحادثات المستقبلية التي تم الإعلان عنها في هذه المرحلة سيعتمد على الخطوات الصادقة لليونان.