تتولى رئاسة وكالة التعاون والتنسيق التركية "تيكا"، تنفيذ العديد من المشروعات في السودان في عدة قطاعات، مثل الصحة والتعليم، وإحياء التراث الثقافي والتاريخي المشترك بين البلدين.
وفي حديث للأناضول، تحدث منسق "تيكا" في الخرطوم بلال أوزدن، عن المشاريع التي تنفذها الوكالة هناك، مبينًا أن السودان دولة مهمة من حيث التراث التاريخي والثقافي المشترك مع تركيا.
ويقول أوزدن، إنه نتيجة لهذه الأهمية افتتح مكتب "تيكا" بالخرطوم، الذي يقف إلى جانب الشعب السوداني، عبر تنفيذ عدد من المشاريع في مجالات كثيرة مثل التعليم، والصحة، والزراعة والثروة الحيوانية، والمساعدات الإنسانية، وإحياء الميراث الثقافي، بهدف تنمية السودان الشقيق.
ويوضح أن "تيكا" أتمت تنفيذ مئات المشروعات حتى اليوم، مثل المستشفى السوداني التركي التعليمي في مدينة نيالا، بإقليم دارفور غربي البلاد، إضافة إلى مشفى آخر لا يزال تحت التنفيذ.
إلى جانب مركز تدريب القابلات في الخرطوم، ومركز "تيكا" للتعليم المهني والفني، وأعمال الترميم في جزيرة سواكن على ساحل البحر الأحمر، وترميم قصر وضريح سلطان دارفور علي دينار، ومشاريع دعم التنمية الزراعية.
** تقارب شعبي
ويذكر أوزدن أن مشروع توزيع البذور والشتلات المستمر من 10 سنوات، ساهم في عودة القرويين وصغار المزارعين إلى حقولهم وبدء الإنتاج من جديد، بعد أن اضطروا إلى ترك قراهم وحقولهم، خاصة في منطقة دارفور.
ويلفت إلى قيام الوكالة بتنفيذ مشاريع للمياه والصرف في الخرطوم ونيالا، لتوصيل المياه النظيفة إلى مئات آلاف الأشخاص.
ويؤكد أوزدن أن للشعب السوداني مكانة خاصة في قلوب الأتراك، كما أن السودانيين يكنون مشاعر الود للشعب التركي.
وبخصوص المشاريع التي تنفذها "تيكا" في قطاع الصحة، يبيّن أوزدن أن المستشفى الذي أنشأته الوكالة في نيالا، يخدم 100 ألف شخص سنويا من السودان ودول الجوار.
وتدعم الوكالة مركز تدريب القابلات في الخرطوم، الذي تلعب خريجاته دورا مهما في الحد من حالات وفاة الأمهات والأطفال أثناء الولادة، كما يجري إرسال المتفوقات منهن إلى تركيا لتلقي تدريب عملي.
وبشأن الأعمال التي تنفذها الوكالة في مناطق عدة، يشير أوزدن إلى انتهاء ترميم قصر سلطان دارفور، وأنه تم تحويله إلى متحف سيفتتح رسميا خلال فترة قصيرة.
ويضيف أن هناك خطة لترميم الضريح، وأن الأعمال لا تزال مستمرة في جزيرة سواكن، التي كانت نقطة عبور مهمة للحجاج المسافرين من شمال إفريقيا عبر البحر، مشيرا إلى انتهاء القسم الأكبر من أعمال ترميم المسجدين الشافعي والحنفي، ومبنى الجمرك.
ويبيّن أن الوكالة تتيح لبعض السودانيين المشاركة في البرامج التدريبية المقامة داخل تركيا في مجالات مختلفة، مثل الزراعة والري، وتدريب مراسلي الحروب، وإرسال خبراء سودانيين إلى تركيا، للتدرب على إنشاء وتشغيل الصوب الزراعية (بيوت محمية).
ويلفت منسق الوكالة إلى استمرار جهود "تيكا" لتوفير أجهزة النانو تكنولوجي، إلى "مدينة إفريقيا التكنولوجية".
وفيما يخص أنشطة مركز التعليم المهني والفني، الذي أنشأته الوكالة، يقول محمود تمل، منسق مركز تدريب المعلمين بمركز التدريب المهني والفني بالخرطوم، إن المركز بدأ أعماله عام 2013 بدعم "تيكا" بهدف توفير تدريب على مستوى عال لخريجي الجامعات والأكاديميين.
ويضيف أن المركز يقدم تعليما متميزا في 10 أقسام هي: الميكاترونيك، والإلكترونيات، والكهرباء، والسي إن سي (هندسة آلات التحكم الرقمي)، ولحام الحديد، والموبيليا، والتكييف، والحاسب الآلي، وصناعة الملابس، والسياحة والفنادق.
ويلفت إلى أن المركز سيفتتح قريبا فصولا للتدريب في مجالي الطاقة الشمسية والآلات الزراعية.
ويشير "تمل" إلى أن المركز يعد واحدا من أهم مشاريع "تيكا" في السودان، وأنه يتلقى رغبات كثيرة للالتحاق من داخل البلاد، وعدة مناطق في إفريقيا.
ويتابع: "نقدم تدريبا للمدربين القادمين من أماكن مختلفة في قارة إفريقيا، ولقد تخرج في المركز أكثر من 5 آلاف شخص".
بدورها، تقول سناء كامل، المدربة بقسم صناعة الملابس الجاهزة، إن المركز يتيح للمتدرب الذي لا يمتلك أي معلومات أو خلفية عن المجال، أن يصل مستوى يمكنه من فتح مكان للعمل.
وتفيد "كامل" أن المركز يعد فرصة كبيرة للسودانيين، وأن الخريجين يمكنهم العودة في أي وقت للاستفادة من خبرات المركز.
أما محمود فاروق، المدرب بقسم الكهرباء، فيقول إن مركز تدريب "تيكا" فتح أبواب الرزق للشباب السوداني، وإنهم يتواصلون دائما مع الخريجين ويتابعون تطورهم.