أعرب المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالن، عن إدانة ورفض بلاده، للإعلان الأمريكي الأخير بشأن اعترافها بالمستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفسلطينية.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقب اجتماع للحكومة في المجمع الرئاسي بأنقرة الثلاثاء.
وأوضح أن اجتماع حكومة بلاده تناول قضايا عدة، أبرزها الملف السوري وإنشاء منطقة آمنة، وزيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان واشنطن الأسبوع الماضي، ومشاركته في قمة حلف شمال الأطلسي (ناتو)، المقرر عقدها في لندن يومي 3-4 ديسمبر/كانون الأول المقبل.
وحول الموقف الأمريكي الذي اعتبر المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية غير مخالفة للقانون الدولي، قال قالن: "هذا قرار مؤسف. نرفض إعلان واشنطن بشأن المستوطنات لضربه القانون الدولي وحقوق الفلسطينيين عرض الحائط".
وتابع: "نشاهد المشاكل الكبيرة الناتجة عن النهج الذي يقدم أراضي بلد آخر كما لو أنها لإسرائيل. طرح هذا الموضوع (القرار) على جدول الأعمال لن يسهم في السلام والاستقرار في الشرق الأوسط".
وتابع: "أود التأكيد مرة أخرى على أننا ندين ونرفض هذا القرار".
وشدد على رفض تركيا المطلق لاحتلال الأراضي الفلسطينية بأي شكل، سواء في الضفة الغربية أو القدس أو غزة.
وأضاف: "سنواصل دعمنا للشعب الفلسطيني وقضيته المشروعة لنيل حريته وتحقيق حل الدولتين".
وبخصوص قمة الناتو والقمة الرباعية حول سوريا، قال قالن إن قمة رباعية حول سوريا ستعقد بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وزعماء فرنسا وألمانيا وبريطانيا عقب قمة حلف "الناتو"(3-4 ديسمبر/كانون الأول في لندن).
واستذكر أن الاجتماع التحضيري للقمة عقد في إسطنبول بمشاركة وفود من الدول الأربعة في 8 أكتوبر/تشرين الثاني الماضي.
وأضاف قالن: "سيقوم الرئيس بالتحضير الجاد لقمة الناتو وسيقدم رسائل مهمة متعلقة بمهمة ورؤية الناتو وموقعه في القرن الحادي والعشرين وأنشطته المستقبلية".
وأوضح أنه من المخطط أن تتناول القمة الرباعية العلاقات الثنائية لتركيا مع الدول الثلاثة خاصة ومع الاتحاد الأوروبي عامة، إلى جانب مواضيع سوريا ومكافحة الإرهاب، وغيرها.
وأكد مواصلة بلاده محاربة الإرهاب في الداخل وشمالي العراق وشمالي سوريا، محققة نتائج فعالة.
وحول سوريا، جدد قالن دعوة تركيا إلى واشنطن وموسكو للإيفاء بالتزاماتهما بشأن اتفاقات المنطقة الآمنة شرق الفرات بسوريا.
ولفت متحدث الرئاسة إلى أن تنظيم "ي ب ك" لا يرغب في الواقع في انتهاء "داعش" وذلك لأنه يرغب في استخدامه كأداة لإضفاء شرعية لنفسه.
من ناحية أخرى قال قالن: "نتابع بأسف استمرار حملات التضليل الإعلامي والتحريف لتشويه نجاح عملية "نبع السلام".
وتابع: "لابد أن التاريخ سيسجل، توجيه نبع السلام مع عمليتي درع الفرات وغصن الزيتون، ضربة قاصمة، للإرهابيين الذين كانوا يريدون إنشاء دولة على حدودنا الجنوبية".
وأكد على مواصلة بلاده الأنشطة الرامية لإعادة الحياة إلى طبيعتها في منطقة عملية "نبع السلام".
واستطرد: "نرى جميعا قيام العناصر الإرهابية بهجمات انتحارية وإطلاق نيران وتحرشات، لا يمكن قبولها إطلاقا. هناك مسؤولية تقع على عاتق روسيا والولايات المتحدة لمنع ذلك".
وبين أن الوضع في إدلب لا يزال حساسًا وأن اللقاءات مع السلطات الروسية مستمرة.
وأضاف: "هناك مسؤولية كبيرة تقع على عاتق السلطات الروسية لمنع تحرشات النظام السوري، لأن اتفاق منطقة خفض التصعيد في إدلب لا يزال ساريًا".
وتابع"الحفاظ على الوضع الراهن بإدلب يحظى بأهمية كبيرة لمنع حدوث أزمة إنسانية جديدة فيها".
وأوضح أن اللجنة الدستورية لسوريا عقدت اجتماعها الأول مطلع نوفمبر/تشرين ثاني الجاري، مبينا أنها ستعقد اجتماعها الثاني نهاية الشهر ذاته.
وبخصوص زيارة أردوغان إلى واشنطن، قال قالن: "الزيارة كانت ناجحة بالنسبة لنا، لأنه عبرها طرح رئيس بلادنا مواقف تركيا بشكل واضح".
وأوضح أن لقاء الجانبين تناول بشكل مفصل مواضيع منظومتي "إس-400" و"باتريوت"، و"مقاتلات إف-35"، والتعاون في مجال الصناعات الدفاعية وحجم التبادل التجاري بين البلدين.
وبين أن أردوغان عبر خلال لقائه أعضاء في مجلس الشيوخ الأمريكي، عن وجهات نظر تركيا ومواقفها ومخاوفها الأمنية وتوقعاتها بشكل واضح.
وبشأن منظومة إس-400 الروسية، أكد متحدث الرئاسة التركية، أن التراجع في هذا الموضوع غير وارد، وأن الصفقة قد تمت.
ولفت إلى أن "منظومة إس-400 لا تشكل تهديدا وجوديًا لبرنامج F-35 كما يُزعم. من الممكن حل هذا الأمر تقنيًا وسياسيًا، طالما كانت هناك إرادة للقيام بذلك".
وتابع: "منظومة إس-400 لا تشكل تهديدا لأنظمة الدفاع الجوي للناتو الموجودة لدينا أو في منطقتنا".
وأكد أن عضوية تركيا في الناتو لا يمنعها من إقامة علاقات مع روسيا والصين.