عبر دورة استمرت نحو 3 شهور، استهدفت تمكين المتدربين البالغ عددهم 26 متدرب ومتدربة، من قراءة الوثائق العثمانية وفهمها والبحث فيها، وتمكينهم من ترجمتها إلى اللغة العربية
احتفل مركز "حرمون للدراسات المعاصرة" بمدينة إسطنبول التركية، الجمعة، بتخريج أول دفعة من المتدربين على قراءة "الأرشيف العثماني".
الدورة التي استمرت نحو 3 شهور، استهدفت تمكين المتدربين البالغ عددهم 26 متدرب ومتدربة، من قراءة الوثائق العثمانية وفهمها والبحث فيها، وتمكينهم من ترجمتها إلى اللغة العربية، أو إعادة كتابتها باللغة التركية بالحروف اللاتينية.
وفي كلمة خلال افتتاح حفل تسليم الشهادات، قال مدير مركز "حرمون"، سمير سعيفان، إنه كان من أحد توجهات المركز تعليم قراءة الأرشيف العثماني، الذي يعد من أهم أغنى ثلاث أرشيفات في العالم.
وشدد سعيفان، على أن الوثائق العثمانية تشكل إمبراطورية واسعة، يتضمن جزء كبير منها الوطن العربي.
وأشار إلى أن لهذه الدورة دور كبير في الحفاظ على الوثائق العثمانية، لا سيما بعد استخدام اللغة التركية للأحرف اللاتينية بدلاً من العربية، مما بنى حاجزا منع من قراءة هذا الأرشيف.
من جانبه، تحدث كمال خوجة، مدرب قراءة الأرشيف العثماني، عن اهتمامه الكبير والقديم بنقل هذه المعرفة لطلاب يحافظون على الأرشيف العثماني، ما دفعه إلى عرض المشروع على عدة أشخاص ومسؤولين، ليحظى باهتمام مركز حرمون، الذي بدأ بإعطاء هذه الدورة للطلاب التي استمرت لمدة ثلاثة أشهر متواصلة.
وقال في كلمة له، إن عدد الوثائق العثمانية التي تخص العالم العربي تبلغ أكثر من 100 مليون وثيقة، تشمل تاريخ 50 دولة من بلاد البلقان حتى شمال إفريقيا، من بينها 140 ألف صفحة تخص دولة فلسطين.
وتابع خوجة، "تم ترجمة 50 ألف وثيقة عثمانية منذ 1993 وحتى 2019، وهذا العدد لا يساوي قطرة من ماء، ولا يوجد مختصون بتعليم قراءة هذا الأرشيف سوى أنا والأستاذ فاضل بيات، ما يعني أن هذا الأرشيف مهدد بالضياع".
وكمال خوجة، تركي من أصل سوري، حائز على إجازة في الشريعة بجامعة دمشق عام 1975، أسس القسم العربي في وكالة إخلاص للأنباء، ووكالة جيهان للأنباء التركيتين، وترجم أكثر من 50 ألف وثيقة وترحم العديد من الكتب العثمانية إلى اللغة العربية.
من جانبها، قالت المتدربة سمر باره، في حديثها للأناضول: "بدأت بمحاولة الاطلاع على الأرشيف العثماني واستخراج الوثائق العربية منها منذ خمس سنوات، وجاءت هذه الدورة لتوجهني إلى الطريقة الصحيحة لقراءة الوثائق بكافة أنواع خطوطها".
ولفتت باره، إلى أنها تعلمت من خلال دورة التدريب هذه قراءة الوثائق بلغة الرقعة والنسخي والديواني، وكانت أصعب الخطوط تعليماً هو خط (السياقات)، إذ يجب أن تُفهم الوثيقة من سياق الكلام.
وأضافت أن هذه الدورة سهلت عليها ربط الوثائق العثمانية لأي موضوع له علاقة بالتاريخ العثماني بمختلف المجالات الاقتصادية والسياسية والتاريخية.