جناق قلعه.. أكثر الانتصارات دموية عبر التاريخ

Ersin Çelik
16:5318/03/2017, السبت
تحديث: 18/03/2017, السبت
يني شفق
جناق قلعه.. أكثر الانتصارات دموية عبر التاريخ
جناق قلعه.. أكثر الانتصارات دموية عبر التاريخ

كانت جبهة جناق قلعه منن الجبهات التي اشتعلت في أوائل القرن العشرين، حيث ظنت دول الحلفاء أنها انهت القوات التركية بالكامل على الجبهة، وبدأت بانزال بحري واسع على الجبهة في تاريخ 18 مارس 1915، ولكن خاب ظنهم وكان هذا الانزال بمثابة الكارثة الكبيرة بالنسبة لهم.



كيف كانت الاستعدادات؟



لقد توقعت الدولة العثمانية أن هجوما كبيرا سيكون على مضيق جناق قلعه بشكل أو بآخر، ولهذا الأمر فقد بدأت بالإستعدادات من شهر آب 1914، حيث تم تقوية الخنادق والمراكز، وتم تقوية الجبهة بعدد كبير من المدافع، وبينما كان عدد المدافع 24 مدفعا فقط، تم رفع هذا العدد إلى 64 مدفعا بحلول شهر شباط 1915.



وإلى جانب هذا الأمر، فقد تم تقوية خط المضيق بالألغام المائية، حيث تم وضع 10 صفوف من الألغام في المضيق بما مجموعه 300 لغم بحري، وتم إنشاء مدافع ثابتة ومتحركة من أجل ضرب سفن العدو التي تحاول كشف الألغام، كما تم وضع الكشافات على مناطق كبيرة في المضيق.



وتم تجهيز مدافع وهمية من أجل تضليل العدو عن المدافع الأصلية، وكانت هذه المدافع الوهمية عبارة عن مداخن المدافئ التي تم حرق الأعشاب فيها ليظن العدو انها مدافع تقوم بإطلاق النيران، وتم تثبيت 5 ألوية على الشريط الساحلي الممتد من منطقة ازنه الى خليج سوروس والتي يبلغ طولها 140 كم.



لقد كانت منطقة جناق قلعه من أهم المناطق الجيوبوليتكية، ويمكن من خلالها الوصول إلى مناطق كثيرة مختلفة حول العالم، وخلال الحرب التي استمرت سنة كبيرة كتب الأبطال الأتراك حكايات تكتب بماء الذهب كتبوها بدمائهم، لقد ظن الحلفاء أنه يمكنهم هزيمة الجيش التركي بالجنود الذين احضروهم من مناطق مختلفة من البلدان التي استعمروها، ولكن حين دقت ساعة الصفر لم يجر الأمر كما كان بحسبان الحلفاء، وحين سمع المسلمون الهنود الذين كانوا مخدوعين ويحاربون في صفوف الانجليز الاذان من قلب صفوف الجيش التركي صاروا يرسلون رسائل مكتوبة ملفوفة بأحجار، وحين رد عليهم الجيش التركي بالرسائل فهموا اللعبة، لقد خدعهم الانجليز وقالوا انهم يحاربون الاتراك لان الاتراك يقومون بقتل النصارى والمسيحين، ولكن حين وصل هؤلاء الهنود وقرأوا رسائل الأتراك فهموا اللعبة، وعرفوا انهم هم المهاجمين لا الأتراك، وحين عرف بعض المسلمون المتواجدون في صفوف الانجليز اللعبة قاموا بمحاولة تغيير صفوفهم والانتقال الى صفوف الجيش التركي، وفي هذه الأثناء يقوم مسلم افريقي بمحاولة الزحف من الجانب البريطاني الى الجانب التركي ولكن يقتل عن طريق الخطأ، وحين يقوم الجنود بتدقيق جثته يرون المصحف الشريف، ويتم وضع المصحف الملطخ بالدماء في المتحف العسكري، ويطلق على هذا الانتصار: الانتصار الأكثر دموية على وجه الأرض.



وفهموا أخيرا استحالة عبور جناق قلعه



لقد كان الفرنسيين والبريطانيين يحاولون تقليل مدة الحرب العالمية الاولى، وكان الطريق الوحيد لهذا الأمر هو عبور جناق قلعه، كانوا يريدون بهذه الطريقة أن يجعلوا الدولة العثمانية خارج الحسابات، وسيوصلون المساعدات اللازمة الى حليفتهم روسيا، وبهذه الفكرة بدأوا بالعمل منذ 19 شباط 1915، وصاروا يقصفون المواقع التركية حتى ظنوا أنهم دمروا كافة المواقع التركية حتى تاريخ 18 مارس 1915 وبدأوا حينها في محاولة عبور المضيق والانزال على جناق قلعه، ولكن هذا الامر جعلهم في كارثة حقيقية، حيث اضطر الاسطول الى الانسحاب بعد غرق عدد كبير من السفن الكبيرة، وفهموا بعد محاولة الانزال الفاشلة انهم لن يتمكنوا من عبور جناق قلعه ابدا.







250 ألف شهيد...



ورغم ان جناق قلعه كانت ساحة معركة واحدة من الحرب العالمية الكبيرة، الا انها كلفت كافة الاطراف المنتصرة والخاسرة خسائر كبيرة، حيث قتل 300 الف جندي من المخ=تلين الذين كان عددهم الاجمالي 490 الف جندي، بينما استشهد 250 الف جندي من الجيش العثماني الذي كان عدده الاجمالي 315 الف جندي، لقد كانت معركة جناق قلعه معركة لم تشهد لها مثيل حتى ذلك التاريخ، وقد مات فيها ما يقارب نصف مليون انسان شاب من كافة الأطراف.



صور من ارشيف القوات المسلحة التركية لانتصار جناق قلعه



وقامت القوات المسلحة التركية عبر حسابها الرسمي على فليكر بنشر صور ارشيفية لمعركة جناق قلعه.



احتفالات 18 مارس



تقام احتفاليات كبيرة في تركيا كل تاريخ 18 مارس في كل عام، ويسمى هذا اليوم بيوم الشهداء لارتقاء عدد كبير من الشهداء في ذلك اليوم اثناء دفاعهم عن أرضهم، ويشارك في هذه الاحتفالية كافة أركان الدولة والضباط وقادة الجيش، وتقدم المقاتلات التركية طلعات استطلاعية في هذا اليوم.



ويتم الانتهاء من الاحتفالية في كل عام بالدعاء للشهداء.



#جناق قلعه
#القوات التركية
#الحرب العالمية الاولى