- توسعت السياحة الطبية في تركيا إلى اختصاصات عديدة منها العمليات الكبرى فضلا عن معالجة العقم بوسائل وتقنيات حديثة- معالجة العقم وتلقيح طفل الأنابيب اختصاص جديد يلقى رواجا كبيرا من المرضى خاصة مع تطور التقنيات المستخدمة
بعد امتلاكها مواصفات عديدة متميزة، حققت تركيا مركزا هاما في مجال السياحة الطبية في العالم، وهو ما رفع أعداد الوافدين إليها بغرض تلقي العلاج والسياحة في آن واحد.
وتتنوع الخدمات المقدمة لزائري تركيا بغرض العلاج، حيث هناك تسهيلات بالحصول على تأشيرات الدخول، وتوفر رحلات جوية لدى الخطوط الجوية التركية التي تصل كافة أنحاء العالم.
ويضاف لما سبق مميزات ترتبط بالبرامج المتكاملة من علاج وسياحة، والخدمات المتوفرة في النقل، والترجمة لكافة اللغات، والأهم من ذلك سهولة التنقل، وتنوع البلاد سياحيا وثقافيا وتاريخيا، وتقدم الطب الكبير وفق المقاييس العالمية، والأسعار المنافسة.
**اختصاصات جديدة
واستهدفت تركيا في السنوات العشر السابقة بشكل كبير زراعة الشعر، لتدخل لاحقا في اختصاصات أخرى متنوعة، منها عمليات التجميل، ومعالجة حالات العقم وأمراض السرطان، وإجراء العمليات الكبرى.
ونتيجة لتوفر المشافي الحديثة المتطورة، والكفاءات الطبية، فإن المرضى يتوافدون لتركيا من مختلف الدول العربية والأوروبية، خاصة من منطقة الشرق الأوسط للارتباط الثقافي والتاريخي المشترك.
وفي تصريحات سابقة للأناضول قال "ياووز يليق"، رئيس جمعية "تستود – TESTUD" للسياحة العلاجية في تركيا، إن منشآت الينابيع الحارة فقط في البلاد استقبلت في 2019 حوالي 3 ملايين زائرا، 750 ألف منهم من الأجانب، فيما وصلت عائدات هذه المنشآت مليار دولار.
واستقبلت تركيا العام الماضي أكثر من 52 مليون سائح من مختلف دول العالم، محققا بذلك المرتبة السادسة على مستوى العالم ومحققة نموا تجاوز 14٪ مقارنة بالعام السابق.
** تقنيات متطورة
البروفسور محسن بالبان، اختصاص مسالك بولية وعقم الرجال، مالك شركة "آندرو فريت" والمختص من أمريكا وسويسرا، أفاد للأناضول أن "السياحة الطبية زادت في الفترة الأخيرة وخاصة في السنوات الأخيرة الثلاث من أجل العمليات الكبيرة، وأمراض السرطان، وزراعة الكلية، ومعالجة العقم".
وأضاف بالبان وهو أيضا وكيل شركة "بروكريا" السويسرية، "كانت عمليات زراعة الشعر، من قبل السائحين العرب، أكثر شيوعا، ولكن الزوار حاليا من كل دول العالم يقصدون اختصاصات أخرى".
ولفت أن "تركيا بلد يقدم مجموعة مميزات، منها الحصول على تأشيرات سريعة، وعندما يأتي المريض لم يعد يعاني من حاجز اللغة، وبالمطار تنتظره سيارة تقله مباشرة للمستشفى لعمل الفحوصات اللازمة بأقصى سرعة، والكادر متميز وكأن المريض في أوروبا".
كما شدد على أن "الطب تحسن في السنوات الأخيرة، والقطاع الخاص قوي والتطور التقني متقدم كما الغرب... ما يجعل المريض يحصل على خدمات متميزة ومناسبة".
** معالجة العقم
بالبان تحدث أنه "في العام السابق بدأت السياحة من أوروبا تأتي أكثر من فرنسا وألمانيا وبريطانيا بسبب الأسعار المناسبة، والنتائج الجيدة، والتكنولوجيا العالية، فيأتي للعلاج والسياحة والتعرف على الثقافة والأطعمة التركية فيجمع السياحة بالتداوي".
وأضاف "في الزمن الجديد نجد أن 20٪ من الرجال يعانون من العقم، نتيجة مشاكل صحية، في المقابل نرى تعرض النساء للعقم بنسبة 40٪، فنعمل على تجاوز هذه الحالات لديهم والوصول إلى الولادة الطبيعية، ورفع جودة الحيوانات المنوية وتسريع التلقيح".
وتابع "كما نعالج مشاكل ضعف الانتصاب و40٪ من الرجال بعد سن الأربعين يعانون من ذلك، فنعمل على علاجهم عبر البلازما، والدعائم إن كانت هناك مشاكل بالشرايين حسب حالة كل مريض".
** تقنيات حديثة
بالبان فصّل التقنيات الحديثة والأساليب المتبعة في (معالجة العقم) مبينا أن "هذا المجال تطور، وتأتينا تساؤلات عنه من الدول العربية، حيث أن الطريقة المتبعة حاليا هي أخذ خزعة من أجل التلقيح وتظهر بها نسبة قليلة جدا من النطف، لكن في تركيا يتم فحص الخزع عبر الميكرسكوب، ويتم الوصول إلى نتائج إيجابية بنسبة 65٪".
وأردف أن هذه النتائج "تؤكد الحصول على نتائج إيجابية، وهناك فرصة للحصول على طفل الأنابيب، والطب تقدم ويمكن الوصول لحلول بدون هرمونات".
ولفت الطبيب المتحدث بالعربية "بعض المرضى يشعر بالحرج لكن عندما يتواصلون معي أسعى لتهدئتهم والتعامل مع صحتهم وفهم حالتهم ومعالجتها، وأكثر من 90٪ من الحالات هناك علاج لها".
وحول التقنيات المستخدمة أوضح "هناك طريقة صدمة موجية للشرايين لتجديد الخلايا، وأدوية من بلازما دم المريض نفسه، وهو ما يستفاد منه، لكن من يعاني من أمراض وعمره متقدم يتم وضع دعامة تكون حلا لمشاكل يعانون منها".
وختم بالقول "حاجز اللغة تم تجاوزه منعا للإحراج بالحديث مع الحالات بالعربية مباشرة، إضافة لوجود مترجمين".
وقال وزير الصحة التركي فخرالدين قوجا، في تصريحات سابقة، إن الحكومة التركية تريد تسجيل السياحة الطبية في تركيا كعلامة تجارية، بعد أن حقق قطاع السياحة الطبية تطوراً كبيراً جداً خلال السنوات الـ18 الأخيرة بما يشبه الثورة.