واقترح خبراء إقامة مراكز مؤتمراتٍ جديدة وقاعات مؤتمرات ومراسي وفنادق جديدة بقرب القناة والبوسفور، مؤكدين أن الزخارف السلجوقية الأناضولية ستساهم في جذب السياح. وأضافوا أنه بمجرد الانتهاء من المشروع، سيضمّون القناة إلى إعلاناتهم وكذلك البوسفور. بحسب ترك برس.
وأكدوا على أن مشروع "غالاتابورت" الذي تم تنفيذه في المنطقة التاريخية في إسطنبول، كاراكوي، ليس كافيًا، ويجب البدء في أقرب وقت ممكن في العمل على ميناء الرحلات البحرية الجديد في ينيكابي. ليشكل الثلاثي: مطار إسطنبول الجديد، وميناء ينيكابي، وقناة إسطنبول، مشروعًا متكاملًا سيساعد السفن السياحية في الذهاب إلى البحر الأسود وبالتالي زيادة الرحلات البحرية والسياحية في منطقتي مرمرة والبحر الأسود.
منع التلوث
وقد أوجد مشروع القناة اهتمامًا كبيرًا في قطاع السياحة، وفقًا لما ذكره الأمين العام لرابطة وكالات السفر التركية (تورساب TÜRSAB)، تشيتين غورجون، الذي قال إن البوسفور سيُستغل بشكلٍ أكثر نشاطًا في السياحة حالما يكتمل المشروع.
يقول تشيتين: "مع دخول قناة إسطنبول حيز التنفيذ، لن تتمكن الناقلات الكبيرة من استخدام البوسفور، مما سيؤدي إلى تقليل حركة المرور عليه ومنع التلوث، بالإضافة إلى زيادة رحلات اليخوت والقوارب".
وأكد تشيتين على أن الرحلات البحرية سوف تتم بسهولةٍ أكبر مع إتمام المشروع، مما يشير إلى أن القناة ستساهم بشكلٍ كبير في عائدات السياحة بإسطنبول، فالسائح في هذا النوع من الرحلات ينفق ثلاث أضعاف ما ينفقه السائح العادي على الأقل.
عدد الزوار سوف يصل إلى 50 مليونًا
يقول فيروز باغليكايا، الرئيس التنفيذي لشركة (ديتور) إحدى أكبر وكالات السفر في تركيا: "هناك الكثير من الأمور التي ستتغير بالنسبة لإسطنبول وتركيا مع افتتاح المشروع التركي الكبير قناة إسطنبول".
وأشار فيروز إلى أن انتباه العالم سيتوجه إلى تركيا بمجرد دخول القناة حيز التنفيذ. حيث يقول: "مع عائداتٍ قدرُها 100 مليار دولار و1.5 مليون وظيفة جديدة ضمن خمس سنوات، سيسهم المشروع بشكلٍ كبيرٍ في تعزيز دور إسطنبول وبالتالي تعزيز بلادنا".
وقال فيروز إن إسطنبول لديها القدرة على استضافة نحو 25 مليون سائح، وقد رحبت المدينة بنحو 11 مليون سائح في عام 2017. ويضيف: "في غضون خمس سنواتٍ من بدء القناة بالعمل، سوف يصل عدد سياح إسطنبول إلى 50 مليونًا، ونتوقع لها أن تكون المدينة الأكثر زيارةً في أوروبا".
وبفضل قرب القناة من مطار إسطنبول الجديد الذي سيتم افتتاحه هذا العام 2018، أكد فيروز على أن موقع القناة سيصبح محطَّ اهتمام المستثمرين أيضًا.
وأضاف: "جنبًا إلى جنبٍ مع موانىء اليخوت والمناطق الرياضية والثقافية ومراكز التسوق والمعارض التي ستقام داخلها، سيكون للمشروع مساهمةٌ كبيرةٌ في زيادة دخل الفرد من السياحة لأنها ستصبح مركز جذبٍ للأجانب ذوي الدخل المرتفع وستصبح إسطنبول نجمة السياحة العالمية من خلال تحقيق بعدٍ جديدٍ تمامًا مع هذا المشروع".
مضاعفة الدخل
من ناحية أخرى، أشار المتحدث باسم منبر مشغلي الرحلات السياحية، جيم بولات أوغلو، إلى ضرورة قناة إسطنبول من أجل الأمن التركي. وباعتباره متخرجًا من جامعة إسطنبول التقنية (İTÜ) من كلية بناء السفن والعلوم البحرية، أكد جيم على أن حجم السفن التي بنيت حديثًا في العالم ينمو في كل يوم.
يقول جيم: "عندما لا تجد هذه السفن مساحةً للمناورة بسهولة، فإن دفاترها تكون مقفلة. وهذا أمرٌ خطير، فمرور السفن الكبيرة عبر البوسفور أصبح يشكل خطرًا حقيقيًا، وأنا حقًا أعلق أهميةً على مشروع قناة إسطنبول".
وفي حديثه عن المساهمة الاقتصادية للمشروع قال جيم: "إذا كسبت قناة السويس المصرية 24 مليار دولار في السنة، فإن دخلنا لن يقل عن ضعف ذلك. وإذا حصلنا على نصف ذلك، فإن دخلنا القومي سيزداد بشكلٍ كبير".
الرحلات البحرية إلى البحر الأسود
أشار جيم إلى أن ميناء الرحلات البحرية المخطط إنشاؤه في ينيكابي، ينبغي أن يكون متكاملًا مع قناة إسطنبول ومطار إسطنبول الجديد. وأكد جيم على أن سفن الرحلات السياحية التي يبلغ عدد ركابها 6500 شخص لا يمكن أن تأتي إلى إسطنبول في الوقت الحالي، ولكن عندما يكتمل مشروعا ميناء ينيكابي وقناة إسطنبول فإن سفن الرحلات البحرية الكبيرة القادمة إلى ينيكابي ستمر عبر قناة إسطنبول وتصل إلى البحر الأسود.
وأوضح جيم أن سفن الرحلات البحرية الكبيرة تسعى للحصول على وجهاتٍ جديدة، حيث يقول: "إن البحر الأسود هو محورُ اهتمامهم، إلا أنهم لا يستطيعون الذهاب إلى هناك بسبب عدم وجود ميناء وبسبب صعوبة المرور عبر مضيق البوسفور. الشركاتُ السياحية الرائدة في العالم عيونها على هذا المشروع".