دعوة من وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، شاهدنا، الخميس، مناورات "أفس- 2022" حيث تعرض القوات المسلحة التركية قدراتها القتالية والدفاعية .
دقائق معدودة تفصلنا عن غروب الشمس، وحلول المساء.
نراقب المشهد من تل مرتفع، والبحر أمامنا، وعلى يسارنا جبل وعر حيث تستقر الأهداف المرسومة التي سيتم قصفها بعد قليل، وكأننا في قاعة سينما ننتظر عرض فيلم حرب مليء بالإثارة والتشويق.
وعندما تأتي اللحظة المنتظرة، تبدأ المناورات. وتتحرك جميع القوات في وقت متزامن، حيث تنطلق المروحيات الهجومية التركية من طراز "أتاك" جوًا، وقوات الكوماندوز البحرية التركية بحرًا، وتنتشر قوات القناصة برًا، يعاونهم عناصر من قوات المظلات.
تمر المروحيات الهجومية "أتاك" أمامنا مثل سرب من الطيور.
وعلى الرغم من أن القنابل التي أسقطتها الطائرات المقاتلة من طراز F-16 سقطت على بعد حوالي خمسة أو ستة كيلومترات، فإنها تحدث ضجيجًا صاخبًا يزلزل مكاننا.
كل شيء يعمل كما هو مخطط له، ويتم إصابة الأهداف بدقة كاملة، وخلال دقائق معدودة.
ويحضر هذه المناورات الكبيرة ممثلون من 37 دولة، إما عن طريق المراقبة أو المشاركة الفعلية.
يتم إجراء "مناورات أفس" منذ سنوات. ولكن هذا العام، وخاصة في وقت تتزايد فيه التهديدات والتصعيدات الكلامية من الجانب الآخر من بحر إيجة (اليونان)، فإن معنى استعراض القوة العسكرية هنا واضح للعيان.
وكان من اللافت للنظر، حرص الرئيس رجب طيب أردوغان، على حضور "مناورات أفس" وبرفقته كبار قادة الجيش، ودولت بهتشلي، زعيم حزب الحركة القومية ،وشريك حزب العدالة والتنمية في تحالف الشعب.
وتضمنت الخطابات التي ألقاها كلا من وزير الدفاع خلوصي أكار، والرئيس أردوغان، أمام صورة ظلية لجزيرة "ساموس" اليونانية، تحذيرات قاسية موجهة إلى أثينا.
حيث قال أكار: “اليونان تتهم الجمهورية التركية بلا خجل بالتوسع. وهذا يعتبر نفاقًا".
من ناحية أخرى، وجه الرئيس أردوغان رسالة إلى أثينا مفادها "عودوا إلى رشدكم!".
وتابع أردوغان: "أحذِّر اليونان من أن تنقاد إلى الإجراءات التي ستؤدي في النهاية إلى الندم، وخيبة الأمل، كما حدث منذ قرن مضى. عودوا إلى رشدكم!"
ومن جانبه قال المدير العام لشركة الصناعات الميكانيكية والكيميائية التركية "
ياسين آقدره":
"رئيسنا أعطى تعليماته لفعل ما لم نفعله من قبل"
عندما وصلنا يوم الأربعاء، إلى المنطقة التي ستُعقد فيها مناورات "أفس- 2022"، قمنا بزيارة القسم الذي تعُرض فيه منتجات الصناعات الدفاعية، وذلك قبل بدء المناورات. وهناك، أجرينا حديثًا مع آقدره، المدير العام للشركة، التي انطلقت لتحقيق أهداف عظيمة بعد التغيير المؤسسي الذي حدث قبل عامين.
تولى آقدره، هذا المنصب في تركيا بعد أن شغل مناصب عليا في شركة تكنولوجية ألمانية لسنوات عديدة.
وبعد بدء الحديث معه، ستدرك في غضون خمس دقائق مدى حماسه تجاه عمله.
قال آقدره مازحًا: "لقد دفعت البدل مقابل تأدية خدمتي العسكرية. والآن عليّ أن أؤدي خدمتي العسكرية 17 شهرًا"
وأوضح آقدره، أنهم تلقوا دعمًا كبيرًا من الرئيس أردوغان، ووزير الدفاع خلوصي أكار، فيما يتعلق بتطوير المشاريع المحلية والوطنية الموجهة للتصدير.
لقد وضع أردوغان أمامهم هدفًا واضحًا وهو "أن يقوموا بتصنيع ما لم يتم تصنيعه".
دعونا نكمل حديثنا بما قاله آقدره:
"عندما كانت التعليمات "افعلوا ما لم تفعلوه من قبل"، أجرينا تحليلًا مع أصدقائنا، وتساءلنا فيما بيننا ما الذي تقتضيه القوة؟ وما المنتجات التي نجد صعوبة في تأمينها؟ وفي نهاية التحليل، رأينا أنه علينا البدء بمشروع تصنيع مدفع بحري عيار 76 ملم."
دعونا نتوقف قليلا عندما نقول مدفع بحري.
منذ حوالي شتة أشهر، حضرت مع الوزير أكار، حفل الإطلاق التجريبي لهذا المدفع في منطقة "كارابينار" بولاية قونية. ويعتبر هذا المدفع البحري لا غنى عنه بالنسبة للقوات البحرية ويعرف بأنه "القوة الضاربة" للسفن الحربية. وهو عبارة عن نظام استراتيجي تحتاجه جميع الفرقاطات والسفن الحربية. ويبلغ مداه 16 كيلومترًا ويمكنه إطلاق 80 قذيفة في 60 ثانية.
تلقينا طلبات من دولتين حتى الآن. وبعد اكتمال اختبارات الإبحار والميناء، يكون المدفع في وضع يسمح له بالدخول إلى المخزون.
ما الذي حدث حتى تتحقق هذه النجاحات؟
يتابع آقدره، حديثه بتقديم خبر أكثر إثارة قائلا: "لقد أنشأنا 11 مصنعًا، والمصنع الثاني عشر أوشك على الاكتمال، وستكون هناك مفاجأة كبيرة. لكنني لا يمكنني شرح تفاصيلها."
كما وجهت "كبرى بار"، الصحفية بجريدة "خبر تورك"، سؤالاً إلى آقدره قائلة: "ما الأمر الذي حدث، حتى أحرزنا تقدمًا ملحوظًا في تقنيات الدفاع الوطني؟"
فأجاب آقدره، إجابة قصيرة وواضحة عن السؤال قائلا: "لقد اتضحت الإرادة. ومهدت الثقة والدعم الممنوحين لنا، الطريق لأشياء كثيرة ."
اسم BIST محمي مع الشعار وفق شهادة ماركة محمية، لا يجوز الاستخدام دون إذن، ولا يجوز الاقتباس ولا التحوير، كل المعلومات الواردة تحت شعارBIST محفوظة باسم BIST ، لا يجو إعادة النشر. بيانات السوق توفرها شركة iDealdata Finans Teknolojiler A.Ş. بيانات أسهم BİST تتأخر 15 دقيقة