|

بعد هجوم مستوطنين.. أطفال مدرسة بالضفة: شعرنا بالرعب وسنواصل التعليم

- ملك مليحات التلميذة بالصف الثالث الابتدائي في مدرسة بدو الكعابنة: المشهد كان مرعبا فقد كان التلاميذ يهربون والمستوطنون يحملون العصي ويعتدون بالضرب عليهم - آية مليحات التلميذة بالصف الرابع الابتدائي: المستوطنون دمروا المدرسة ومزقوا العلم الفلسطيني وكل رسمة تحمل رمزا فلسطينيا - عمدة تجمع "عرب الكعابنة" سليمان مليحات: سلوك المستوطنين وحشي ويجب محاسبتهم وتوفير الحماية للسكان

16:26 - 17/09/2024 الثلاثاء
الأناضول
بعد هجوم مستوطنين.. أطفال مدرسة بالضفة: شعرنا بالرعب وسنواصل التعليم
بعد هجوم مستوطنين.. أطفال مدرسة بالضفة: شعرنا بالرعب وسنواصل التعليم

يعبر تلاميذ مدرسة بدو الكعابنة الابتدائية بتجمع "عرب الكعابنة" الفلسطيني، الواقع قرب مدينة أريحا شرق الضفة الغربية، عن مخاوفهم المتزايدة من اعتداءات المستوطنين، وذلك بعد الهجوم الذي أسفر عن إصابة 8 من الطلاب والمعلمين، أمس الاثنين.

وللوقوف على أثار الاعتداء وتقديم المساعدة اللازمة، زار المدرسة، الثلاثاء، جمع من الأهالي وممثلون عن مؤسسات حقوقية ووفد رسمي فلسطيني يترأسه محافظ أريحا حسين حمايل.

ورغم توافد الزائرين إلى المدرسة، يؤكد التلاميذ فيها، وهي أطفال بأعمار تتراوح بين 6 و12 عاما، أنه أصبح من الخطر الوصول إليها ومواصلة التعليم فيها، في ظل تصاعد اعتداءات المستوطنين بشكل غير مسبوق.

ويعيش في تجمع "عرب الكعابنة" حوالي 700 فلسطيني في خيام وبيوت من الصفيح، فيما يلتحق بالمدرسة 100 من أطفال هذا التجمع وعدة تجمعات بدوية أخرى مجاورة.

** لحظات من الرعب

تحكي الطفلة ملك مليحات، وهي تلميذة بالصف الثالث الابتدائي، للأناضول، اللحظات المخيفة التي عاشتها مع زملائها وزميلاتها أثناء الهجوم الذي شنه المستوطنون على مدرستهم، التي تقع على السفوح الشرقية لجبال الضفة الغربية والمطلة على الأغوار.

تقول ملك، بينما تتملكها مشاعر الخوف: "كان المشهد مرعبًا، التلاميذ يهربون والمستوطنون يحملون العصي ويعتدون بالضرب على التلاميذ، وقد تم سحل مدير المدرسة وضربه بشكل وحشي".

وتضيف: "كانت لحظات مرعبة توقفت فيها الحياة والتعليم، وشاهدت والدي يتعرض للضرب ثم الاعتقال من قبل الجيش الإسرائيلي أمام عيني لأنه دافع عنا".

ورغم المخاوف والمخاطر، تؤكد الطفلة أن هذه الهجمات لن تكسر عزيمة الطلاب.

وأشارت إلى مستوطن يُدعى "زوهر"، معروف بهجماته المتكررة على سكان تجمع "عرب الكعابنة".

طفلة أخرى تدعى آية مليحات، وتدرس بالصف الرابع الابتدائي، تروي كذلك لحظات الرعب التي عاشتها ورفيقاتها أثناء اقتحام المستوطنين لمدرستهم الاثنين.

تقول آية للأناضول: "المستوطنون دمروا المدرسة، مزقوا العلم الفلسطيني، وكل رسمة تحمل رمزا فلسطينيا".

وتضيف: "شعرنا وكأننا نواجه الموت، كان أحد المستوطنين يحاول اقتحام باب غرفة الصف، وفجأة انقطعت الكهرباء والماء، ووجدنا أنفسنا مختنقين من الخوف داخل الغرفة".

وتتابع: "في البداية لم أرغب في العودة إلى المدرسة خوفا من تكرار ما حدث، لكن اليوم، بإذن الله، سنواصل التعليم مهما كانت الظروف".

** مطالبة بمحاسبة المستوطنين

عمدة تجمع "عرب الكعابنة" سليمان مليحات استنكر بدوره اعتداءات المستوطنين المتكررة على التجمع، وآخرها الهجوم على المدرسة.

وقال مليحات، للأناضول، إن مجموعة من المستوطنين الذين يعملون كرعاة بدأوا بترويع السكان منذ عدة أشهر، حيث "يعترضون طريقهم، ويمنعونهم من الوصول إلى المراعي، ويقومون بحرق المنازل، وتسميم مياه شرب الأغنام".

وأضاف: "أمس هاجموا السكان والمدرسة تحت حماية الجيش الإسرائيلي"، واصفا سلوك المستوطنين بأنه "وحشي"، ومطالبا بمحاسبتهم وتوفير الحماية للسكان.

وأشار مليحات إلى أن المستوطنين يسعون إلى تهجير التجمع لتنفيذ مخططاتهم الاستيطانية.

في السياق ذاته، قال محافظ أريحا والأغوار، حسين حمايل، إن "اعتداءات المستوطنين تتزايد في الأغوار، لا سيما في منطقة المعرجات حيث يقع تجمع بدو الكعابنة ومدرستهم".

وأضاف في كلمة خلال زيارته للمدرسة: "الاحتلال الإسرائيلي يعيش في وهمٍ بأن ممارساته القمعية قادرة على ترحيل الشعب الفلسطيني عن أرضه".

وأكد قائلا: "كل أشكال الإرهاب والعنف لن تنال من إرادة الشعب الفلسطيني أو تفك ارتباطه بأرضه وعقيدته، وسيظل صامدًا فوق ترابه".

والاثنين، أُصيب 8 فلسطينيين من الطلاب والمعلمين واعتقل شخصان أحدهما متضامن إسرائيلي جراء إقدام مستوطنين والجيش الإسرائيلي على اقتحام مدرسة بدو الكعابنة الابتدائية.

وأوضحت وزارة التربية والتعليم الفلسطينية أن اقتحام الجيش الإسرائيلي والمستوطنين للمدرسة، والاعتداء على الهيئة التدريسية والإدارية فيها، وترويع التلاميذ، وتخريب مرافقها، أصبح "مشهدا متكررا".

وأضافت الوزارة، في بيان مصحوب بصور من موقع الاقتحام وصل إلى وكالة الأناضول، أن "هذا الانتهاك الاحتلالي المدان يكشف عن الوجه البشع للاحتلال وعدم اكتراثه بحقوق الأطفال".

وبحسب بيانات هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية، فإن اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي أدت إلى تهجير سكان 28 تجمعا بدويا، تضم 311 عائلة.

وبموازاة حربه على غزة التي بدأت في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وسّع الجيش الإسرائيلي عملياته وصعّد المستوطنون اعتداءاتهم بالضفة ما أسفر عن مقتل 705 وإصابة نحو 5 آلاف و700، إضافة لأكثر من 10 آلاف و700 معتقل، وفق مؤسسات رسمية فلسطينية.

فيما خلفت حربه المدمرة على غزة، التي تحظى بدعم أمريكي، أكثر من 136 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​

#اعتداءات المستوطنين
#الاغوار
#فلسطين
يوم 1 قبل