|

من الرمضاء إلى النار.. نازحو خان يونس يأوون إلى سجن يعصمهم

- نظيرة الرقب: أُجبرنا على النزوح إلى سجن أصداء بسبب الهجوم الإسرائيلي في خان يونس - أم عبد الله أبو مصطفى: الواقع صعب ومؤلم، والسجن مظلم وغير ملائم - رسمي أبو مصطفى: لم نجد بديلاً آخر، فاضطررنا للاحتماء داخل السجن

17:54 - 26/07/2024 пятница
الأناضول
من الرمضاء إلى النار.. نازحو خان يونس يأوون إلى سجن يعصمهم
من الرمضاء إلى النار.. نازحو خان يونس يأوون إلى سجن يعصمهم

حلّ فلسطينيون نزحوا قسرًا من منازلهم بسبب صواريخ الجيش الإسرائيلي التي تستهدف شرق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، محل السجناء في "سجن أصداء" الذين أُطلق سراحهم مع بداية حرب إسرائيل على القطاع.

واضطر النازحون للجوء إلى زنازين السجن المظلمة التي تفتقر لأدنى مقومات الحياة البشرية لعدم توفر أماكن أخرى لإيوائهم، محاولين النجاة من أهوال الحرب المستمرة منذ عشرة أشهر.

ومنذ بداية الحرب، أطلقت حكومة غزة سراح السجناء خوفًا من تعرضهم للقصف الإسرائيلي داخل السجن، خاصةً أن العديد من مقرات الحكومة قد قصفت، بما في ذلك السجون.

ودمر الجيش الإسرائيلي منذ بداية الحرب نحو 150 ألف وحدة سكنية بشكل كلي و80 ألف وحدة أخرى أصبحت غير صالحة للسكن، وتم تدمير 200 ألف وحدة بشكل جزئي، كما ألقى الجيش 80 ألف طنا من المتفجرات على القطاع الذي ألحق به أضرارا كبيرة، بحسب إحصائية للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة.

والاثنين، شنت إسرائيل هجومًا جويًا ومدفعيًا مفاجئًا على مناطق شرق خان يونس، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى، وحركة نزوح واسعة من الشرق إلى الغرب.

وتتواصل الهجمات الإسرائيلية المكثفة على المناطق الشرقية للمدينة التي سبق للجيش الإسرائيلي زعم أنها "آمنة".

وكان الجيش الإسرائيلي قد صنف المناطق الممتدة من غرب شارع صلاح الدين (شرق المدينة) وحتى البحر في خان يونس، ضمن "المناطق الآمنة"، فيما شملت أوامر الإخلاء عددا من الأحياء في المناطق الشرقية.

مكان غير آمن

الفلسطينية نظيرة الرقب، قالت: "نزحنا تحت القذائف والأعيرة النارية فوق رؤوسنا وعائلاتنا، وسقطت إحداها علينا، مما أدى إلى استشهاد ابني وزوجته وزوجة ابني الآخر الذي أصيب بجراح خطيرة ولا يزال يرقد في العناية المركزة".

وأضافت الرقب وهي تبكي بحرقة، لمراسل الأناضول: "أُجبرنا أثناء نزوحنا على اللجوء إلى سجن أصداء، رغم أنه مكان غير آمن فلا بديل لنا لستر أنفسنا".

وأوضحت أن عائلتها نزحت دون أن تحمل معها أي من أمتعتها، ولا تملك حاليًا فراش وملابس أو غير ذلك، واضطرت في البداية للنوم والجلوس على الأرض.

وتابعت: "لم نتخيل هذا الشيء، خرجنا من بيوتنا ولم نكن نعلم أين وجهتنا، وجدنا أبواب السجن أمامنا فأجبرنا على الاحتماء بداخله لكي نؤمن الأطفال بعد استشهاد آبائهم وأمهاتهم".

وتتساءل الفلسطينية والحسرة تأكل قلبها: "أين نذهب؟ ما ذنب هؤلاء الأطفال أن يُقتل آباؤهم وأمهاتهم؟ أين يذهبون الآن؟ لا مكان آمن حتى هذا السجن ليس آمنًا؟".

وأشارت إلى أن أبناءها تركوا 8 أحفاد أيتاما، وأنهم عبء ومسؤولية كبيرة على عاتقها، في ظل استمرار الحرب.

وفي ممرات السجن وداخل الزنازين، تجلس العائلات النازحة وتمارس أنشطتها اليومية من طهي وإشعال نار، بينما يلهو الأطفال بين قضبان الزنازين والأبواب الحديدية.

الواقع مؤلم والسجن مظلم

أما أم عبد الله أبو مصطفى، فقالت: "نزحنا من أقصى الشرق في خان يونس إلى أقصى الغرب، سجن أصداء قرب شاطئ البحر".

وأضافت للأناضول: "الواقع صعب ومؤلم؛ فالسجن مظلم وغير ملائم، وداخله نشعر كأننا سجناء حقًا، الأمر متعب جسديًا ونفسيًا".

وأشارت إلى افتقار السجن لدورات مياه مناسبة، وعدم وصول المياه إليه، ما يضطرهم إلى شراء المياه من أماكن خارج السجن، إضافة لعدم توفر غاز لطهي الطعام، وبالتالي يضطرون لتوفير خشب وكرتون ونايلون من أماكن مختلفة من شوارع ومنازل مدمرة لإيقاد نار طهي الطعام.

وقالت: "نزحت وعائلتي سيرًا على الأقدام لمدة 4 ساعات متواصلة، ولم نتمكن من حمل أي من متاعنا أو ممتلكاتنا أو أي من أساسيات البيت الضرورية، بسبب كثافة القصف حتى وصلنا إلى سجن أصداء ولجأنا إليه، رغم كونه غير آمن".

وأضافت: "هذه أول مرة نشاهد فيها السجن، ولم نتخيل للحظة أن ندخله أنا وعائلتي بأي شكل من الأشكال".

وداخل أحد الزنازين يجلس رسمي أبو مصطفى (42 عاما) على أسرة المساجين، وقال للأناضول: "نزحنا ولم نجد بديلا آخر غير سجن أصداء، فاضطررنا للاحتماء بداخله".

وأضاف: "نعيش داخل هذه الزنزانة الضيقة أنا وعائلتي المكونة من 9 أفراد، في ظروف صعبة، ونفتقر إلى أدنى مقومات الحياة، لكن لا سبيل أمامنا".

ومنذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، يواجه الفلسطينيون معاناة النزوح، حيث يأمر الجيش الإسرائيلي أهالي مناطق وأحياء سكنية بإخلائها استعدادا لقصفها وتدميرها والتوغل داخلها.

ويضطر الفلسطينيون خلال نزوحهم إلى اللجوء إلى بيوت أقربائهم أو معارفهم، والبعض يقيم خياما في الشوارع والمدارس أو أماكن مثل السجون ومدن الألعاب، في ظل ظروف إنسانية صعبة وغياب الماء والأطعمة، وانتشار الأمراض.

وبحسب المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، بلغ عدد النازحين داخل القطاع منذ 7 أكتوبر الماضي، مليوني شخص.

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول تشن إسرائيل بدعم أمريكي حربا مدمرة على غزة خلفت أكثر من 129 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.

وتواصل تل أبيب الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني بغزة.

#إسرائيل
#الحرب
#سجن أصداء
#سجن غرب خان يونس
1 месяц назад