|

غزة.. مقهى يعيد الكهرباء والإنترنت مع الأمل لطلبة ورواد أعمال

النازح محمد قريق يفتتح مبادرة مقهى على شاطئ بحر خان يونس جنوبي غزة لمساعدة طلبة ورواد أعمال على استعادة أنشطتهم التي غيبتها الحرب.. محمد قريق صاحب مبادرة we work: - الفكرة وليدة المعاناة وهي حل استغرق تنفيذه شهرا - يتسع المقهى لنحو 40 شخصا وأسعى لتوسعته وافتتاح فروع أخرى - يحصل الطلبة ورواد الأعمال على خدمتي الإنترنت والكهرباء اللتين فقدتا خلال الحرب

09:30 - 24/07/2024 الأربعاء
الأناضول
غزة.. مقهى يعيد الكهرباء والإنترنت مع الأمل لطلبة ورواد أعمال
غزة.. مقهى يعيد الكهرباء والإنترنت مع الأمل لطلبة ورواد أعمال

رغم التحديات الكبيرة التي تفرضها الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة للشهر 10 على التوالي، نجح الشاب الفلسطيني محمد قريق في توفير خدمتي الكهرباء وشبكة الإنترنت للنازحين من الطلاب والعاملين عن بعد.

هاتان الخدمتان اللتان فقدتا بشكل كبير خلال الحرب جراء منع دخول الوقود وتعمد إسرائيل استهداف محطة وخطوط الكهرباء وشبكات الاتصالات، أصبحتا متاحتين للراغبين بهما.

الغياب الطويل لهاتين الخدمتين تسبب في فقدان العديد من الفلسطينيين، خاصة العاملين عن بعد، لوظائفهم وأعاق عدداً كبيراً منهم عن الوفاء بالتزاماتهم في الوقت المحدد، مما أضر بأعمالهم وأثر على حياتهم اليومية.

إلى جانب ذلك، فإن انشغال الفلسطينيين بتوفير أساسيات الحياة من مياه وطعام استنزف أوقاتهم وحرمهم من التفرغ لمواصلة أعمالهم التي كانوا يؤدونها قبل اندلاع الحرب.

لكن مع طول أمد الحرب، بدأ فلسطينيون بإعادة ترتيب أولوياتهم والتفرغ من أجل استكمال ما توقفوا عنه منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، سواء فيما يتعلق بالعمل عن بعد أو الدراسة الجامعية.

ومؤخرا، افتتح قريق مقهى تحت اسم we work، يتيح لمن يرغب بالعمل أو الدراسة، الحصول على خدمتي الإنترنت والكهرباء مقابل سعر يقول إنه "رمزي".

والتقت الأناضول عددا من الفلسطينيين الذين قالوا إنهم شرعوا باستكمال أعمالهم ودراساتهم التي توقفوا عنها بسبب الحرب، بمساعدة من خدمات المقهى.

البحث عن حلول

لم يستسلم الشاب قريق منذ نزوحه من مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، نحو منطقة المواصي غرب مدينة خان يونس، للمعاناة في حصوله على الكهرباء والإنترنت من أجل استكمال أعماله.

شرع منذ لحظة نزوحه بالبحث عن حل يوفر له هاتين الخدمتين، ويساهم في تسهيل وصولها إلى النازحين الراغبين بها، وفق قوله.

وأضاف للأناضول: "الفكرة ولدت منذ لحظة نزوحي، حيث بدأت معاناتي في البحث عن مكان يوفر خدمات الكهرباء والإنترنت، ووجدت أن هذا الأمر لا يقتصر عليّ إنما هي مشكلة عامة، فقررت افتتاح مساحات عمل للشباب حتى أفيد الجميع وأستفيد أيضا".

واستكمل قائلا: "مبادرة مقهى We Work على شاطئ بحر مدينة خان يونس، تقدم حلاً للشباب العاملين عن بعد والطلاب الذين يبحثون عن مكان مريح ومزود بالكهرباء والإنترنت لمواصلة أعمالهم ودراساتهم الجامعية".

وأوضح أن توفير المكان على شاطئ البحر استغرق نحو شهر من البحث والترتيب، خاصة بعد أن دمرت الحرب الإسرائيلي معظم العمارات التجارية التي تضم مكاتب وشركات توفر الخدمات للأعمال الحرة والمكتبية.

وأشار إلى أن المقهى يتسع لنحو 40 شخصا، لافتا إلى جهوده لإجراء توسيع في المكان وافتتاح فروع أخرى في مناطق مختلفة من أجل تسهيل الوصول النازحين للخدمات.

وجهة للطلبة ورواد الأعمال

أصبح المقهى وجهة للطلبة ورواد الأعمال والصحفيين الذين يحتاجون للكهرباء والإنترنت بشكل دوري وعلى مدار الساعة.

الشابة الفلسطينية ألاء الكباريتي، ترتاد المقهى للقيام بالأعمال المطلوبة منها في مجال التصميم.

وتقول الكباريتي للأناضول: "أرتاد المكان برفقة صديقاتي لتوفر الإنترنت والكهرباء في ظل عدم توفرهما في أماكن أخرى بسبب العدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة".

وتضيف: "الرسوم هنا رمزية ومن وقت للآخر يكون هناك مراعاة للشبان، وبذلك لا نتكلف كثيرا وبإمكاننا مواصلة عملنا في أجواء مناسبة".

وتشير إلى وجود مخاوف لدى الشبان بحدوث قصف إسرائيلي على شاطئ البحر ما يشكل خطرا على حياتهم.

وتتابع الكباريتي: "قبل فترة أطلقت الزوارق الحربية الإسرائيلية قذيفة على شاطئ البحر أمام المقهى، ما تسبب بحالة خوف وهلع للمتواجدين في المكان".

ورغم هذا الخوف إلا أن الكباريتي لم تغادر مكانها آنذاك، واضطرت للبقاء من أجل تسليم مشروعها الذي تعمل عليه خشية خسارته.

الإنترنت أساس العمل

ولا يختلف حال المصمم الجرافيكي محمد العامودي، عن سابقته، حيث يقول إنّ عمله يعتمد على الإنترنت بشكل أساسي.

ويضيف للأناضول: "العمل توقف تماماً من بداية الحرب الإسرائيلية على غزة، ولكن بفضل مبادرة المقهى وتوفر الكهرباء والإنترنت، تمكنت من مواصلة العمل ولساعات طويلة".

ويبين العامودي أنه استطاع العودة للعمل في مشاريع كانت معلقة وأخرى جديدة مع زبائن من خارج قطاع غزة.

دراسة وعمل

تجلس الطالبة هبة الله الجزار، المتخصصة بهندسة الديكور والتصميم الداخلي، على إحدى الطاولات داخل المقهى تمارس أعمالها في مجال دراستها.

وتقول للأناضول: "أدرس في الجامعة وهذا المكان يتيح لي حضور المحاضرات الأكاديمية، والعمل أيضا على مشاريعي لتحقيق دخل إضافي حتى أساعد في إعالة أسرتي".

وتضيف: "نحن جميعاً هنا نأمل أن تنتهي الحرب الإسرائيلية المدمرة وأن نعود إلى بيوتنا وحياتنا السابقة"

وقطعت إسرائيل إمدادات الكهرباء والمياه والوقود منذ بداية الحرب الإسرائيلية في السابع من أكتوبر، ضمن حصار مشدد تفرضه على القطاع منذ 18 عاماً.

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل بدعم أمريكي حربا على غزة أسفرت عن أكثر 129 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.

وتواصل تل أبيب هذه الحرب متجاهلة قراري مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية بإنهاء اجتياح مدينة رفح جنوب غزة، واتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية، وتحسين الوضع الإنساني المزري بالقطاع.

كما تتحدى إسرائيل طلب مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية كريم خان إصدار مذكرات اعتقال بحق نتنياهو ووزير دفاعها يوآف غالانت؛ لمسؤوليتهما عن "جرائم حرب" و"جرائم ضد الإنسانية" في غزة

#غزة
#مقهى
#الإنترنت
1 شهر قبل