يتعرض الشعب الفلسطيني لواحدة من أقذر المجازر الجماعية التي تُرتكب بحق الأبرياء في التاريخ البشري، إذ تقوم قوات الاحتلال بعمليات تطهير عرقي أمام أعين العالم أجمع، ضاربة عُرض الحائط بالقوانين الدولية والمبادئ الأخلاقية المتعارف عليها بين شعوب الأرض.
ويشار إلى أن العدوان الإسرائيلي على غزة تسبب في كوارث إنسانية حقيقية كالمجاعة وتلوث المياه وفقدان الأدوية وغياب أبسط المستلزمات اليومية والطبية، ومنها الشاش الطبي الذي لا يكاد يخلو منه منزل في مختلف دول العالم، وهو اختراع طبي أهدته غزة للعالم أجمع.
ويرى خبراء أن أهل غزة بدؤوا بصناعة الشاش الطبي منذ العصور الوسطى، وكانوا يصنعونه من الحرير، وأن تجار غزة أوصلوا هذه الصناعة إلى أوروبا عن طريق البحر المتوسط، ومع مرور الوقت انتشرت صناعة الشاش الطبي في كل أنحاء المعمورة.
وأفاد باحثون بأن الشاش الطبي يُطلق عليه باللغة الإنكليزية اسم "gauze" المشتق من اسم مدينة غزة، وأن أهالي غزة استمروا بإنتاج الشاش الطبي دون انقطاع، حتى أصبحت صناعته من الحرف التراثية التي انتشرت ورشاتها في مختلف الأسواق والأزقة القديمة من مدينة غزة.
من جانب آخر، تواصل قوات الاحتلال بقصفها الهمجي لقطاع غزة بشكل يومي منذ 7 تشرين ألأول/أكتوبر 2023، دون تمييز بين أطفال ونساء وشيوخ ومدارس ومشاف، فضلا عن الحصار المفروض على القطاع منذ سنين عديدة، الأمر الذي أدى حرمان أهل غزة من الطعام والشراب والأدوية وحتى الشاش الذي يعود فضل اختراعه إليهم.
بدورهم، يُجري أطباء غزة العمليات الجراحية للمصابين من الفلسطينيين دون أن يتوفر لديهم الشاش الذي يُستخدم في إيقاف النزيف وتطهير جروح المصابين الذين طالتهم يد الإجرام الإسرائيلية.
