|

الجبل الأخضر.. مسؤولة ليبية تحذر: رئة البلاد في خطر

رئيس إدارة الطوارئ بوزارة البيئة انتصار المجبري، في حديث للأناضول: - منطقة الجبل الأخضر تتمتع بغطاء نباتي وهي الرئة الطبيعية لليبيا، لكنها في خطر يضع البلاد على حافة التصحر - الغطاء النباتي في المنطقة انحسر من 500 ألف هكتار قبل عشرين عاما إلى 180 ألف فقط - أسباب التدهور هي حرائق الغابات والبناء العشوائي والرعي الجائر وقطع الأشجار وفيضانات الإعصار دانيال

10:37 - 2/07/2024 Salı
الأناضول
الجبل الأخضر.. مسؤولة ليبية تحذر: رئة البلاد في خطر
الجبل الأخضر.. مسؤولة ليبية تحذر: رئة البلاد في خطر

حذرت رئيس إدارة الطوارئ بوزارة البيئة الليبية المهندسة انتصار محمد المجبري من أن منطقة الجبل الأخضر، وهي رئة البلاد ومتنفسها الطبيعي، "في خطر يضع ليبيا على حافة التصحر".

ودعت المجبري، وهي خبيرة بيئية، في مقابلة مع الأناضول، إلى "إنقاذ ما يمكن إنقاذه من غابات المنطقة"، مشيرة إلى تراجع كبير في غطائها النباتي.

والجبل الأخضر استمد اسمه من احتوائه على أكبر الغابات والمسطحات الخضراء في ليبيا، وهو الرئة التي يتنفس منها بلد تغطي الصحراء 96 بالمئة من مساحته.

لكن الجبل لم يعد أخضر؛ جراء تغير المناخ وتعرض المنطقة لفيضانات مدمرة والرعي الجائر؛ ما يهدد ليبيا بأخطار عديدة، من بينها الجفاف والتصحر.

ومع قلة الوعي بالبيئة، يقطع سكان ما تبقى من أشجار في المنطقة لتحويلها إلى فحم، في ظل غياب السلطات الرادعة وعدم فاعلية الإجراءات الرقابية.

رئة طبيعية

المجبري لفتت إلى أن الجبل الأخضر "يمتد من منطقة الباكور شرق مدينة بنغازي (شرق) بنحو 60 كيلومترا حتى حدود مدينة طبرق على الحدود المصرية بطول نحو 350 كيلومترا".

وأضافت أن "مساحته الإجمالية من الأراضي المغطاة بغطاء كثيف من الغابات والوديان والسهول تبلغ نحو 8.773 كيلومترا مربعا".

والجبل الأخضر، كما تابعت، "أهم المناطق الليبية بيئيا، رغم صغر مساحته (1 بالمئة من مساحة ليبيا)، إلا أن ما يميزه أنه غطاء نباتي، بعكس باقي مساحة البلاد الصحراوية التي تمثل نحو 96 بالمئة".

وأردفت: "لذلك الجبل هو الرئة الطبيعية التي تتنفس منها ليبيا، وتتميز المنطقة بكونها مركز التوطين النباتي الأول، حيث تحتوي على نباتات لا مثيل لها في العالم، إضافة لتواجد نصف الأنواع النباتية المسجلة في ليبيا".

و"ينمو في الجبل الأخضر 75 نوعا من النباتات لا توجد إلا في هذه المنطقة من ليبيا، وتشكل نحو 4 بالمئة من مجموع الأنواع النباتية في البلاد، ناهيك عن وجود أنواع أخرى لم يتم تجميعها وتوثيقها حتى الآن"، كما زادت.

وأضافت المجبري أن الجبل الأخضر أيضا "أكثر المناطق الليبية إنتاجا للعديد من المحاصيل الزراعية، مثل الفواكه والخضراوات، وخاصة البطاطا ".

وتابعت: "ويتميز بمعدل هطول عالٍ من الأمطار، إذ تتراوح نسبة الهطول بين 375 و500 ملم خلال السنة، إضافة لنسبة الرطوبة العالية رغم مواسم الجفاف الدورية التي يتعرض لها".

تدهور شديد

غير أن المجبري أفادت بـ"تعرض الغطاء النباتي في المنطقة لتدهور شديد؛ بفعل النشاطات البشرية غير الرشيدة والتغيرات المناخية، والنتائج الكارثية جراء الفيضانات التي تسببت فيها العاصفة دانيال".

وفي 10 سبتمبر/ أيلول الماضي، اجتاح الإعصار مناطقا شرق ليبيا، أبرزها مدن بنغازي والبيضاء والمرج وسوسة، ومناطق أخري بينها درنة، التي كانت المتضرر الأكبر؛ ما تسبب في فيضانات مدمرة قتلت آلاف البشر.

وأوضحت المجبري أن "الغطاء النباتي والغابات انحسرت في المنطقة من 500 ألف هكتار (الهكتار الواحد يساوي 10 آلاف متر مربع) قبل عشرين عاما إلى 180 ألف هكتار فقط؛ بسبب حرائق الغابات والبناء العشوائي وتجريف وقطع الأشجار لصناعة الفحم".

واستطردت: "بين عامي 2005 و2019 فقدت المنطقة 14 ألف هكتار من الغابات، حيث تعرض الجبل الأخضر لحملة إزالة لغاباته بسبب تعطل القوانين التي تحميه وغياب السلطة الفعالة للشرطة الزراعية".

ومن بين أسباب تراجع الغطاء النباتي، كما أوضحت، "الرعي الجائر (تربية المواشي) الذي قلل نمو النباتات وأضر بخزان البذور، ما أدى إلى تحول الغطاء النباتي من عديد الأنواع النباتية إلى غطاء محدود الأنواع".

وحذرت من أنه "مع مرور الزمن، سيصبح ما يُعرف بخزان البذور الموجود في التربة ضعيفا، ومن غير المؤكد أن يستأنف نموه؛ نظرا لقلة وحدات التكاثر، سواء كانت الخضرية منها أو البذرية".

فيضانات دانيال

"وللإعصار المتوسطي دانيال، الذي تسبب في فيضانات قتلت آلاف السكان ودمرت مدنا كاملة، دور رئيسي فيما حلّ بالجبل الأخضر"، وفق المجبري.

وبيَّنت أن "العاصفة المطرية (دانيال) اجتاحت الجبل وهطلت كميات هائلة من الأمطار بمعدلات غير مسبوقة في ليبيا، وكان حجم الجريان السطحي هائل وتدفق عبر مجاري الأودية المنحدرة للبحر (المتوسط)".

وتابعت: نتج عن ذلك "تغير معالم كثير من الأودية واختفاء البعض نتيجة الكميات الهائلة من الطمي والطين الذي حملته السيول".

واستطردت: "اختفى مجرى وادي الثعبان ومجرى وادي الحمامة وطُمر مجرى وادى سمالوس؛ مما شكل تربة بلغ سمكها في بعض المواضع قرابة 1 متر".

وأردفت: "غيرت السيول معالم معظم الأودية الشمالية للجبل، وانجرفت التربة السطحية لقاع الأودية كأودية الكوف والناقة واللولب والملكة والمهبول ووادي درنة، ونضبت بعض العيون المائية، كعين الدبوسية، وظهرت عيون في ساحل طلميثة".

كل ذلك، وفق المجبري، "خلق العديد من المشاكل البيئية في منطقة الجبل الأخضر، منها انجراف في التربة بشكل كبير، وتضرر العديد من الأشجار مثل السرو".

وأفادت بأن "المياه لا تزال تغطي المنطقة الممتدة شرق مدينة المرج، حيث تعرضت التربة لحالة تشبع بالمياه، وتسببت زيادة مساحة بركة أم المخالي في خسائر كبيرة في الأراضي الزراعية، ولهذا تأثير على الإنتاج الزراعي والتربة".

وضمن خسائر البيئة الخضراء جراء فيضانات دانيال أيضا أن الجبل الأخضر "فقد مخزون البذور في التربة في مناطق شاسعة؛ مما يؤدي إلى فقدان العديد من الأنواع النباتية الهامة"، كما أضافت.

وتابعت: أيضا "أدى سريان السيول الجارفة إلى تدمير الكثير من المحاصيل الزراعية من مزارع الخضروات وبعض أشجار الفاكهة في مناطق واسعة بالجبل".

وزادت بأن "مناطق سوسه ورأس الهلال والاثرون تأثرت جراء السيول وجريان الأودية، التي جرفت التربة وأجزاء كبيرة من الغطاء النباتي، المتمثل في أشجار العرعر والزيتون والبلوط والبطوم والخروب".

وأضافت أن مساحات شاسعة من المزارع المهيأة لإنتاج الحبوب في الجبل الأخضر تأثرت، حيث تنتج المنطقة حوالي 60 بالمئة من إنتاج البلاد من الشعير و40 بالمئة من القمح".

وبناء على كل ذلك فإن "رئة ليبيا ومتنفسها الطبيعي في خطر يضع البلاد على حافة التصحر؛ مما يوجب علينا دق ناقوس الخطر وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من هذه الغابات"، كما ختمت المجبري.

#الجبل الأخضر
#انتصار المجبري
#حرائق
#رئة طبيعية
#رئيس إدارة الطوارئ بوزارة البيئة الليبية
#غابات
#ليبيا
2 gün önce