تحرير:

بعد ضغط "الزر الأحمر".. تساؤلات ومخاوف إسرائيلية من حزب الله

13:2718/09/2024, الأربعاء
الأناضول
بعد ضغط "الزر الأحمر".. تساؤلات ومخاوف إسرائيلية من حزب الله
بعد ضغط "الزر الأحمر".. تساؤلات ومخاوف إسرائيلية من حزب الله

- المحلل العسكري عاموس هارئيل: التفجيرات "أذلت حزب الله" وهذه أمور لا تمر عادة دون رد بالشرق الأوسط وتنذر بحرب شاملة - المحلل آفي إيسسخاروف: الحرب الشاملة صعبة جدا على إسرائيل، فحزب الله جيش مع ترسانة من نحو 150 ألف صاروخ دقيق - المحلل أمير بوخبوط: المؤسسة العسكرية لا تستبعد سيناريوهات رد متنوعة بينها إطلاق غير مسبوق لصواريخ ومسيّرات وهجمات إلكترونية

أبدى محللون عسكريون إسرائيليون "إعجابا" بالتفجير المتزامن لأجهزة اتصال لاسلكية من نوع "بيجر" (Pager) في لبنان الثلاثاء، لكنهم تساءلوا عن طبيعة وتوقيت رد "حزب الله" الذي توعد بـ"حساب عسير"، وأعربوا عن مخاوف من العواقب.

وفي عملية تُعرف في عالم الحرب السيبرانية بـ"الزر الأحمر"، انفجر آلاف من الأجهزة بأيدي مَن يحملونها؛ مما أدى إلى مقتل 9 لبنانيين، بينهم طفلة وعناصر من "حزب الله"، وإصابة نحو 2800 منهم 200 في حالة حرجة، وفق وزارة الصحة والحزب.

و"بيجر" جهاز اتصال إلكتروني لا سلكي صغير ومحمول يستخدمه مدنيون وعاملون بالقطاع الصحي وغيرهم للتواصل داخل مؤسسات أو مجموعات ومنظومات مختلفة، وهو يعمل ببطاريات قابلة للشحن ويستقبل رسائل مكتوبة واتصالات وإشارات صوتية وضوئية.

وبينما تلتزم إسرائيل الصمت، قالت وسائل إعلام أمريكية، بينها صحيفة "نيويورك تايمز" وشبكة "سي إن إن"، إن تل أبيب وضعت شحنات متفجرات صغيرة داخل أجهزة مستوردة قبل وصولها إلى لبنان، ثم فجرتها عن بعد.

الزر الأحمر

محلل الشؤون العسكرية بصحيفة "هآرتس" عاموس هارئيل كتب الأربعاء أن هذا الهجوم "يضع إسرائيل وحزب الله مرة أخرى على شفا حرب شاملة".

وتابع: "عندما واجهته حوادث من هذا النوع خلال الشهور الـ11 الماضية، كان حزب الله يسعى إلى رد مدروس يمنع خروج الموقف عن السيطرة، ولكن هذه المرة لا يوجد يقين بأنه سيتصرف بالطريقة نفسها".

واعتبر أن "الهجوم المنسوب إلى إسرائيل كشف عن ضعف حزب الله وأذل قادته، وهو ليس من الحوادث التي تنتهي بهدوء في الشرق الأوسط".

و"يبدو أن أحدهم نجح في اختراق شبكة الاتصالات السرية لحزب الله ووضع أجهزة متفجرة يتم التحكم فيها عن بعد في معدات الاتصال التي يتم توزيعها على أعضاء الحزب"، وفق هارئيل.

وتابع: "في عالم الحرب السيبرانية والتخريب يُعرف هذا باسم الزر الأحمر، وهي عملية يتم إعدادها مسبقا لتفعيلها عند الضرورة، ومن الواضح أن من نفذ ذلك قام بعمل احترافي للغاية".

وأضاف: "تبين أن الوحدات العملياتية لحزب الله تم اختراقها بالكامل وتضررت بشدة، ومن المرجح أن يزيد هذا من الشعور بعدم الأمان داخل الجماعة".

ومن المرجح، حسب هارئيل، "أن يكرس حزب الله الآن الكثير من الوقت للجهود الدفاعية وتحديد الثغرات الأمنية والمسؤولين عنها وإجراء تحقيق معمق في سلسلة توريد الأجهزة".

وزاد بأنه "إلى جانب إلحاق خسائر بحزب الله، يتعين علينا الآن أن نسأل ما إذا كان الهجوم يعزز قائمة أهداف الحرب، التي أضاف إليها "الكابينت" (المجلس الوزاري المصغر) قبل يوم فقط عودة النازحين (الإسرائيليين) إلى منازلهم على الحدود اللبنانية".

وقال إن "إسرائيل على ما يبدو تنتظر رد حزب الله، فقد تلقى ضربة قاسية في بيروت، وهي الثانية بعد اغتيال (القيادي) فؤاد شكر (30 يوليو/ تموز الماضي). وإذا قرر الرد في عمق إسرائيل، فقد تتحول إلى حرب شاملة".

وهذا "النجاح العملياتي المنسوب لإسرائيل مثير للإعجاب للغاية، ولكن بينما وعد (رئيس الوزراء بنيامين) نتنياهو بأننا على بعد خطوة من النصر الكامل على حماس، يبدو الآن أننا أقرب من أي وقت مضى إلى حرب واسعة مع حزب الله"، كما رأى هارئيل.

وشدد على أن "النصر على جميع الجبهات، لا يزال بعيدا في الأفق".

وتحتل إسرائيل منذ عقود أراضٍ في لبنان وسوريا وفلسطين.

ومنذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، أبرزها "حزب الله"، مع الجيش الإسرائيلي قصف يوميا عبر "الخط الأزرق" الفاصل؛ مما أسفر عن مئات بين قتيل وجريح معظمهم بالجانب اللبناني.

وتطالب هذه الفصائل بإنهاء الحرب التي تشنها إسرئايل بدعم أمريكي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر، وخلفت أكثر من 136 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.

150 ألف صاروخ

"ضرب آلاف من عناصر حزب الله في آن واحد يعني إعلان الحرب".. هكذا بدأ المحلل بصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية آفي إيسسخاروف حديثه عن تفجيرات "بيجر".

وكتب إيسسخاروف الأربعاء: "يبدو وكأن الهجوم الاستثنائي الذي وقع أمس في لبنان مأخوذ من أفلام الخيال العلمي.. انفجار متزامن تقريبا لآلاف أجهزة بيجر؛ مما أصاب نحو 4 آلاف عنصر من حزب الله".

واعتبر أن "العملية، التي ينسبها حزب الله إلى إسرائيل، تجمع بين التطور والدقة والفتك؛ مما يخلق قدرا كبيرا من الإحراج على الجانب الآخر (حزب الله)".

واستدرك: لكن "الواقع، للأسف، لا يزال أكثر تعقيدا من الأفلام. المعنى الضمني لإلحاق الأذى بآلاف من نشطاء حزب الله في وقت واحد هو إعلان حرب، ومن المشكوك فيه أن يضبط الحزب رد فعله".

و"الحرب الشاملة صعبة جدا على إسرائيل؛ فحزب الله ليس منظمة صغيرة على غرار حماس (التي أثبتت مدى فتكها)، ولكنه جيش مع ترسانة من نحو 150 ألف صاروخ دقيق، ومجموعة متنوعة من الأسلحة الفتاكة"، وفق إيسسخاروف.

وحذر من أن "الحرب الواسعة مع حزب الله ستتسبب في العديد من الضحايا بجميع أنحاء إسرائيل، ولن يقتصر القتال بعد الآن على الحدود الشمالية، وسيكون لذلك عواقب اقتصادية هائلة وأضرار في إدارة أنظمة التعليم والصحة".

إيسسخاروف اعتبر أن "الأسئلة التي يتعين على الحكومة الإسرائيلية أن تطرحها على نفسها هي: ما هو الغرض من مثل هذه الحرب؟ وما الأهداف التي يمكن تحقيقها؟ وهل يمكن إعادة الهدوء إلى الحدود الشمالية وإبعاد حزب الله عنها؟".

ورجح أن هذه التفجيرات "لن تدفع حزب الله إلى وقف نشاطه الهجومي ضد المستوطنات الشمالية، بل إلى التصعيد. كما أنه لا ينوي الانسحاب بالكامل إلى الشمال من (نهر) الليطاني (جنوبي لبنان)".

وأردف: "لذلك، يمكننا أن نتوقع أياما، وربما أسابيع من التصعيد؛ ما قد يجبر الجيش على القيام بعملية برية (في لبنان)، بينما لا يزال يعمل على الأرض في الجنوب (غزة) ويعاني من خسائر".

و"قد يتأخر رد حزب الله؛ لأنه يريد أولا أن يفهم ما حدث وكيف تمكن الإسرائيليون (إذا كانت إسرائيل بالفعل) من اختراق صفوفه بعمق، وبعدها سيرد"، كما أضاف إيسسخاروف.

سيناريوهات متنوعة

ووفق المحلل بموقع "واللا" الإخباري الإسرائيلي أمير بوخبوط فإن "المؤسسة العسكرية لا تستبعد مجموعة متنوعة من سيناريوهات الرد".

وتابع: "بما في ذلك نطاق غير مسبوق لإطلاق الصواريخ والقذائف والطائرات بدون طيار على قواعد الجيش، وهجمات إلكترونية".

وأضاف بوخبوط أن حزب الله "قد يلجأ لتنشيط فرق موجودة في الجبهة الداخلية الإسرائيلية أو استهداف البنية التحتية وإسرائيليين في الخارج".

لكن "توسيع دائرة العمل (هجمات حزب الله) أو كثرة القتلى على الجبهة الداخلية الإسرائيلية يمكن أن تؤدي إلى رد قوي من الجيش الإسرائيلي"، كما ختم بوخبوط.

#أجهزة اتصال
#إسرائيل
#بيجر
#تفجيرات
#حزب الله
#لبنان

انقر هنا لتلقي أهم الأخبار في اليوم عبر البريد الإلكتروني. اشترك هنا.

بعد إنشاء العضوية تكون قد وافقت على تلقي الإشعارات من مواقع مجموعة ألبيرق الإعلامية وعلى شروط الاستخدام وسياسة الخصوصية