فقد أكثر من 35 ألف مواطن حياتهم، وأصيب أكثر من 105 آلاف آخرين جراء الزلزال الذي ضرب جنوبي البلاد. وتسبب الزلزال أيضا بحدوث دمار كبير في 10 ولايات تركية، فضلا عن تدمير منازل في 13 ولاية. نتحدث عن كارثة ضخمة، حيث تحركت القشرة الأرضية 7.3 أمتار بفعل الزلزال
فقد أكثر من 35 ألف مواطن حياتهم، وأصيب أكثر من 105 آلاف آخرين جراء الزلزال الذي ضرب جنوبي البلاد. وتسبب الزلزال أيضا بحدوث دمار كبير في 10 ولايات تركية، فضلا عن تدمير منازل في 13 ولاية. نتحدث عن كارثة ضخمة، حيث تحركت القشرة الأرضية 7.3 أمتار بفعل الزلزال
كما قال سكرتير مجلس الأمن الروسي شويغو: «إسطنبول تتحوّل إلى المنصة الرئيسة للمفاوضات». ومع تحوّل إسطنبول إلى مركز محوري، باتت الفرصة متاحة أمام الصحافة التركية لمتابعة التطورات عن كثب وتحليلها بعمق.ما جرى لاحقاً من أحداث، وما انعكس في وسائل الإعلام الغربية، جاء ليؤكد صحة ما كتبناه بشأن الجولة الأولى من المفاوضات التي جرت في 16 مايو (انظر: «بوتين أظهر أوراقه في إسطنبول»، 20 مايو). أمّا التطوّر اللافت الذي وقع أول من أمس، فقد جاء ليؤكد ــ وهو لا يزال طازجاً ــ ما أوردناه في مقالنا بتاريخ 30 مايو بعنوان «سوف ينقلون الحرب إلى داخل الأراضي الروسية».
أشير هنا إلى الهجوم بالطائرات المسيّرة الذي شنّته أوكرانيا عشية الجولة الثانية من المفاوضات في إسطنبول؛ فقد كان هذا الهجوم عملية معقدة استُهدفت فيها أربعة قواعد عسكرية داخل العمق الروسي بمدى يصل إلى 4000 كيلومتر، وهو ما يعدّ منعطفاً بارزاً في تاريخ الحروب وفي الحسابات الروسية على حدّ سواء.
قرأتم تفاصيل الهجوم في صفحات الصحف، لذا لن أخوض في التفاصيل مجدداً. لكن لا بد من التأكيد على ثلاث نتائج أساسية لهذا التطوّر في مسار الحرب:
أولاً: تم الهجوم عبر شاحنات محملة بطائرات مسيّرة انتحارية اقتربت من القواعد العسكرية، ثم انطلقت منها 117 طائرة FPV ("إف بي في") واستهدفت القواعد. هنا يتجلّى قصور كبير في الاستخبارات الروسية.
ثانياً: فقد الروس أكثر من 40 طائرة حربية وقاذفة ثقيلة (مثل TU-95 وTU-22M3 وA-50). يقول العارفون إن كلفة هذه المسيّرات لا تتجاوز 120 ألف دولار، بينما بلغت خسارة الروس قرابة ملياري دولار ــ وربما أكثر وفقاً لبعض التقديرات. تأملوا هذا الفارق غير المتكافئ!
ثالثاً: إن هذا الهجوم الأوكراني كان بمثابة ورقة ضغط على طاولة المفاوضات في قصر جراغان، وهو تحرّك يوازن موقف كييف. وكانت موسكو قد لجأت إلى خطوة مماثلة سابقاً؛ إذ شنّ الروس عقب الجولة الأولى هجمات مكثفة بالطائرات المسيّرة والصواريخ (298 مسيّرة و69 صاروخاً) على كييف.
فجاء ردّ أوكرانيا بهذا الهجوم الأخير. ولعلّكم تتذكرون أن المستشار الألماني ميرتس رفع القيود عن مدى الصواريخ الأوروبية الممنوحة لأوكرانيا، ومع ذلك لم يستخدم زيلينسكي هذه الصواريخ في الهجوم، بل احتفظ بها لمراحل لاحقة. إذاً النتيجة الثالثة: زيلينسكي عزّز موقعه على طاولة السلام في إسطنبول وأعاد التوازن ــ نفسياً وسياسياً ــ إلى المفاوضات. وهكذا جلس الطرفان إلى الطاولة في ظلّ هذه المعادلة.
بعد الجولة الأولى، كثّف وزير الخارجية هاكان فيدان من زياراته المكوكية بين موسكو وكييف، فالتقى بوتين في موسكو وزيلينسكي في كييف. وقد صرّح فيدان قائلاً: «نرى أن تتويج هذه المباحثات التي تُعقد في إسطنبول برعاية السيد أردوغان قد يتحقق عبر لقاء يجمع ترامب وبوتين وزيلينسكي». وهنا ينبغي وضع إشارة مهمة.
كانت الجولة الأولى قد أفضت إلى نتيجتين أساسيتين: الأولى، تبادل ألف أسير من الطرفين، وقد أُنجز هذا الملف. أما الثانية، فهي تبادل الوثائق المكتوبة التي تتضمن الشروط اللازمة لإعلان وقف إطلاق النار. وبالنسبة للجولة الثانية، نعلم ما الذي تريده أوكرانيا. يمكن تلخيص مطالب كييف كالتالي:
ما الذي تقوله صورة جراغان؟
بعد انتهاء مفاوضات جراغان، صرّح المتحدث باسم وزارة الخارجية أونجو كيتشلي قائلاً: «المباحثات لم تنتهِ بنتائج سلبية» ــ وهي عبارة دبلوماسية تحفظ هامشاً من التريث بدلاً من التصريح بأن «المفاوضات تكللت بالنجاح». أما زيلينسكي، فأعلن: «نستعد لتبادل أسرى جديد».
وحين أُرسل هذا المقال إلى الصحيفة، لم يكن قد صدر أي بيان من الجانب الروسي بخصوص مخرجات الاجتماع، لذا سنرى لاحقاً كيف ستردّ موسكو على هذه المطالب.
غير أنني أود التوقف عند صورة واحدة تعطي مؤشرات مهمة حول أجواء الاجتماع: في الجولة الأولى التي عُقدت في 16 مايو، حضر وزير الخارجية فيدان ومعه رئيس الاستخبارات هاكان فيدان. أمّا في الجولة الثانية التي انعقدت أمس، فقد ضمّ الوفد التركي أيضاً رئيس الأركان العامة الفريق أول متين غوراق، والذي جلس إلى يمينه رئيس هيئة التخطيط والمبادئ في الأركان الأميرال ألبر ينييل.
إن مشاركة رئيس الأركان شخصياً في المفاوضات لافتة للغاية؛ ذلك أن هيئة التخطيط والمبادئ تضطلع بمهمة التخطيط الاستراتيجي لجميع القضايا العسكرية. لذا لا بد من التمعّن في هذه الإضافة إلى الوفد التركي.
يقال إن الجانب الأوكراني أيضاً شارك بمستوى وزير الدفاع «وذلك ضمن البروتوكول». لكن برأيي المسألة أعمق من ذلك… فحين تنظر إلى صورة الطاولة، تتبادر إلى الذهن تساؤلات من قبيل: «هل تم التطرق إلى مسألة ضمان أمن البحر الأسود أو دور الضمانات في أوكرانيا في حال تحقق السلام؟» إذا كان تحليلي هذا صائباً، فإن ذلك يعني أن مرحلة ما بعد الحرب بدأت تُبحث فعلياً، أي أننا نقترب خطوة إضافية نحو السلام. فهل أكون مخطئاً؟ قريباً ستتضح الإجابة.
مرحبًا، تشكل التعليقات التي تشاركها على موقعنا مصدرًا قيمًا للمستخدمين الآخرين. يرجى احترام المستخدمين الآخرين والآراء المختلفة. تجنب استخدام لغة نابية أو مسيئة أو مهينة أو عنصرية.
كن أول من يترك تعليقًا.
انقر هنا لتلقي أهم الأخبار في اليوم عبر البريد الإلكتروني. اشترك هنا.
بعد إنشاء العضوية تكون قد وافقت على تلقي الإشعارات من مواقع مجموعة ألبيرق الإعلامية وعلى شروط الاستخدام وسياسة الخصوصية
اسم BIST محمي مع الشعار وفق شهادة ماركة محمية، لا يجوز الاستخدام دون إذن، ولا يجوز الاقتباس ولا التحوير، كل المعلومات الواردة تحت شعارBIST محفوظة باسم BIST ، لا يجو إعادة النشر. بيانات السوق توفرها شركة iDealdata Finans Teknolojiler A.Ş. بيانات أسهم BİST تتأخر 15 دقيقة