لطالما كان تجاهل الدول الإسلامية وعدم اهتمامها بالإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في غزة، موضوعاً يشغل تفكيري لفترة طويلة، والآن أصبحت هذه المسألة أكثر أهمية، فبعد الحروب العربية الإسرائيلية، اعتمدت الدول العربية لسنوات طويلة على الدعم الذي قدمته للقضية الفلسطينية لتعزيز شرعيتها، إلى جانب الحماية التي حصلت عليها من الولايات المتحدة. كان مقدار المساعدة التي يقدمها كل رئيس دولة للفلسطينيين، واستضافتهم، وفتح المجال الدبلوماسي لعرفات، عوامل تساهم في تعزيز شرعية الدول العربية أمام شعوبها. على الجانب
لطالما كان تجاهل الدول الإسلامية وعدم اهتمامها بالإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في غزة، موضوعاً يشغل تفكيري لفترة طويلة، والآن أصبحت هذه المسألة أكثر أهمية، فبعد الحروب العربية الإسرائيلية، اعتمدت الدول العربية لسنوات طويلة على الدعم الذي قدمته للقضية الفلسطينية لتعزيز شرعيتها، إلى جانب الحماية التي حصلت عليها من الولايات المتحدة.
كان مقدار المساعدة التي يقدمها كل رئيس دولة للفلسطينيين، واستضافتهم، وفتح المجال الدبلوماسي لعرفات، عوامل تساهم في تعزيز شرعية الدول العربية أمام شعوبها.
على الجانب الآخر، كان الانحياز في صراعات اليمين واليسار والأوساط الفكرية، في جميع أنحاء العالم يعني شيئاً معيناً؛ إذ كان اليسار يدعم القضية الفلسطينية، بينما كان اليمين أو مناصرو الولايات المتحدة يدعمون إسرائيل.
إسرائيل التي تعتبر ولاية أمريكية في الشرق الأوسط، تتحكم أيضًا في الإدارة الأمريكية بفضل الاحتكار الصهيوني الذي أسسته. ويحتاج هذا النهج إلى بضع جمل لتوضيحه. يسيطر اليهود الصهاينة على القوة المالية في العالم؛ وهذا الاحتكار يخلق احتكاراً في الإعلام والتجارة، وهذان الاحتكاران يسيطران بشكل مباشر على السياسة الأمريكية. واليوم يتم مراقبة 80% من أعضاء الكونغرس من الحزبين الديمقراطي والجمهوري والتحكم بهم، بواسطة شركات اللوبي الإسرائيلية.
- إذا عارض أحد أعضاء الكونغرس إسرائيل فلن يُنتخب مرة أخرى.
- إذا نطق فنان سينمائي بجملة واحدة ضد إسرائيل، فسوف تدمر حياته.
- إذا غنّى مغنٍ مشهور جملة تتعارض مع مصالح الصهيونية، لن يتمكن من الوقوف على المسرح.
- لا يمكن لصحيفة أو صحفي أن يقدم معلومات حول العصابة الصهيونية.
- لكم أن تتخيلوا أن قناة بي بي سي لم تذكر أي خبر عن اغتيال إسماعيل هنية رغم اهتزاز العالم بأسره بهذا الخبر.
في العصور الوسطى، كانت محاكم التفتيش والبابوية تتحكم في الجماهير المسيحية، واليوم هي تحت الهيمنة اليهودية، لا تملك أي حق في أي أمر.
وفي ظل إدارة الديكتاتوريين للدول الإسلامية وتعرضها المستمر للاحتلال، تعمل الولايات المتحدة وإسرائيل على تعميق الاحتلال بشكل منهجي، في حين انضمت السعودية خاصة، والإمارات والأردن إلى صف إسرائيل في هذا الصراع، دون أن يكترثوا بما تفكر به شعوبهم.
عندما واجهت الدولة العثمانية خطر الانهيار، برزت تيارات فكرية جديدة سعت إلى إنقاذها. وقام يوسف أقجورا بتصنيف هذه التيارات إلى ثلاثة أنماط سياسية، نوقشت جميع جوانبها وحظيت بدعم كبير. وما زالت هذه التيارات الثلاثة: الإسلاموية والقومية والغربية، حاضرة بقوة في المشهد السياسي التركي حتى يومنا هذا. فتارة تؤثر إحداها وتارة أخرى، وأحياناً تتفاعل جميعها معاً في سياق السياسة التركية.
في المرحلة التي وصلنا إليها اليوم يمكننا مناقشة موضوعين: إذا أردنا أن نطرح أيديولوجية لإنقاذ مستقبل البشرية، فهل سيكون ذلك من خلال توسيع نفوذ تركيا وبناء إمبراطورية جديدة، أم من خلال تحقيق الوحدة الإسلامية؟
كثيراً ما أردد مقولة ابن خلدون: "الماضي أشبهُ بالآتي من الماء بالماء."
نحن أمة أسست أكثر من نصف الإمبراطوريات التي شهدها التاريخ، وحولت آخرها، وهي الدولة العثمانية، إلى حضارة متقدمة.
إن وقوف أعضاء الكونغرس الأمريكي وتصفيقهم الحار لشخص ارتكب مجزرة راح ضحيتها أربعون ألف مدني، رغم وصفه بأنه مجرم حرب ومرتكب إبادة جماعية، والذي تجسدت فيه روح هتلر، يعدّ من أظلم صفحات التاريخ الإنساني. قد يصمت المرء خوفًا أو عجزًا عن فعل شيء، لكن التصفيق لهتلر يعد إيذانًا بنهاية الإنسانية.
لقد اشتهرت هذه الأمة عبر التاريخ بأنها أقامت إمبراطوريات عُرفت بالعدل والرحمة والإنصاف، وحملت لقب "دولة العدل". وقد استمدت هذه الحضارة قوتها من مبادئ الإسلام الخالدة المستمدة من الوحي، كما أنها تبنت تقاليد وعادات الأتراك ومُثُل الحكم العادل التي امتدت لآلاف السنين.
لقد نجح الغرب على مدى ثلاثة قرون في شيء واحد، لقد تمكنوا من تحويل عقليتهم القائمة على الاحتلال والدم والاستعمار إلى عقائد مقدسة شبيهة بأوامر إلهية، كما نجحوا في احتقار جميع الأديان والحضارات الأخرى وإنكارها وجعل كل القيم التي قامت عليها تلك الحضارات تُنسى.
لم يكن الغرب يوماً عادلاً، لكنه تمكن من إخفاء ظلمه. أما في الآونة الأخيرة فقد عجز عن إيجاد مبررات لما يقوم به من احتلال وظلم وجرائم إبادة جماعية.
إن العالم يتجه نحو نظام متعدد الأقطاب، ونحن بحاجة إلى قوة عظمى بحجم إمبراطورية قادرة على حماية حقوق وحريات الأتراك والمسلمين والشعوب المستضعفة في هذا العالم، بدلاً من السعي للهيمنة على الآخرين.
إن المسيحية دين بلا قانون، لذلك هي تحت هيمنة اليهودية. واليهودية بدورها لم تعد ديناً، بل أصبحت مرتعاً للانحراف الصهيوني. تخيلوا أن العالم الإسلامي بأكمله تحول إلى تنظيمات إرهابية على غرار داعش التي أنشأتها وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية. واليوم باتت اليهودية تتبنى أفكار داعش بشكل مباشر.
وبما أن الإسلام دين باقٍ إلى يوم القيامة، فإننا نمتلك رموزاً تاريخية وثقافية ودينية قوية، قادرة على إلهام البشرية. يجب أن نسعى لتحقيق حلم الإمبراطورية من أجل خلاص البشرية، وأن يكون هذا الحلم هو إقامة دولة عادلة.
إن هذه الحضارة المادية آيلة إلى الزوال، والصورة الأخيرة لهذه الحضارة القائمة على المادة والثروة هي جلوس المثليين والمنحرفين على مائدة العشاء الأخير.
إذا كانت آذاننا قد صمت عن سماع بشارة السماوات، فسوف نكسر يوماً ما قيود الخيانة هذه. فلنسلم أمرنا لله.