انتقلت الحرب إلى الخليج، والهدف هو إطلاق حروب مكة

09:4613/06/2017, Salı
تحديث: 13/06/2017, Salı
إبراهيم قراغول

لقد كُشف الستار عن كافة المخططات السرية ضد تركيا وضد منطقتنا، ولم يعد هناك أي شيء غامض في الحسابات المستهدفة لتركيا وإيران والسعودية والمنطقة.ومن المؤكد أنهم سينفذون في تركيا وإيران ومصر كل ما طبقوه على العراق وسوريا ، ولا شك أن هذه الأحداث كلها هي الخطوات التالية للخطوات التي بدأت في حرب الخليج عام 1991، فهناك مخطط منهجي لم يتمّ التراجع عنه أبدًا، ولقد تمّ تصميم ورسم كل عملية اعتدائية وكل مشروع ديمقراطي وكل خلاف أو محاولة صلح، بناءً على حسابات هدم وتجزئة المنطقة.المؤامرة تُرسم اعتمادًا على سذاجتناتأجيل

لقد كُشف الستار عن كافة المخططات السرية ضد تركيا وضد منطقتنا، ولم يعد هناك أي شيء غامض في الحسابات المستهدفة لتركيا وإيران والسعودية والمنطقة.


ومن المؤكد أنهم سينفذون في تركيا وإيران ومصر كل ما طبقوه على العراق وسوريا ، ولا شك أن هذه الأحداث كلها هي الخطوات التالية للخطوات التي بدأت في حرب الخليج عام 1991، فهناك مخطط منهجي لم يتمّ التراجع عنه أبدًا، ولقد تمّ تصميم ورسم كل عملية اعتدائية وكل مشروع ديمقراطي وكل خلاف أو محاولة صلح، بناءً على حسابات هدم وتجزئة المنطقة.


المؤامرة تُرسم اعتمادًا على سذاجتنا

تأجيل عملية احتلال العراق لحد عام 2003 وعمليات العراق الشمالية والقوة المطرقة، وخداع دولة تركيا في هذا الموضوع، والنقطة التي وصلنا إليها اليوم، وابتداء حرب سوريا، والاستعداد لتجزئة سوريا، وتجزئة سوريا عن طريق منظمة بي كا كا الإرهابية، واحتلال تركيا، ومخططات دمج خرائط سوريا الشمالية بخرائط العراق الشمالية، وحسابات قناة العراق الشمالية والبحر الأبيض المتوسط كلها مخططات أو خطوات مشتركة لمشروع مدمر واحد.


وللأسف تم رسم كافة هذه المؤامرات بناء على سذاجة منطقتنا، وقلة بصيرتها وضعفها، حيث أنه تم إطلاق المخططات الاستيلائية قبل انتهاء الحرب الباردة، ولقد كانت مصطلحات مقاومة الإرهاب ومراكز مقاومة الإرهاب مجرد مصطلحات سياسية تهدف إلى هذه العمليات الاستيلائية، والغرب بادر بثاني أكبر محاولة استيلاء بعد الحرب العالمية الأولى، واستهدف من خلال ذلك مدننا، ونفّذ كل ذلك بروح حرب صليبية.


وبالطبع كان أهم رأسمال لديهم هو الدم الخائن لدى قادة الدول الإسلامية وأنظمتها وكوادرها السياسية ومحيطها الفكري، وإن لم يكن عامل الخيانة فهناك عامل حتمي آخر وهو غباء وسذاجة هذه الدول.


خونة المنطقة ومسوّقوا العمليات الاستيلائية

إن الخونة في هذه المنطقة رجال مرهونون ومباعون وليس لديهم أيّ خيار آخر سوى الانحناء والركوع لهؤلاء.


فهؤلاء من يحدد الصح والخطأ، ومن يحدد الصديق والعدو، ومن يحدد التحالفات في خريطة القوة المحلية، أما نحن فليس لدينا خيار سوى مشاهدة ما يفعلون وتأييده.


وبمجرد أن نرفع صوتنا تجاههم وننادي بأنهم "يخدعوننا، وينفذون المشاريع الاستيلائية عن طريق خونة المنطقة، وأنهم سيدمرون المنطقة بأكملها، وسيخلقون الصراعات بين الطوائف كلها، وأنهم سيحرضون الدول الإسلامية تجاه بعضها، وهذا ما يفعلونه الآن، وأنه يجب علينا أن نقول لهم كفى ونمنعهم ونقف أمامهم" نواجه اعتداء دوليًّا مثل عملية 15 يوليو/تموز يستهدف بلدنا.


وبهذه الحالة لا يمكن لأي أحد أو أي إدراة أو أي حركة سياسية أو تيار أن يبرر موقفه بقوله " كنت جاهلًا ، ولا أعرف كيف حصل كل ذلك"، وكل من يحاول تستير هذه المشاريع الاستيلائية في الرأي العام ومسحها من أذهان البشر، وكل من يحاول صرف الأذهان عن هذه الحقائق يعتبر جزءً وعميلًا لهذه المشاريع ويعتبر من المسوقين المحليين لهذا المشروع الكبير، ومما لا شك فيه أن هؤلاء هم العناصر الخائنة والمسوقة لهذه المشاريع، لذلك عليكم تقييمهم بناء على هذه الحقيقة، فإن لم نر حقيقتهم لن نكتشف هذه الخيانة إلا بعد أن تطرق أبوابنا، وفي تلك اللحظة لن ينفع أي شيء.


منظمة بي كا كا هي خطر خارجي، وقوة احتلالية تعمل من أجل الصليبيين..

لقد استولوا على كافة الدول والمجتمعات حتى خضعت لسيطرتهم، وبعد أن وصلوا إلى الدرجة المطلوبة بدؤوا بتجزئة الدول لتحويلها إلى دويلات وإنشاء دول جديدة بدلًا منها، والغرب اليوم يقوم بإنشاء دويلات جديدة تحت وصايتها ويعيّن دمىً جديدة على رأس الدويلات وذلك لتتمكن من إدارة ما بعد القرن الواحد والعشرين.


ولقد أضلّوا سبيل الربيع العربي الذي شمل الانتفاضات والاحتجاجات الشعبية ضد الظلم، ودعموا الأنظمة الظالمة، ونفّذوا العمليات الاعتدائية الدولية تجاه الحرية المصرية، وساندوا الدكتاتوريين، لأن المنطقة كانت ستنهض بنجاح الشعب ، وكان سيستحيل إدارة منطقة الشرق الأوسط واستعمارها بعد ذلك، وهكذا كانت ستهتز القوة العالمية.


لذلك استمرت المحاولات الاحتلالية عن طريق أمثال السيسي وعن طريق دول مثل دولة الإمارات العربية المتحدة التي وقفت مع كل محاولة إرهابية، وهكذا تم تحريض الدول فيما بينها وفتح الجبهات الجديدة بهدف التجهيز للحرب المحلية.


وكافة المجموعات الإرهابية هي جزء من هذه التدخلات الدولية، وتنظيمي الـ بي كا كا والـ بي يي دي هما من أكبر التنظيمات الخائنة لهذه المنطقة، وهذان التنظيمان يشكلان خطرًا خارجيًا، لأنهما من أكثر المجموعات الفعالة في أهداف تجزئة المنطقة. وإنّ تنظيمي الـ بي كا كا وداعش مدعومان من نفس المصدر، ويداران من نفس المركز، أي كلاهما من منفذي مخططات الاستيلاء الصليبي.


ها هنا قلب ومحور الإنسانية..

هذا الشريط الممتد من سواحل الأطلسي إلى المحيط الهادي هو مركز الحضارة العالمية، وهو حوض اللغات والثقافات، وهو مركز الأديان والمذاهب، هنا قلب الكرة الأرضية، وهنا أجداد الإنسانية وتاريخها، وهنا الجزء الأكبر لقنوات التجارة ومصادر الطاقة، وهذا الشريط يحتل الجزء الأكبر لممرات التجارة البرية والبحرية، وهنا ستلد لغة المعارضة تجاه هيمنة الغرب وهنا ستكبر وتنضج، ومن هنا ستنطلق المعارضة.


لذلك يُعاش هنا أقسى أنواع الحروب، ودولتنا تقع في مركز كافة هذه الحروب والأزمات، ونحن الدولة الوحيدة التي يمكنها الوقوف خارج الحروب الطائفية والمذهبية وخارج حروب النفط، كما أننا نحن الدولة الوحيدة التي يمكنها أن توجّه سائر المنطقة، حيث أن الكلمة والقوة سوف تولد من هنا وتنضج من هنا، وسوف نتأثر من كل اعتداء استهدف منطقتنا كما نتأثر تمامًا من الاعتداءت التي تستهدفنا.


مخطط القضاء على المنطقة عن طريق حرب السنة والشيعة

وموقف دولة تركيا في هذا السياق تجاه أزمة قطر هو موقف متوازن وصحيح، والطرف الذي أطلق الحروب الطائفية والمذهبية عن طريق المجموعات تهيئ لحرب إيران والسعودية عن طريق توسيع نطاق هذه الحروب، ودولة تركيا هي الدولة الوحيدة التي يمكنها أن تمنع تلك الجبهتين وأن تقترح عليهما أو تلزمهما على حلول معقولة.


لقد كتبت مرارًا حول "انسحاب دول الخليج للحروب خلال عام أو عامين من انتهاء حرب سوريا"، وشرحت مرارًا احتمالات ضرب إيران للخليج، وأن الهدف النهائي لطهران هو الاستيلاء على مكة وضرب السعودية رغمًا عن السعودية التي تحاول توجيه الحرب إلى إيران. تمكن الغرب برسم مؤامرة كان محورها الهوية المذهبية، وكلا الدولتين وقعت في الفخ بعد أن ضعفت أمام طمعها، وسنشاهد هذه الحروب على أنها حروب بين السنة والشيعة، وسنحدد صفنا بناء على اسم هذه الحرب، لكننا سنكتشف بعد فوات الأوان بأن هذه الحرب كانت مخطط هادفًا للقضاء على منطقتنا، وسيُقضى علينا إن لم نكن عقلانيّين، وفي تلك اللحظة لن تبقى إيران ولا السعودية، فهل من المعقول أن نسكت أمام كل هذه الأحداث رغم وجود مخططات القضاء على كافة دول المنطقة فيما بينها تركيا؟


انتقلت الحرب إلى الخليج، والهدف هو إطلاق حروب مكة

من الممكن أن يتمّ تخفيف أزمة قطر، لكنّ أزمة قطر فتحت المجال لنقطة هامة وهي: بداية توجه الحرب من سوريا إلى الخليج العربي، وحتى لو تم تخفيف أزمة قطر فلقد حصل ما حصل ولا يمكن أن تنصرف هذه الأزمة عن الخليج بعد الآن، وهذا ما ينتظر أن يحصل خلال السنتين القادمتين: تقسيم المنطقة إلى جبهتين عدوتين على رأسهما إيران والسعودية، وانطلاق حروب مذهبية غير متناهية، وتوسع حدود الحرب حتى تصل مكة وتطرق الدبابات أبواب الكعبة.


وهذا ما يهدف إليه الغرب: دعوا القضاء على دول المنطقة على جنب بل القضاء على قيم الدين الإسلامي ليشكل عدوًّا عالميًا. أظنّ هذه هي حساباتهم النهائية، ومن المؤسف أن مشروع حروب مكة هو منتج لهذا الهدف..


وبالطبع هذه الاحتمالات سارية طالما لم نستيقظ أو لم نُفشل حساباتهم...

#إبراهيم قرا غول
#يني شفق