يني شفق

قامت تركيا بمقاطعة إسرائيل.. أما حزب الشعب الجمهوري فقد قاطع تركيا.. أنتم تمتحنون صبر الشعب، وفي الحقيقة أنتم تريدون حربًا أهلية.. حزب الشعب الجمهوري لم يعد حزبًا سياسيًا بل أصبح تنظيمًا يحارب تركيا.. إنه تهديد داخلي!.. إنه قوة احتلال من الداخل!.. ستُدفن تحت الأنقاض يا أوزغور!

04:0227/03/2025, الخميس
تحديث: 2/04/2025, الأربعاء
إبراهيم قراغول

تركيا قاطعت إسرائيل وحزب الشعب الجمهوري قاطع تركيا... تركيا تحاول إيقاف إسرائيل، وحزب الشعب الجمهوري يحاول إيقاف تركيا. تركيا وقفت في صفّ الإنسانية ضد الإبادة الجماعية، أما حزب الشعب الجمهوري فوقف ضد تركيا في صفّ إسرائيل والإبادة. لم يعد هذا الحزب حزبًا سياسيًا. بل تحوّل إلى نوع جديد من التنظيم. إنه جبهة داخلية، تهديد داخلي. دخل في حرب من الداخل ضد تركيا. وسيكون لهذا ثمن باهظ. لا شك أن لذلك ثمنًا. إنها خيانة جديدة ظهرت في التاريخ الأناضولي الذي يمتد لألف عام. وسيُفعل ما فُعل دائمًا على مدى ألف عام!

تركيا قاطعت إسرائيل وحزب الشعب الجمهوري قاطع تركيا... تركيا تحاول إيقاف إسرائيل، وحزب الشعب الجمهوري يحاول إيقاف تركيا.


تركيا وقفت في صفّ الإنسانية ضد الإبادة الجماعية، أما حزب الشعب الجمهوري فوقف ضد تركيا في صفّ إسرائيل والإبادة.


لم يعد هذا الحزب حزبًا سياسيًا. بل تحوّل إلى نوع جديد من التنظيم. إنه جبهة داخلية، تهديد داخلي. دخل في حرب من الداخل ضد تركيا.


وسيكون لهذا ثمن باهظ. لا شك أن لذلك ثمنًا. إنها خيانة جديدة ظهرت في التاريخ الأناضولي الذي يمتد لألف عام. وسيُفعل ما فُعل دائمًا على مدى ألف عام!

إننا أمام مشكلة جينية. فهذه الأوساط التي تبدو أقرب إلى إسرائيل منها إلى تركيا تعاني من عدم توافق جيني مع تركيا. لأن ما نراه لم يعد مجرد توجّه سياسي، بل أشبه بمرض عضال. وهو مرض بدأ ينخر تركيا من الداخل ويفسد بنيتها.


لقد تجاوز الأمر مسألة حزب الشعب الجمهوري، فنحن أمام حالة مختلفة تمامًا. عندما قُتل 20 ألف طفل في غزة، دعمتم الإبادة. لم يكن لديكم ضمير، ولا رحمة.


قُتل 20 ألف طفل. وشهدنا إبادة جماعية كبرى. تم القضاء على الأطفال والنساء بشكل منهجي. وظهرت جميع صور الوحشية التي تهين الجنس البشري. كانوا بشرًا. كانوا بلا سند. كانوا شعبًا تُرك وحيدًا على وجه الأرض. العالم بأسره نهض رفضًا لهذه المجازر.

الضمائر انفجرت. الناس خرجوا إلى الشوارع. حتى في المدن الأوروبية، بكى مئات الآلاف لأجل فلسطين. تحرّكت كل مدن العالم. لكنكم لم تنطقوا بكلمة واحدة. لم يكن لديكم ضمير، ولا رحمة. وقفتم إلى جانب إسرائيل، إلى جانب المجرم المرتكب للإبادة. وصافحتم الوحشية كمن لا يملك أي قيمة إنسانية.

اشترَيتم المنتجات الإسرائيلية التي قاطعها الناس… وتفاخرتم أمام الشعب بها. في حين أن إسرائيل كانت تتعرض لمقاطعة واسعة – في تركيا وفي معظم دول العالم – على الأقل من باب فرض ردع، أنتم لم تشاركوا في هذه المقاطعة.


بل أكثر من ذلك: اشتريتم المنتجات التي كانت قيد المقاطعة، وقدمتم دعمًا مباشرًا للإبادة. حاولتم الحفاظ على تلك العلامات التجارية، وقفتم أمام المقاطعة. ذهبتم إلى مقاهي القهوة التي دُعيت للمقاطعة، وظهرتم فيها علنًا، وأظهرتم التضامن معها.


مع أن هذه القضية لا تتعلق بأيديولوجيا، ولا بدين أو مذهب أو قومية. كانت قضية إنسانية بحتة. لكنكم اخترتم أن تستعرضوا أنفسكم على الجبهة المعادية للإنسانية.


أنتم تكرهون كل ما هو "مسلم" وكل ما هو "تركي". لكنكم اليوم تقاطعون العلامات التجارية الوطنية.

إذًا، أنتم تعرفون كيف تقاطعون! تعرفون كيف تعارضون! لكنكم لم تفعلوها من أجل الإنسانية، ولا من أجل بلادكم، ولا من أجل دولتكم أو شعبكم أو وطنكم.


أنتم تكرهون كل شيء مكتوب عليه "مسلم" أو "تركي". تتنصلون من كل ما هو تركي. تعارضونه، وتتموضعون ضده. لا انتماء لكم لتركيا.

ولا احترام لديكم لقيم وهوية هذا البلد، ولا رابط يربطكم به.

بل على العكس، أنتم في صراع مع هذا الوطن، ومعنا. أنتم على خلاف مع كل من هو مسلم، وكل من هو تركي.


أنتم تهاجمون المساجد والمقابر. وكنتم قد دعمتم الإبادة الجماعية في سوريا أيضًا


تعتدون على المساجد. تهاجمون المقابر. تهاجمون المصلين. وتشتمون رئيس الجمهورية وعائلته وماضيه. في مسجد شهزاداباشي، بينما كان الناس يصلّون، قمتم بعزف الطبول والمزامير ورقصتم، وأحدثتم ضجيجًا لإزعاجهم. ثم غادرتم المكان بمجرد انتهاء الصلاة.


لقد أظهرتم هذه القسوة، وعداءكم للإسلام، وعداءكم لتركيا أيضًا خلال الحرب في سوريا. عندما تعرّض عشرات، بل مئات الآلاف للمجازر، دعمتم نظام البعث في سوريا، ذلك النظام القاتل المرتكب للإبادة. لم تقفوا في صفّ الإنسانية، بل اخترتم مجددًا صفّ القتلة والمجرمين.


وعندما فرّ الأبرياء من أهوال الحرب إلى بلدنا، عاملتموهم بإهانة وعداء لا يُصدق، وألحقتم بهم الأذى والشر. ولم تقفوا مرة أخرى في صفّ الإنسانية، بل وقفتم إلى جانب الظلم والشر.


أنتم تمتحنون صبر هذا الشعب. أنتم من أشعلتم الفتن الطائفية. أنتم في الحقيقة تريدون حربًا أهلية! وها أنتم تكررون السيناريو ذاته من جديد.

بذريعة الدفاع عن شخص متورط في الفساد، أحكم قبضته على إسطنبول وتركيا عبر شبكة كالأخطبوط، وبذريعة شخص أسّس لنفسه بنية شبيهة بالتنظيمات الإرهابية، بدأتم بشنّ هجمات جديدة داخل تركيا.


تحرقون، وتدمّرون، وتعتدون

تمتحنون صبر الأغلبية الصامتة

تحرّضون بشكل لا يُصدق لإشعال نزاع داخلي


لقد عشنا سابقًا حروبًا عرقية بسبب هذا النهج الذي تتبنونه. وأشعلتم النزاعات الطائفية بالطريقة ذاتها. أنتم في الحقيقة تخوضون حربًا ضد تركيا. أنتم "قوة احتلال داخلية".

في أحداث "غيزي"، حاولتم إسقاط النظام تحت غطاء الإرهاب. كان يدير تحرّكاتكم في شوارع إسطنبول عناصر استخبارات من ألمانيا والولايات المتحدة وبريطانيا. كنتم تقولون: "سنهدم تركيا".


وفي انقلاب 15 يوليو/تموز، تحالفتم مع القوى الخارجية التي تدخلت ضد تركيا. تحرّكتم مع قوات الاحتلال. وفتحتم لهم الباب من الداخل. وخنتم الوطن بخيانة دنيئة، عبر دعم هجمات تستهدف تصغير تركيا وتفتيتها.


أنتم "قوة احتلال داخلية" بكل ما تعنيه الكلمة من معنى. كل ذرائعكم مجرّد حجج واهية. كل اعتراضاتكم ملفقة. أنتم تخوضون حربًا ضد تركيا. ومن أجل هذا الهدف، تستخدمون كل ثغرة، وكل احتمال، وكل حجة متاحة.

كل السيناريوهات التي تستهدف إضعاف تركيا تُنفّذ عبركم أنتم.

#تركيا
#حزب الشعب الجمهوري
#إضعاف تركيا
#انقلاب تموز
#أوزغور أوزيل
التعليقات

مرحبًا، تشكل التعليقات التي تشاركها على موقعنا مصدرًا قيمًا للمستخدمين الآخرين. يرجى احترام المستخدمين الآخرين والآراء المختلفة. تجنب استخدام لغة نابية أو مسيئة أو مهينة أو عنصرية.

لا توجد تعليقات حتى الآن

كن أول من يترك تعليقًا.

انقر هنا لتلقي أهم الأخبار في اليوم عبر البريد الإلكتروني. اشترك هنا.

بعد إنشاء العضوية تكون قد وافقت على تلقي الإشعارات من مواقع مجموعة ألبيرق الإعلامية وعلى شروط الاستخدام وسياسة الخصوصية