ظهور طائرة نتنياهو في أثينا.. هل لاذ رئيس الوزراء الإسرائيلي بالفرار؟

في ردٍ على هجمات إسرائيل، شنّت طهران سلسلة من الضربات الصاروخية والطائرات المسيرة الانتحارية استمرت في ثماني موجات متتالية، واخترقت "القبة الحديدية"، وأحدثت دمارًا كبيرا في العديد من المدن المستهدفة، وخاصة تل أبيب. وأسفرت الهجمات عن مقتل العشرات من الإسرائيليين وإصابة المئات، وتحولت حدة التوتر المتصاعد بين إيران وإسرائيل الليلة الماضية إلى ما يشبه حالة حرب حقيقية. وذلك بعد أن شنّ الجيش الإسرائيلي هجمات عنيفة على عدة مدن إيرانية، بما في ذلك طهران، لتردّ إيران بصواريخ وطائرات مسيّرة انتحارية.

وقد تسببت هذه الهجمات في أضرار جسيمة بالعديد من المباني، واضطرت السلطات إلى إخلاء بعضها خشية انهيارها. وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية أن هناك ما لا يقل عن 35 شخصاً ما زالوا في عداد المفقودين، فيما تستمر تقديرات الأضرار في الازدياد مع مرور الوقت. وانتشرت في وكالات الأنباء العالمية مشاهد لمواطنين إسرائيليين يُنتشلون من تحت الأنقاض في تل أبيب بين قتلى وجرحى. هذه المشاهد أثارت تعليقات مفادها أن "المشهد الذي اعتاد العالم على رؤيته في غزة لعقود، بات اليوم يُرى في شوارع تل أبيب"، ما أثار حالة من الذعر الشديد داخل إسرائيل، وتم إخلاء مطار بن غوريون بالكامل.

وكانت الطائرة الرسمية للقاتل نتنياهو أول طائرة تغادر المطار، حيث رصدت قناة "TRT" الطائرة التي توجهت إلى اليونان في مطار أثينا. ووفقًا لبعض الادعاءات، فقد لجأ نتنياهو إلى أثينا هربًا من الضربات الإيرانية، إلا أن هذه الأنباء لا تزال غير مؤكدة، رغم أن طائرته ظهرت بالفعل في العاصمة اليونانية.

وقد أظهرت بيانات موقع تتبع الرحلات الجوية "Flightradar" مسار الطائرة التي انطلقت من تل أبيب إلى أثينا. كما قامت قناة "TRT" بتوثيق وجود الطائرة الرسمية للقاتل نتنياهو على أرض مطار أثينا الدولي، وأكّدت أنها الطائرة الرسمية التي يستخدمها كل من نتنياهو والرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ. ولوحظ كذلك وجود 4 إلى 5 طائرات مدنية قرب طائرة نتنياهو.

أزمة نتنياهو في اليونان..  نتنياهو ووزراء دولة الإرهاب إسرائيل مع عائلاتهم في أثينا والشعب الإسرائيلي في الملاجئ

في ظل الردود الإيرانية التي دفعت سكان إسرائيل إلى الملاجئ، انتشرت مزاعم مثيرة للجدل مفادها أن القاتل نتنياهو ووزراء "دولة الإرهاب" الإسرائيلية أرسلوا عائلاتهم بالطائرات إلى أثينا. هذا الأمر أثار ردود فعل غاضبة في اليونان، حيث علت الأصوات المنددة بـ"تحول اليونان إلى مرآب آمن" لدولة الإرهاب إسرائيل. ومع تحوّل التوتر بين إسرائيل وإيران إلى مواجهة عسكرية مباشرة، شنت إسرائيل هجمات على تبريز وطهران ومدن إيرانية أخرى، فيما ردّت إيران بعملية سُمّيت "الوعد الصادق-3"، مستهدفة عدة مواقع إسرائيلية.

توقف حركة الطيران

في خضم هذا التصعيد تعرّضت مدن تل أبيب، ورمات جان، وريشون لتسيون، وميناء حيفا لعشرات الضربات الصاروخية، ما أثار حالة من الهلع والخوف داخل إسرائيل، وأدى إلى إغلاق المطارات وتعليق جميع الرحلات الجوية. وتم إجلاء عشرات الطائرات من البلاد، وفي مقدّمتها الطائرات الحكومية الإسرائيلية. وقد رُصدت ثلاث طائرات حكومية إسرائيلية في مطار أثينا الدولي، من بينها الطائرة الرسمية المعروفة باسم "أجنحة صهيون" والتي تُستخدم في الزيارات الرسمية لرئيس الوزراء نتنياهو.

"هرَّبوا أقاربهم ونحن تحت القصف الصاروخي"

وأكدت مصادر في وزارة الخارجية اليونانية وصول الطائرات إلى أثينا. وفي الوقت ذاته تناقلت وسائل إعلام إسرائيلية تقارير تشير إلى أنّ عدداً من عائلات الوزراء الإسرائيليين، فضلاً عن الدائرة المقربة من نتنياهو، أُرسلوا إلى أثينا. وأثار هذا الأمر موجة انتقادات شديدة لدى الرأي العام الإسرائيلي، إذ عبّر عدد كبير من الإسرائيليين عن غضبهم من إيلاء المسؤولين الأولوية لأمن عائلاتهم في حين يرزح عامة الناس تحت القصف، خصوصاً أن إسرائيل تشهد منذ ثلاثة أيام متواصلة سقوط صواريخ بشكل مكثف. وانتقد كثيرون حكومة نتنياهو بشدة، معتبرين أنها تخلّت عن الشعب وتركته وحده يواجه الهجمات.

ميتسوتاكيس يدفع باليونان نحو العزلة.. صمتٌ مريب إزاء غزة

وفي ظل استمرار ردود الفعل الغاضبة على هبوط طائرة نتنياهو في أثينا، وجّهت أحزاب المعارضة اليونانية انتقادات شديدة لسياسة الحكومة، معتبرة أن "نهج التحالف غير المشروط الذي تنتهجه حكومة ميتسوتاكيس يقود اليونان إلى عزلة دولية".

وقد أعربت أحزاب المعارضة، ولا سيما حزب "سيريزا"، عن اعتراضها المتواصل على السماح للطائرات الإسرائيلية بالهبوط في مطار العاصمة أثينا. كما استنكرت المحادثة الهاتفية التي جرت بين رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس ورئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، مشيرة إلى أن ميتسوتاكيس امتنع مجددًا عن توجيه أي إدانة صريحة لحكومة تل أبيب، واكتفى بالتشديد على ضرورة منع إيران من امتلاك السلاح النووي.

وجاء في بيان "سيريزا" أن اقتصار رئيس الوزراء اليوناني على التمنيات بالسلام والدعوة إلى حل دبلوماسي لا يُعدّ كافيًا، كما أشار البيان إلى أن اليونان، رغم كونها عضوًا غير دائم في مجلس الأمن الدولي، لم تقدم على أي خطوة ملموسة لدعم دعوات وقف إطلاق النار. وأضاف أن هذا الموقف السلبي للحكومة دفعها أيضًا إلى التزام الصمت تجاه منع السلطات المصرية لناشطين يونانيين كانوا يسعون لإيصال مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة.

لا بد من تحرك من أجل السلام... "لقد أصبحنا مرآبا آمناً لإسرائيل"

وجاء في بيان حزب سيريزا أن الخطوات التي اتخذتها الحكومة تتعارض مع خط السياسة الخارجية اليونانية السلمية، مؤكداً أن "احترام القانون الدولي والسلام يتطلبان الآن أفعالاً لا أقوالاً". وفي بيان صادر عن حزب "اليسار الجديد"، طُرح السؤال التالي: "لماذا تحولت البلاد إلى "مرآب آمن" لدولة إسرائيل؟". وطالب البيان الحكومة بتقديم توضيح للرأي العام متسائلًا: "بأي مبرر تستضيف الأراضي اليونانية طائرة نظام دولة إرهابية؟"