تخرج من جامعة مرمرة للاقتصاد والعلوم الإدارية قسم "الإدارة العامة والعلوم السياسية". يعمل كصحفي منذ أكثر من 15 عامًا. كتب العديد من التقارير والمقالات البحثية والتاريخية في صحيفة يني شفق منذ عام 1997. حصل على جائزة "قسم التقرير" من نقابة الصحفيين بتركيا 2004، وذلك في إطار جوائز الإنجاز الصحفي التركي. له أربعة كتب في مجال السيرة الذاتية. شغل مناصب مختلفة في منظمات غير حكومية.
أثار قصف ترامب لإيران مفاجأة كبيرة لدى المحرّضين المزمنين على "الحروب الأمريكية التي لا نهاية لها"، وأدخل عليهم سعادة بالغة في الوقت ذاته. وبذلك، أظهر ترامب أنه، رغم ادعائه العداء لهم، لا يزال يواصل خدمة أهداف المحافظين الجدد في السياسة الخارجية. أما أنصار ترامب من حركة "اجعل أمريكا عظيمة مجددًا" الذين كانوا يرددون أن "هذه ليست حربنا"، فلم يكن نصيبهم سوى التذمّر غير المجدي.
في عدد صحيفة "نيويورك تايمز" الصادر بتاريخ 26 مارس 2015، نُشر مقال لجون بولتون، أحد أكثر رموز المحافظين الجدد تطرفًا، بعنوان: "اقصف إيران لإيقاف قنبلتها". بولتون هو من مهندسي كذبة "أسلحة الدمار الشامل" التي كانت ذريعة لغزو العراق عام 2003، وقد قضى ما يقرب من 30 عامًا من حياته ناطقًا رسميًا باسم الأكاذيب الإسرائيلية.
في عام 2015، كان الرئيس الأمريكي باراك أوباما يستعد لتوقيع الاتفاق النووي مع إيران، بينما كان نتنياهو يحاول إفشال تلك الجهود. وقد كان مقال بولتون في "نيويورك تايمز" جزءًا من حملة نتنياهو في هذا الاتجاه. وقد وصف بولتون تقارير الاستخبارات الأمريكية التي تؤكد عدم وجود برنامج نووي عسكري لدى إيران بأنها "وصمة عار"، واعتبر أنها لا تعدو أن تكون أضغاث أحلام.
وفي اعتراف ضمني، أقر بولتون في مقاله بامتلاك إسرائيل لأسلحة نووية، لكنه زعم أن هذه الأسلحة لا تُستخدم للهجوم بل للردع فقط. وفي حين ادّعى أن إيران باتت قريبة جدًا من امتلاك القنبلة النووية، قال: "الوقت قصير للغاية، لكن هجومًا الآن قد ينجح".
طالب بولتون بتدمير شامل للمنشآت النووية الإيرانية على يد الولايات المتحدة، معتبرًا أن إسرائيل يمكنها تنفيذ هذه المهمة أيضًا. لكنه شدد على ضرورة أن تترافق الضربة الإسرائيلية مع دعم أمريكي قوي للمعارضة الإيرانية من أجل تغيير النظام. غير أن نتنياهو والمحافظين الجدد فشلوا في منع أوباما من إبرام الاتفاق النووي.
في انتخابات 2016، حصل ترامب على دعم العديد من المليارديرات الصهاينة، أبرزهم "ملك الكازينوهات" شيلدون أديلسون. وقد شنّ جناح "اللوبي الإسرائيلي" المرتبط بنتنياهو حملة صامتة ضد مستشار الأمن القومي الأمريكي آنذاك، هربرت ماكماستر، لأنه لم يكن "مؤيدًا بما يكفي لإسرائيل". وأقال ترامب ماكماستر، وعيّن بدلًا منه جون بولتون، رغم تردده في البداية.
كان بولتون أحد أبرز مهندسي قرار ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران. كما ذهب أبعد من ذلك، وطلب من البنتاغون وضع خطط لشنّ عمليات عسكرية ضد طهران. وفي نهاية المطاف، لم يعد ترامب قادرًا على تحمل وجوده، فأقاله من البيت الأبيض. وبعد طرده، أصدر بولتون كتابًا تضمّن اتهامات لاذعة ضد ترامب، ورد عليه الأخير بالقول: "لو كنت قد استمعت إلى هذا الأحمق، لكنا الآن في الحرب العالمية الخامسة".
بعد تنفيذ الهجوم على المنشآت النووية الإيرانية، عبّر بولتون عن رضاه، وقال: "كان يمكن لترامب أن يفعلها خلال فترته الأولى، وكان ينبغي عليه ذلك". وفي منشور عبر حسابه في "إكس"، كتب: "الرئيس ترامب اتخذ القرار الصائب بشن هجوم على برنامج إيران النووي، كما كنت أوصي منذ زمن. التهديد الحقيقي للولايات المتحدة هو النظام الإيراني نفسه". لكن بولتون، شأنه شأن نتنياهو قاتل الجماهير، لا يشبعان أبدًا من الحرب والدم.
صرّح نائب الرئيس الأمريكي جاي دي فانس، ووزير الدفاع بيت هيغسيث، بأن الولايات المتحدة لا تهدف إلى تغيير النظام في إيران. لكن بعد هذه التصريحات، نشر ترامب منشورًا على وسائل التواصل الاجتماعي ألمح فيه إلى دعم محتمل لهذا التغيير، ما أثار البلبلة. وهكذا، في الوقت الذي دعا فيه ترامب المحافظين الجدد إلى "الدخول"، قال لأنصاره من "ماغا": "ابقوا في الخارج وانتظروا".
في مقاله عام 2015، حذر بولتون من أن مفاوضات أوباما بشأن الاتفاق النووي قد تشعل سباق تسلّح نووي في المنطقة، وقال: "أعظم إرث للرئيس أوباما قد يكون شرق أوسط مكتظّ بالأسلحة النووية".
لكن بعد مرور عشر سنوات، تبيّن أن الحقيقة مختلفة تمامًا: الدولة الوحيدة التي تمتلك أسلحة نووية في الشرق الأوسط هي إسرائيل. واليوم، يقصف ترامب إيران بسبب أسلحة نووية غير موجودة، بينما لا يظهر أي انزعاج من حقيقة أن مجرمًا منحرفًا مثل نتنياهو – الذي يقتل بعين باردة عشرات آلاف الأطفال بالقنابل – هو من يتحكم في زرّ تلك الأسلحة النووية. فهل يمكن لمنطقتنا أن تعيش في ظل هذا التهديد؟
يُقدّم ترامب نتنياهو، الذي أشعل النار في الشرق الأوسط، على أنه رجل الإطفاء! ويريد هذا "راعي البقر الأمريكي" أن يجعل من نتنياهو، الذي أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحقه، "شريف الشرق الأوسط"! لكن من يتخذ من نتنياهو مرشدًا له، لن يخرج من الدم.
ومع ذلك، فإن الحريق الذي اندلع في الشرق الأوسط لن يبقى محصورًا فيه. فكما أن حريق عام 1914 الذي اندلع في سراييفو لم يقتصر على البلقان، فإن هذا الحريق قد يمتد ليشعل العالم بأسره.
مرحبًا، تشكل التعليقات التي تشاركها على موقعنا مصدرًا قيمًا للمستخدمين الآخرين. يرجى احترام المستخدمين الآخرين والآراء المختلفة. تجنب استخدام لغة نابية أو مسيئة أو مهينة أو عنصرية.
كن أول من يترك تعليقًا.
انقر هنا لتلقي أهم الأخبار في اليوم عبر البريد الإلكتروني. اشترك هنا.
بعد إنشاء العضوية تكون قد وافقت على تلقي الإشعارات من مواقع مجموعة ألبيرق الإعلامية وعلى شروط الاستخدام وسياسة الخصوصية
اسم BIST محمي مع الشعار وفق شهادة ماركة محمية، لا يجوز الاستخدام دون إذن، ولا يجوز الاقتباس ولا التحوير، كل المعلومات الواردة تحت شعارBIST محفوظة باسم BIST ، لا يجو إعادة النشر. بيانات السوق توفرها شركة iDealdata Finans Teknolojiler A.Ş. بيانات أسهم BİST تتأخر 15 دقيقة