تخرج من جامعة مرمرة للاقتصاد والعلوم الإدارية قسم "الإدارة العامة والعلوم السياسية". يعمل كصحفي منذ أكثر من 15 عامًا. كتب العديد من التقارير والمقالات البحثية والتاريخية في صحيفة يني شفق منذ عام 1997. حصل على جائزة "قسم التقرير" من نقابة الصحفيين بتركيا 2004، وذلك في إطار جوائز الإنجاز الصحفي التركي. له أربعة كتب في مجال السيرة الذاتية. شغل مناصب مختلفة في منظمات غير حكومية.
كان من المقرر أن يزور نائب الرئيس الأمريكي، جاي دي فانس، إسرائيل يوم الثلاثاء، غير أن تقريرًا نشره موقع "أكسيوس" الأمريكي، بتوقيع الصحفي باراك رافيد، أفاد بأن فانس ألغى زيارته بسبب إعلان إسرائيل توسيع خطة احتلالها لغزة. ووفقًا للتقرير، لم يُرِد فانس أن يعطي الانطباع بأن إدارة ترامب تؤيد خطط الاحتلال الإسرائيلية، خاصة في الوقت الذي تبذل فيه الولايات المتحدة جهودًا لإتمام اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى. تجدر الإشارة إلى أن فانس يُنظر إليه في إسرائيل على أنه من جناح "العزلة السياسية" داخل إدارة ترامب.
بعد أن تجاهل ترامب إسرائيل خلال جولته الخليجية، جاءت خطوة فانس بإلغاء الزيارة لتشكل ضربة إضافية لنتنياهو. ومع ذلك، فإن مجمل هذه التطورات لا يبدو أنها تشكل رادعًا حقيقيًا لإسرائيل. فقد وُجّه سؤال إلى المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، خلال اجتماعه مع عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة: "لماذا لا تضغطون على الحكومة الإسرائيلية لوقف الحرب؟" فكان رده:
"نحن لسنا الحكومة الإسرائيلية. لا نتفق في كل شيء. الحكومة الإسرائيلية كيان سيادي. لا يمكنهم أن يخبرونا بما يجب أن نفعله، كما لا يمكننا نحن أن نخبرهم بما يفعلونه."
لكن هذا الطرح لا يعكس الحقيقة الكاملة. فالولايات المتحدة هي من تسلّح إسرائيل بأموال دافعي الضرائب الأمريكيين، وهي من تحميها في مجلس الأمن. وعليه، فإن لدى أمريكا ما يكفي من أدوات الضغط لردع إسرائيل. ومع ذلك، فإن إدارة ترامب، كما الإدارات السابقة، تمتنع عن استخدام تلك الأدوات ضد إسرائيل، ما دام تأثير "اللوبي الإسرائيلي" على المؤسسات السياسية الأمريكية لم يتلاشى.
رغم هذا، فإن الدعم الشعبي الأمريكي لإسرائيل يتآكل بشكل ملحوظ. ووفقًا لاستطلاع رأي أجرته مؤسسة "بيو" في أبريل، فإن 53% من الأمريكيين باتوا ينظرون إلى إسرائيل بسلبية، مقارنة بـ42% فقط في عام 2022. ومن بين الجمهوريين، ارتفعت نسبة النظرة السلبية من 27% عام 2022 إلى 37% في عام 2024. أما بين الديمقراطيين، فبلغت هذه النسبة 69% مقارنة بـ53% قبل عامين.
ويُظهر الاستطلاع أن الدعم لإسرائيل يتراجع بشكل أكثر حدة بين الناخبين الشباب؛ إذ أعرب 50% من الجمهوريين تحت سن 49 عن نظرة سلبية تجاه إسرائيل، بينما بلغت النسبة لدى الديمقراطيين من نفس الفئة العمرية 71%. أما دعم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فيبلغ 51% بين الجمهوريين، مقابل 15% فقط بين الديمقراطيين. وتجدر الإشارة إلى أن 45% فقط من اليهود الأمريكيين يثقون بنتنياهو، بينما تأتي أعلى نسبة تأييد له من الإنجيليين البروتستانت البيض، المعروفين بـ"الصهاينة المسيحيين".
تُعد نتائج استطلاع "بيو" نقطة تحول في نظرة الرأي العام الأمريكي تجاه إسرائيل. ويبدو أن "اللوبي الإسرائيلي" واعٍ جيدًا لهذا التراجع. فهناك مخاوف داخل اللوبي من أن يدفع تراجع الدعم الشعبي صنّاع القرار في الحزبين الديمقراطي والجمهوري إلى تعديل مواقفهم مستقبلًا تحت ضغط قواعدهم الانتخابية.
وقد عبّر الحاخام الصهيوني، إلخانان بوبيكو، رئيس شبكة "اليهود الأمريكيين-الإسرائيليين" ومقرها نيويورك، عن قلقه العميق حيال نتائج الاستطلاع، وكتب في مقال نشرته صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" بتاريخ 15 مايو:
"الصهاينة حصروا أنفسهم في أنشطة نُخبوية ضيقة، وتخلّوا عن المجال العام. هذا يُعرّض إسرائيل للخطر."
ووصف بوبيكو الوضع بأنه "حريق بخمس إنذارات"، وقال:
"للمرة الأولى في التاريخ، تُظهر بيانات استطلاع بيو أن غالبية الأمريكيين ينظرون إلى إسرائيل بشكل سلبي. هذه النتائج لها تبعات هائلة، وقد تؤثر على أمن إسرائيل في السنوات العشر القادمة بشكل وجودي لا يمكن التقليل منه."
وانتقد بوبيكو "اللجنة الأمريكية للعلاقات العامة الإسرائيلية، وهي من أبرز مؤسسات اللوبي الإسرائيلي، لتركزها على التبرعات السياسية فقط، معتبرًا أن ما أسماه "الصهيونية النخبوية" والتركيز على التأثير على قلة من الأشخاص بدلًا من التواصل مع الجماهير، هو أحد الأسباب الجوهرية لهذا التراجع.
وأضاف أن المظاهرات المؤيدة لفلسطين في الولايات المتحدة أثبتت فاعليتها، مشيرًا إلى أن "أعداء إسرائيل يسيطرون الواحد تلو الآخر على الساحات العامة، في حين نحن حبسنا أنفسنا في مساحات نخبوية ضيقة، وهذا لم ينجح".
بوبيكو أشار إلى مثال عملي على تأثير ضغط الناخبين، متمثلًا بعضو مجلس الشيوخ الديمقراطي كريس ميرفي. وقال إن ميرفي، المعروف سابقًا بدعمه لإسرائيل، صدم الجميع عندما صوّت لصالح حظر بيع الأسلحة لها. كما لفت إلى اعتراض السيناتور على اعتقال طلاب أجانب كانوا يحتجون على إسرائيل. وبحسب بوبيكو، فإن تغيير ميرفي في سلوكه السياسي كان نتيجة مباشرة لضغط قاعدته الانتخابية.
مرحبًا، تشكل التعليقات التي تشاركها على موقعنا مصدرًا قيمًا للمستخدمين الآخرين. يرجى احترام المستخدمين الآخرين والآراء المختلفة. تجنب استخدام لغة نابية أو مسيئة أو مهينة أو عنصرية.
كن أول من يترك تعليقًا.
انقر هنا لتلقي أهم الأخبار في اليوم عبر البريد الإلكتروني. اشترك هنا.
بعد إنشاء العضوية تكون قد وافقت على تلقي الإشعارات من مواقع مجموعة ألبيرق الإعلامية وعلى شروط الاستخدام وسياسة الخصوصية
اسم BIST محمي مع الشعار وفق شهادة ماركة محمية، لا يجوز الاستخدام دون إذن، ولا يجوز الاقتباس ولا التحوير، كل المعلومات الواردة تحت شعارBIST محفوظة باسم BIST ، لا يجو إعادة النشر. بيانات السوق توفرها شركة iDealdata Finans Teknolojiler A.Ş. بيانات أسهم BİST تتأخر 15 دقيقة