تخرج من جامعة مرمرة للاقتصاد والعلوم الإدارية قسم "الإدارة العامة والعلوم السياسية". يعمل كصحفي منذ أكثر من 15 عامًا. كتب العديد من التقارير والمقالات البحثية والتاريخية في صحيفة يني شفق منذ عام 1997. حصل على جائزة "قسم التقرير" من نقابة الصحفيين بتركيا 2004، وذلك في إطار جوائز الإنجاز الصحفي التركي. له أربعة كتب في مجال السيرة الذاتية. شغل مناصب مختلفة في منظمات غير حكومية.
في مقال نُشر بتاريخ 11 أيار/مايو، كتب أليكس لو، أحد كتّاب صحيفة "ساوث تشاينا مورنينغ بوست" الصادرة بالإنجليزية ومقرها هونغ كونغ، أن العالم الغربي يحفر قبره بيده في غزة. وأكد أليكس لو أن القادة الغربيين تجاوزوا خطًا أحمرًا أخلاقيًا لا رجعة فيه من خلال سماحهم لإسرائيل بإطلاق العنان لنزعتها الإبادية.
وأشار "لو" إلى أن القادة الغربيين يُطَوّرون المجازر الجارية في غزة على أنها "حق إسرائيل في الدفاع عن النفس". ولفت إلى أن العديد من الدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة وألمانيا، تناولت ما يُعرف بـ"الهولوكوست" الذي ارتكبه النازيون بحق اليهود باعتباره جزءًا من التربية على المواطنة العالمية. غير أن هذه الدول نفسها تُغلق أعينها عن "إبادة جماعية مباشرة تُبَثّ لحظة بلحظة" تجري أمام أنظار العالم في غزة، وفق ما قاله لو. مضيفًا أن الغرب بات يهتم بمشاعر القَتَلة أكثر من أرواح الضحايا. وأردف أن الغرب لم يعد يمثل فكرة ملهمة، بل مجرد مكان عادي على الخارطة، وأنه، على وقع صرخات أطفال غزة المرعبة، إنما يُقدِم على قتل نفسه بيديه.
وفي اليوم نفسه، كتب أستاذ العلوم السياسية الأميركي، البروفيسور جون ميرشايمر، مقالًا على مدونته بعنوان: "تقرير آخر عن الإبادة الجماعية الإسرائيلية... مزيد من الصمت والتواطؤ من الغرب الليبرالي". واستشهد ميرشايمر في مقاله بمقتطفات من نص أليكس لو، مؤكدًا أن الغرب الليبرالي شريك في الجريمة، قائلاً:
"أين هم الأكاديميون الليبراليون، والناشطون، والصحفيون، وواضعو السياسات الذين قضوا معظم سنوات نضجهم وهم يعظون بفضائل حقوق الإنسان والنظام الدولي الليبرالي؟ إنهم اليوم يواجهون واحدة من أعظم الجرائم في العصر الحديث."
في غضون ذلك، أعلنت بريطانيا تعليق المفاوضات الجارية منذ عام 2022 مع إسرائيل بشأن اتفاقيات التجارة الحرة. لكنها فرضت عقوبات فقط على ثلاثة مستوطنين غير شرعيين في الضفة الغربية، بينما لم تشمل العقوبات لا رئيس الوزراء الإسرائيلي ولا وزراء حكومته الذين يُشجّعون على إرهاب المستوطنين. فهل يمكن لمثل هذه العقوبات الرمزية التي لا تبعات فعلية لها أن تردع إسرائيل؟
في 9 أيار/مايو، كتب سفير الاتحاد الأوروبي السابق لدى فلسطين، سفين كوين فون بورغسدورف، مقالًا في مجلة "بوليتيكو" تحت عنوان: "أوروبا لا يمكن أن تبقى على الهامش في غزة". وأشار بورغسدورف إلى أن المجازر المدنية المروّعة في غزة تختبر مدى صدقية المبادئ التي يعلنها الاتحاد الأوروبي، مضيفًا: "يمتلك التكتل التأثير والموارد الكافية لإحداث فارق، ولا يزال يملك أدوات فعّالة لفعل ذلك... ما ينقصه هو الشجاعة للتحرك."
ورغم تواطؤ حكومات بلادهم، بدأ الرأي العام في الدول الغربية يتحوّل ضد إسرائيل. وتُعرب بعض الأوساط الإسرائيلية عن قلقها من أن هذا التحول قد يدفع الحكومات الغربية مستقبلًا إلى اتخاذ قرارات أكثر فاعلية. وفي هذا السياق، حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، إيهود أولمرت، من أن الصهاينة بدؤوا يفقدون حلفاءهم في الغرب. وفي مقابلة له مع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" باللغة الإنجليزية بتاريخ 20 أيار/مايو، وصف أولمرت ما تقوم به حكومة نتنياهو في غزة بأنه "يكاد أن يُصنّف جريمة حرب".
أما في مقال آخر نشره في النسخة العبرية لصحيفة "هآرتس" بتاريخ 22 أيار/مايو، فقد استخدم أولمرت تعبيرات أكثر حدة، مؤكدًا أن الحكومة الإسرائيلية تنظر إلى غزة بأكملها باعتبارها "حماس"، وتخطط لإبادة أكثر من مليوني إنسان. وقال: "لم يعد بوسعنا تجاهل ردود الفعل العالمية باعتبارها مجرد معاداة للسامية، وكأن الجميع يكرهنا. لقد انتهى زمن هذه الأكذوبة."
وختم مقاله بالقول: "لقد حان وقت التوقف، قبل أن نُطرد من عائلة الأمم، وقبل أن يتم استدعاؤنا إلى المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب... ولن يكون لدينا دفاع مقنع."
من جهته، قال الجنرال المتقاعد يائير غولان، زعيم حزب "الديمقراطيين" في إسرائيل، في مقابلة إذاعية: "دولة عاقلة لا تعلن الحرب على المدنيين، لا تقتل الأطفال كهواية، ولا تجعل من تهجير السكان هدفًا لها."
كما حذر غولان من أن إسرائيل بدأت تسلك طريقًا سيجعلها دولة منبوذة كما كانت جنوب أفريقيا في زمن الأبارتايد. وفي الوقت الذي تشهد فيه إسرائيل هذه النقاشات الداخلية، تواصل العديد من الحكومات الغربية، بما في ذلك الولايات المتحدة، اتهام كل من ينتقد إسرائيل بـ"معاداة السامية"، وتسعى إلى إسكات الأصوات المعارضة وفرض الرقابة عليها.
مرحبًا، تشكل التعليقات التي تشاركها على موقعنا مصدرًا قيمًا للمستخدمين الآخرين. يرجى احترام المستخدمين الآخرين والآراء المختلفة. تجنب استخدام لغة نابية أو مسيئة أو مهينة أو عنصرية.
كن أول من يترك تعليقًا.
انقر هنا لتلقي أهم الأخبار في اليوم عبر البريد الإلكتروني. اشترك هنا.
بعد إنشاء العضوية تكون قد وافقت على تلقي الإشعارات من مواقع مجموعة ألبيرق الإعلامية وعلى شروط الاستخدام وسياسة الخصوصية
اسم BIST محمي مع الشعار وفق شهادة ماركة محمية، لا يجوز الاستخدام دون إذن، ولا يجوز الاقتباس ولا التحوير، كل المعلومات الواردة تحت شعارBIST محفوظة باسم BIST ، لا يجو إعادة النشر. بيانات السوق توفرها شركة iDealdata Finans Teknolojiler A.Ş. بيانات أسهم BİST تتأخر 15 دقيقة