يني شفق

نتنياهو يُضجِر ترامب

05:0611/05/2025, الأحد
تحديث: 11/05/2025, الأحد
عبدالله مراد أوغلو

لا تتطابق بعض تفاصيل خطط دونالد ترامب بشأن الشرق الأوسط مع خطط بنيامين نتنياهو، بل تتعارض معها. إذ يسعى ترامب إلى إظهار من هو صاحب القرار الحقيقي، أو "الملك"، في العلاقات الأميركية – الإسرائيلية، ولا يريد أن يبدو ضعيفًا أو خاضعًا أمام نتنياهو، بخلاف سلفه جو بايدن. وقد جاء قرار ترامب بإقالة مستشاره للأمن القومي مايك والتز أيضًا على خلفية تتعلق بنتنياهو. إذ كان قيام نتنياهو بإدارة تحركات من خلف ظهر ترامب عبر والتز هو القشة التي قصمت ظهر البعير. وبينما انفجرت فضيحة 'سيغنال غيت' في وجه إسرائيل، بعدما

لا تتطابق بعض تفاصيل خطط دونالد ترامب بشأن الشرق الأوسط مع خطط بنيامين نتنياهو، بل تتعارض معها. إذ يسعى ترامب إلى إظهار من هو صاحب القرار الحقيقي، أو "الملك"، في العلاقات الأميركية – الإسرائيلية، ولا يريد أن يبدو ضعيفًا أو خاضعًا أمام نتنياهو، بخلاف سلفه جو بايدن.

وقد جاء قرار ترامب بإقالة مستشاره للأمن القومي مايك والتز أيضًا على خلفية تتعلق بنتنياهو. إذ كان قيام نتنياهو بإدارة تحركات من خلف ظهر ترامب عبر والتز هو القشة التي قصمت ظهر البعير. وبينما انفجرت فضيحة 'سيغنال غيت' في وجه إسرائيل، بعدما كشفت عن استياء نائب الرئيس الأميركي جي. دي. فانس من الهجمات التي شنتها الولايات المتحدة ضد الحوثيين في اليمن خلال شهر مارس، فإن الهدف من التسريب كان الإساءة إلى فانس، إلا أن الخاسر الأكبر كان مايك والتز، الذي انتهى به الأمر إلى فقدان منصبه.


وفي تطور آخر في مارس، أثار ترشيح ترامب لـ"آدم بوهلر" ليشغل منصب "المبعوث الخاص لشؤون الرهائن" استياء إسرائيل، بسبب تواصله المباشر مع حركة حماس. غير أن بوهلر لم يعبأ بذلك، وقال: "أتفهم سبب انزعاج الإسرائيليين، لكننا الولايات المتحدة ولسنا عملاء لإسرائيل، ولدينا مصالحنا الخاصة". كما أثار تصريح بوهلر بأن بلاده مستعدة للتفاوض مع الجميع من أجل الرهائن غضب إسرائيل.


وبضغط من الجمهوريين المتشددين المؤيدين لإسرائيل في الكونغرس، تم سحب ترشيح بوهلر لمنصب "المبعوث الخاص لشؤون الرهائن"، الذي يتطلب موافقة مجلس الشيوخ. ووفقًا لما نشر في الإعلام الأميركي، فقد جرى ضم بوهلر إلى فريق التفاوض التابع للمبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، وهو منصب لا يتطلب موافقة مجلس الشيوخ. ويُقال إن هذه الخطوة تهدف إلى تهدئة صقور الحزب الجمهوري.


يُذكر أن بوهلر لعب دورًا مهمًا في اتفاقيات "إبراهيم" التي قادها جاريد كوشنر، صهر ترامب، خلال الولاية الأولى للأخير. وبوهلر، الذي ينتمي إلى الجالية اليهودية الأميركية، كان زميل كوشنر في الجامعة. ووفقًا لتقرير نشرته شبكة "سي إن إن" يوم الجمعة، فإن كوشنر يقدّم مشورة غير رسمية لوفود خليجية.


ومن التطورات التي شكّلت صدمة في إسرائيل، إقدام ترامب على عقد اتفاق وقف إطلاق نار مع الحوثيين عبر وساطة عُمانية، دون إبلاغ إسرائيل. وقد اعتبرت وسائل الإعلام الإسرائيلية هذا التطور مؤشرًا على تصدع في العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل. كما أن تصريح السفير الأميركي لدى إسرائيل، مايك هاكابي، بأن بلاده لا تحتاج إلى إذن من إسرائيل لعقد اتفاق مع الحوثيين، شكل صدمة أخرى لنتنياهو، خاصة أن هاكابي يُعد من أبرز المسيحيين الصهاينة في إدارة ترامب وأحد المقربين من نتنياهو. ومع ذلك، نفى هاكابي وجود قطيعة بين ترامب ونتنياهو.


ومن الإشارات الأخرى على تضاؤل صبر ترامب على مناورات نتنياهو، استعداده لإبرام اتفاقيات مع السعودية دون إشراك إسرائيل. وهو ما يثير اعتراض الصقور المؤيدين لإسرائيل. فقد صرّح السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام عبر حسابه على منصة "إكس" قائلاً: "أود أن أوضح أنني لن أؤيد أي اتفاق دفاعي مع السعودية لا يتضمن تطبيع العلاقات مع إسرائيل".

وتُفسّر التقارير التي نُشرت في الإعلام الإسرائيلي بشأن احتمال عرقلة اتفاق لا يشمل إسرائيل في مجلس الشيوخ الأميركي بأنها بمثابة تهديد مبطن لترامب.

ومن المقرر أن يقوم ترامب بجولة خليجية تشمل السعودية وقطر والإمارات في الفترة بين 13 و16 مايو. وقد لوحظ غياب إسرائيل عن جدول الزيارة، وهو ما لفت الأنظار. وتشير التقديرات إلى أن الزيارة ستشهد مباحثات حول اتفاق دفاعي مع السعودية، بالإضافة إلى بحث موضوع نقل التكنولوجيا النووية المدنية. وكانت مثل هذه الاتفاقيات سابقًا مشروطة بانضمام السعودية إلى "اتفاقيات إبراهيم".


وكان من المقرر أن يزور وزير الدفاع الأميركي، بيت هيغسث، إسرائيل قبل جولة ترامب الخليجية، حيث كان يفترض أن يصل إلى إسرائيل يوم الاثنين، ويغادرها يوم الثلاثاء ليلتحق بترامب. غير أن ترامب قرر بشكل مفاجئ أن يرافقه هيغسث في جولته، ما أدى إلى إلغاء زيارة الأخير إلى إسرائيل.


وتُلاحظ مساعي نتنياهو لجر الولايات المتحدة إلى حرب في المنطقة من خلال اتباع سياسات عدوانية. وقد أدى سعيه لفرض نفوذ في ملفات المنطقة إلى عرقلة سياسة ترامب في الشرق الأوسط، ما أسفر عن نشوء "حرب ظل" بين واشنطن وتل أبيب. ومن المتوقع أن تكشف التطورات خلال زيارة ترامب المقبلة للمنطقة مزيدًا من خفايا هذه الحرب الخفية.

#نتنياهو وترامب
#ترامب
#نتنياهو
#العلاقات الإسرائيلية الأمريكية
#زيارة ترامب للخليج العربي
#قطر
#السعودية
التعليقات

مرحبًا، تشكل التعليقات التي تشاركها على موقعنا مصدرًا قيمًا للمستخدمين الآخرين. يرجى احترام المستخدمين الآخرين والآراء المختلفة. تجنب استخدام لغة نابية أو مسيئة أو مهينة أو عنصرية.

لا توجد تعليقات حتى الآن

كن أول من يترك تعليقًا.

انقر هنا لتلقي أهم الأخبار في اليوم عبر البريد الإلكتروني. اشترك هنا.

بعد إنشاء العضوية تكون قد وافقت على تلقي الإشعارات من مواقع مجموعة ألبيرق الإعلامية وعلى شروط الاستخدام وسياسة الخصوصية